ديربورن – غصَّتْ قاعة اجتماع هيئة التخطيط المدني التابعة لبلدية ديربورن، والمؤلَّفة من تسعة أعضاء، بالحضور الكثيف خلال الاجتماع الذي عقدته يوم الاثنين الماضي لبحث مسألة تهمّ الجالية العربية في المدينة وهي حظر تحويل كاراجات المنازل المخصصة تنظيمياً لإيواء السيارات الى غرف سكن وترفيه واستقبال.
وفي اجتماع الإثنين الماضي، الذي عقد في مبنى البلدية على تقاطع شارعي ميشيغن أفنيو وشايفر، شدد أعضاء الهيئة البلدية على ضرورة إيلاء مسألة السلامة العامة أولوية في مناقشات تعديل القانون البلدي رقم «٢.٠٣-أي» الخاص بـ«المباني المرفقة بالمنزل» الذي يشمل الكاراجات، الذي انتهت اللجنة الى تأجيل البت فيه الى حزيران (يونيو) الماضي وسط احتجاجات من الحضور على تجاوز البلدية لصلاحياتها وخرقها لحرية الأفراد. وستنظر في تعديل القانون لحظر تحويل الكاراجات لغير وظيفتها الأساسية وهي إيواء السيارات، وذلك بهدف معالجة مسألة اكتظاظ الشوارع بالسيارات لاسيما في شرق المدينة بعد أن حول العديد من سكان المنطقة كاراجاتهم الى غرف استقبال وترفيه وطبخ.
وقد قامت البلدية في العام الماضي بتحرير مخالفات لأصحاب المنازل الذين حولوا كاراجات بيوتهم بطرق غير تقليدية عبر إضافة أبوابٍ زجاجية وأثاث منزلي وأجهزة تلفزة وتدفئة وأدوات مطبخية للطهي.
لكن بعض أصحاب العقارات العرب في المدينة عبَّروا في اجتماع الإثنين الماضي عن عدم رضاهم عن حرمانهم من حق استخدام ممتلكاتهم، معرقلين بذلك مساعي هيئة التخطيط لرفع مشروع تعديل القانون الخاص بالكاراجات الى المجلس البلدي للمصادقة عليه.
كاراج منزلي استبدلت بوابته بأخرى زجاجية |
وإن تفهم المحتجون مخاوف الهيئة حول السلامة العامَّة إلا أنهم أكدوا أن منع السكان من تجميل كاراجاتهم أمر غير قانوني. حيث احتج البعض على حظر تركيب الأبواب الزجاجية «التي تمنع دخول الحشرات وتضفي طابعاً عصرياً على الكاراجات». أما البعض الآٓخر فكانوا أكثر تشدداً في رفض توجه الهيئة الذي اعتبروه مخالفاً لحقوقهم الفردية وأن وضع «سياسة بلدية» حول شكل الكاراج وكيفية استعماله هو تخطٍ لدور البلدية.
وفي هذا الإطار، قال ميتش هزيمة، وهو من سكَّان ديربورن، «نحن نقرّ بضرورة منع الطبخ في الكاراج ونفهم القوانين المتعلقة بحفظ السلامة العامة.. لكن الزمن تغيّر. عائلاتنا كبرت وليس عندنا ولد أو ولدان فقط، بل خمسة أو ستة ومعظم هذه البيوت شُيّدتْ في الستينيات وأصبحت تضيق علينا لذلك لا ضير من الإسترخاء بالكاراج من وقتٍ لآٓخر، فما الخطأ بذلك؟».
بعض السكّان زودوا اللجنة بصورٍ ليثبتوا أن الأبواب التي تفتح على مصراعيها لا تعيق إيواء السيارة داخل الكاراج. أمّا آخرون فقالوا ان الهدف من الكاراج ليس فقط إيواء السيارات بل كمخزن لعدَّة الحدائق وأدوات رياضية وغيرها.
واتهم البعض الآخر البلدية بمحاولة «تطفيش» السكَّان الذين ينوون شراء بيوت في ديربورن لاسيما صغار السن الذين يرغبون بالاستثمار البعيد المدى في مدينتهم.
عضو هيئة التخطيط، نانسي سويك، كانت صريحة بمجاهرتها ان البلدية تتخطَّى صلاحيَّاتها إذا أرادت ان توجِّه السكَّان في كيفيَّة استخدام كاراجاتهم. وأضافت «أنا افهم جيّداً ان البلدية تحاول عدم تحويل المرآب الى مقر للسكن، ولكن من المرفوض أن نحدّ من حرِّية الأفراد وحقِّهم في استخدام الديكور المناسب لمنازلهم وعلينا ان نحافظ على حرية الأفراد بالتصرف بمنازلهم».
وبعد مداولاتٍ استغرقت حوالي الساعة، لمس الحضور موافقة اللجنة على السماح بإضافة أبواب وواجهات زجاجية للكاراجات شرط أن لا تحلّ مكان أبواب الكاراجات التي تطوي للداخل مما يسهِّل حركة السيارة من والى الكاراج.
ووافقت اللجنة على تأجيل البت بالقضيّة حتى شهر حزيران المقبل. في هذه الأثناء سوف تعيد اللجنة النظر في اللغة القانونية وتحدِّد الأمور المقبولة داخل الكاراج والتي لا تشكِّل خطراً عامَّاً.
Leave a Reply