ديربورن – أقامت «كلية هنري فورد» في ديربورن يومي الجمعة والسبت الماضيين مؤتمراً لحوار الاديان تحت عنوان: «مؤتمر بناء جسور التفاهم». وقد افتتح المؤتمر صباح الجمعة بكلمة استمرت لقرابة الساعة، للسيد حسن القزويني، إمام «المركز الاسلامي في أميركا»، تطرق فيها الى التسامح والحرية الدينية ونبذ العنف وتقبل الآخر و«إن كان مخالفاً بالرأي أو العقيدة»، مستشهدا بالآية القرآنية الكريمة: «لكم دينكم ولي دينِ»؛ مؤكداً على ضرورة تبني الحوار كوسيلة للوصول الى حل وسط بدل اراقة دماء الأبرياء باسم الدين والدين منها براء.
وقال: «إن ظاهرة قتل الأبرياء واستباحة دمائهم وممتلكاتهم نجد رواسبها عند كل الأديان، فنجد دماء مئات الآلاف قد سالت نتيجة الحروب الشعواء التي استعرت بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا خلال العصور الوسطى، وكذلك اضطهاد اليهود، والآن نلاحظ المحاولات المستمرة لاثارة الفتنة بين المسلمين الشيعة والسنة في العراق وافغانستان ومناطق أخرى».
وأكد القزويني أن الهدف المشترك لجميع الأديان هو إرشاد الناس الى طريق السلام والتآلف واستيعاب التباين والاختلاف بين البشر جميعا، مشدداً على ان «الإرهاب لا يعرف ديناً أو عقيدة»، وإن الإسلام قد شدد على حرمة إراقة دماء الأبرياء سواء كانوا من المسلمين أم من غيرهم.
وفي كلمتها، استعرضت الحاخام دوريت يديعوت أهم تعاليم الديانة اليهودية فيما يتعلق بحرمة دم الإنسان وعدم وجوب سفكه، والاضطهاد الذي تعرض له ابناء هذه الطائفة عبر التاريخ، وركزت الحاخام يديعوت على دور الشباب الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء، وقدرتهم على استيعاب وفهم خصوصية وثقافة الاخر وقدرتهم المؤثرة على صنع السلام في الشرق الاوسط، بدلاً من «الحلول الترقيعية المؤقتة»، لاسيما بوجود «ما نشترك به من خطوط عامة كأتباع كتب سماوية مقدسة من مسلمين ومسيحيين ويهود»، على حد تعبيرها.
جانب من الحضور في افتتاح المؤتمر |
وقد تخللت انشطة المؤتمر ليوم الجمعة حفل استقبال تضمن وجبة فطور، قبل أن يباشر المنظمون بالندوات النقاشية التي جمعت الطلبة والاكاديميين ومتخصصين في الشؤون الدينية إضافة الى نشطاء من مختلف الأديان بينهم رهبان بوذيين وهندوس وقساوسة مسيحيين وحاخامات يهود، إضافة الى رجال الدين المسلمين.
وفي اليوم التالي، نشب خلاف بين أحد المحاضرين وهو الضابط السابق في الجيش الاميركي روبرت دوبوا وأحد الحضور حول شرعية وتبرير استعمال الطائرات بدون طيار لاستهداف ارهابيين محتملين في اليمن والباكستان؛ حيث برر الضابط دوبوا، أن هذه التقنية قد تكون الطريقة الوحيدة للقضاء على اولئك الارهابيين للحيلولة دون مقتل آلاف الأبرياء لاحقاً، وقد ضرب مثلاً «لو أن هناك رجلا ضخم الجثة يزن أكثر من 250 باونداً يغتصب طفلة عمرها ثلاث سنوات في الغرفة، فماذا يمكنك فعله؟! هل ستقوم بمناشدته للتوقف؟ ماذا لو لم يستجب؟ ألا تقوم بإطلاق النار على رأسه لتخليص وإنقاذ الطفلة»؟! وقد تلى ذلك كلمات لمتحدثين ومحاضرين آخرين، وندوات حوار حول «المخلص» في جميع الأديان، و«المهدوية» لدى المسلمين وتباينها عند السنة والشيعة.
Leave a Reply