يبدو أنني سأصبح وأمسي وأنا أبكي تحت شباك الإمبريالية شاجياً ومستنكراً ما يصيبها ومعزياً بضحايا تفجيرات بوسطن. طيب ولِمَ لا؟.
إن أحدا منا لا يمكن له أن يقبل الإرهاب المحلي أو المستورد إلى أي بلد، والذي يقتل ببساطة دون أن يهتم بجنس ضحاياه إن كانوا رجالا أو نساءً أو أعمارهم فيما إذا كانوا أطفالا أو متقدمين في العمر.
نحن الذين عانينا من الإرهاب ولا زلنا، وعلى ما يبدو فإننا مقبلون على زمن سيسود فيه الإرهاب جغرافيا منطقتنا بعد أن تحالفت الإمبريالية الغربية والدول الإقليمية في المنطقة والأنماط المتخلفة للسلطات العربية، وقام هذا التحالف بتمويل انتحارنا إلى لحظة أن تسود الفوضى البناءة أي إلى اللحظة التي لم يعد متاحا لنا الإعتراف بحقنا في الحياة، ونحن كنا قد عانينا من حروب أهلية واجتياحات إسرائيلية وسيارات مفخخة وعبوات جانبية وأنواع مستحدثة من وسائل الموت كما الشعب الفلسطيني الذي لا زال في دائرة الهدف. -نحن- نقول حمى الله العالم من الذين يدبرون الموت في الليل ومن أصحاب المخيلات السوداء من عصابات الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة ولا فرق.
أنا أتبصر في الأمر وأرى أن الموت الجوال أصبح سائدا، وأن المبادرة باتت بأيدي المجرمين الذين يتركوننا لكي نبحث عن بصماتهم دون جدوى، حيث أنهم يكونون قد سرقوا أصابع استبدلوا بها أصابعهم حتى تتوه بصماتهم على أنهم في الأغلب لا يتركون بصمات.
طيب ما هو علاج الإرهاب سواء كان عقائديا أو غيره؟
مكافحة الإرهاب مسألة ثقافية، إذ لا يمكن اقتلاع الإرهاب من جذوره دون كشف منابعه وأسبابه ووسائله، وهذا الأمر يحتاج إلى برنامج ثقافي عالمي يحدد أعداء الإنسانية ومواصفاتهم وعقائدهم التي هي بالتأكيد ليست الإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية.
أنا أدعي أن الثقافة هي السلاح الأمضى ضد الإرهاب. وإننا جميعا نحتاج إلى دورات لمحو الأمية حول الإرهاب الذي نسمع به ولا نطرح الأسئلة على أنفسنا وعلى الآخرين لنفهم أكثر، بل نمضي لكي نخاف ونتوجس بل أحيانا نمضي لصنع تفاهمات مع الإرهاب.
كما أدعي أن الثقافة تستطيع أن تفتح باب الأسرار على منابع الإرهاب وأسبابه ونشأته وإماراته وأسمائه، وإن الثقافة تستطيع أن تحصّن أجيالنا من أن تقتحمها هذه الأفكار القاتلة التي أضحت تستخدم كل وسائل الإتصالات العصرية.
الإرهاب مرض فتاك، سرطان غامض التسمية. ليس سرطان الدم أو العظم أو الثدي أو الكبد أو أي عضو آخر..إنه سرطان الإرهاب الذي إذا لم نجد له الدواء فإنه سينهض في جسم البشرية جمعاء.
Leave a Reply