ديربورن – قررت بلدية ديربورن الأسبوع الماضي نقل موقع «المهرجان العربي الدولي»، لهذا العام، الى منتزه «فورد وودز»، بعد أن ارتبط اسمه لسنوات طويلة بشارع وورن. الخطوة التي اعتبرها البعض بمثابة حكم بالإعدام على هذا التقليد السنوي الذي واجه في السنوات القليلة الماضية العديد من النزاعات القضائية، لم تلق رداً واضحاً من قبل «غرفة التجارة الأميركية العربية»، التي اكتفت ببيان صادر عن المديرة التنفيذية للغرفة، فاي بيضون، قالت فيه: «إن الغرفة لا زالت في مرحلة دراسة القرار.
وفي حال قررت الغرفة السير بتنظيم النسخة الـ١٨ من المهرجان، فإنه سيقام بين 15 و17 حزيران (يونيو) على منتزه «فورد وودز» الذي يقع عند تقاطع شارعي فورد وغرينفيلد في شرق المدينة.
وقالت أمينة سر ديربورن «الكليرك» كاثي بودا إن المهرجان الذي تنظمه «غرفة التجارة الأميركية العربية» بالتعاون مع بلدية ديربورن سيقام هذه السنه على المنتزه بحسب توجيهات رئيس البلدية جاك اوريلي، الذي اقترح الأمر نفسه العام الماضي إلا أن المنظمين أصروا، حينها، على رفض ذلك بحجة أن المنتزه لا يتسع لكامل فعاليات المهرجان.
وقال أوريلي إنّ البلدية اقترحت قبل سنتين نقل المهرجان إلى موقع آخر غير شارع وورن (بين غرينفيلد ووايومنغ) لكن «الغرفة» لم توافق على ذلك إلاّ هذه السنة. وأضاف أورايلي أن نقل المهرجان من وورن الى «فورد وودز» «أفضل بكثير لسكان المدينة ولزوار المهرجان».
وشرح أوريلي أنّ مرد رفض الغرفة لهذه الخطوة سابقاً كان بسبب اعتقاد القائمين على المهرجان أنّ المنتزه الذي يعتبر أكبر منتزهات ديربورن لن يتسع لكل فعاليات المهرجان إلاّ أنّ عمّال وموظفي بلدية ديربورن قاموا بتخطيط الحديقة وأكدوا أنّ مساحتها كافية لإقامة كل فعاليات المهرجان، كما أنّ شركة مراكب الألعاب زارت الحديقة وأكّدت أنّ مساحتها كافية لتركيز آلات الألعاب. ورأى أنّ النظر إلى شيء ما بنظرة مختلفة أمر جيّد، فالمهرجان كان له تخطيط على طول وورن أمّا الآن فسيقع على قطعة من الأرض.
وقال أورايلي أن نقل المهرجان «سيشكل فرصة لتغيير منعش بالنسبة للحضور»، حيث يعتقد أورايلي ان الحضور وزوار المهرجان سيرتاحون أكثر في الحديقة لأنّ بها مظلات كبيرة خاصة أن المهرجان يقام في فترة حر شديد.
وذكرت بودا أن المهرجان سيكون غرب مركز ديربورن للتزلج وستكون المنصة الرئيسية موجهة الى الغرب حتى لا تواجه الأحياء القريبة وستكون هناك رسوم دخول.
وتعمل بلدية ديربورن على حل مشكلة وقوف السيارات لأنها لا تريد إختناق حركة المرور بسبب سيارات زوار المهرجان في الأحياء المحيطة، وتعمل البلدية أيضاً على توفير خدمة نقل من موقع سيتم تحديده لاحقاً.
واقترح عضو المجلس البلدي روبرت إبراهام حظر وقوف السيارات في الشوارع المجاورة بعد فترة زمنية معينة، مثل العاشرة مساء، وذلك لإجبار المتسكعين على ترك المكان والسماح بتنظيف المنطقة.
كما اقترح عضو المجلس البلدي ديفيد بزي أن يُعطى المقيمون بالقرب من الحديقة شارات مرور خاصة حتى يتمكنوا من المرور الى بيوتهم، مثلما حصل مع الكثير من سكان الأحياء المحيطة بـ«فورد فيلد» خلال مهرجان «هُومْ كامِْينغ» في غرب ديربورن.
ومن العوامل الرئيسية التي تريد البلدية أن تغييرها هي تحديد قضايا المسؤولية عن الأحداث التي تحصل خلال المهرجان العربي الدولي.
بالإضافة الى التحرر من عبء تأمين شارع وورن تعتقد البلدية أنّه بنقل المهرجان الى الحديقة العامة سيتمكن المنظمون من السيطرة على تحصيل رسوم الدخول عبر المنطقة المسيجة، على عكس ماكان يحصل خلال المهرجانات التي كانت تقام على شارع وورن المفتوح. وقامت الغرفة خلال العامين الماضيين بإستئجار شرطة شريف مقاطعة وين لتوفير دوريات حراسة لأنّ إدارة شرطة ديربورن لم تكن ترغب في فعل ذلك على خلفية مقاضاتها بانتهاك الحقوق الدستورية لمبشرين مسيحيين اعتقلوا في المهرجان. ولكن هذه السنة ستتولى شرطة ديربورن الإشراف على تسيير الأمور الأمنية في المهرجان.
وقد تسبب مهرجان العام الماضي بإقامة دعوى قضائية أخرى، رفعها مبشرون إنجيليون هذه المرة ضد شرطة مقاطعة وين بعد تعرضهم للرشق بإستخدام مقذوفات مثل الزجاجات البلاستيكية وقطع أحجار وغيرها.
وقد رفع المبشرون الدعوى الى محكمة فدرالية ضد شريف المقاطعة بيني نابليون واثنين من مساعديه، وهما مايك جعفر ودينيس ريتشاردسون، بزعم عدم حمايتهم عندما جرى رشقهم بمقذوفات، وزعمت الدعوى إنّه قد وقع انتهاك حقوق المبشرين بخرق التعديل الأول من الدستور الأميركي الذي يضمن حرية التعبير، والتعديل ١٤ الذي يكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية.
وجاء في نص الدعوى أنه سمح للمبشرين بالتجول بحرية في محيط المهرجان العربي قبل عام 2009، وإعطاء دروس وتوزيع كتب ومناقشة عقيدتهم لكن بعد ذلك قررت شرطة ديربورن وغرفة التجارة الأميركية العربية بعدم السماح للجماعات المسيحية لتوزيع أدبياتهم على أرصفة شارع وورن خلال أيام المهرجان.
والجدير بالذكر أن المبشرين المدعين حملوا في العام الماضي لافتات استفزازية للمسلمين تدعي أن النبيّ محمد (ص) «شاذ جنسيا» وبأنّهم «فخورون بأن يكونوا كفارا» كما تمّ رفع رأس خنزير على عصى وتمّ عرضه أيضاً.
كما رفعت دعوى قضائية أخرى ضد المهرجان في الأوّل من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تتهم المنظمين بـ«تزوير» لعبة كرة السلة في إحدى محطات ألعاب الرماية في المهرجان، ولكن الإدعاء العام في مقاطعة وين وجد أن الأطواق التي تستخدمها «نورث أمريكان ميدواي» هي بيضاوية الشكل، وليست مستديرة مثل حلقة السلة التقليدية، ما يعني أن الرمية الدقيقة في منتصف حلقة السلة حصراً يمكن أن تمر منها.
Leave a Reply