لانسنغ – اختيار ناشر ورئيس تحرير «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني لإدخاله في «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن» لقي صدىً واسعاً من قبل الجالية العربية الاميركية حيث شارك اكثر من ٥٠ شخصاً من أسرة «صدى الوطن» وفعاليات الجالية العربية وممثلين عن مؤسساتها، فرحة الاحتفال الذي أُقيم بهذه المناسبة المميزة في مركز وفندق «كيلوغ» في مدينة لانسنغ في ٢١ نيسان (أبريل) الماضي، حيث رافق الوفد الزميل السبلاني في رحلته الى عاصمة ميشيغن تعبيراً عن دعمهم وفخرهم وامتنانهم لهذا الانجاز التاريخي.
ووصل معظم أعضاء الوفد الى لانسنغ في باص يحمل لافتة ضخمة عليها صورة الزميل السبلاني وتصريح صادر عنه بعد معرفته باختياره لهذا الشرف مع أربعة من الإعلاميين البارزين حيث قال «هذه هديَّة متواضعة للجالية التي احب والتي انا مستمرٌ في خدمتها».
وبعد ان علم أبناء الجالية بخبر ادخال السبلاني الى «قاعة مشاهير الصحافة» باشروا بتنظيم إجراءات السفر الى لانسنغ لحضور الاحتفال بمبادرةٍ منهم. وقد فُوجىء السبلاني وزملاؤه في الصحيفة بالباص واليافطة واللوح الإعلاني الضخم وقد رُكِّب على شارع غرينفيلد في ديربورن قبل أسبوع ويتضمّن تهنئة على حصوله على هذه المرتبة الرفيعة.
وقال علي صبرا احد المشاركين بالوفد «نحن فخورون جداً كعرب أميركيين، لأن إدخال السبلاني قاعة المشاهير هو إنجاز كبير لنا كجالية.. سيجعل صوتنا مسموعاً ومحترماً من خلال هذه الجريدة».
وقد حضر الإحتفال قادة لمؤسسات في الجالية ومن بينها النادي اللبناني الأميركي واللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، واللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي، والجمعية الخيرية اليمنية، والرابطة العربية الاميركية للحقوق المدنية، ونيو ميشيغن ميديا، وجمعية مدرار، وكونغرس المؤسسات العربية الأميركية وحشدٌ من رجال الأعمال والنشطاء يتقدّمهم قنصل لبنان العام في ديترويت بلال قبلان.
وصرّح نائب رئيس شركة «أرمادا» للمحروقات والنفط ورئيس كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن، علي برّي، بالقول إن «معظم الأشخاص الموجودين هنا هم من سكان منطقة ديترويت لمدة طويلة ويشعرون أنّهم جزء من تاريخ جريدة «صدى الوطن» لثلاثة عقود مضت. إني اشعر بالفخر والإعتزاز لحصوله على هذه المرتبة الصحفية الرفيعة، واعتز بأني جزء من هذا الحدث الى درجة أني احسّ الآن وكأني انا من حصل على هذه الجائزة».
أما القنصل قبلان فقد وصف أسامة السبلاني بانه «منارة الجالية» منوِّهاً بان السبلاني كان دائماً متواجداً في أوقات الشدائد والتحدّيات التي تعصف بالجالية وذلك بقيادته الواعية وريادته وارشاداته. وأضاف قبلان «أسامة يقوده حب خدمة الإنسانية والجالية وهو يرتقي الى مستوى مواطن غير عادي بل الى مستوى القائد الكبير. انه يقوم بتقديم خدمة جليلة لهذه الامَّة عبر تشجيع الحوار والتفاهم المشترك بين الجماعات العرقيّة وهذا بالذات ما نريده حالياً في زمن الخوف والتفتت».
الكاتبة في صحيفة «ديترويت فري برس» راشيل رايلي، التي كانت عريف الحفل في لانسنغ، أفادت ان المحتفى بهم الذين تم اختيارهم هذا العام هم من أكثر المشاهير تميزاً وتنوُّعاً في قاعة الصحافة على الإطلاق. وقال الصحافي المخضرم جو غريم مدير التحرير السابق في «ديترويت فري برس»، والبروفسور في كلية الصحافة بـ«جامعة ميشيغن ستايت» «إنه أمر بديع جداً ان نحتفي بأصحاب الصحف العريقة في الولاية، وأكثر قناة تلفزيونية احتراماً في هذه المنطقة وبالصحافة البديلة والصحافة الأكاديمية والصحافة الإثنية».
وأضاف «اليوم قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن أضحت بيتاً لجميع الصحفيين». وكان غريم من بين الذين بادروا الى ترشيح الزميل أسامة السبلاني وحشد الدعم له من كبار الصحفيين في الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع من خلال كتابة رسائل تأييد له.
عضو مجلس أمناء «جامعة ميشيغن ستايت» العربي الأميركي براين مسلّم قدم التهاني للسبلاني عبر رسالة قُرأَتْ للحضور خلال الحفل جاء فيها «لقد كُنتَ صديقاً ومعلِّماً لي منذ عدة سنوات. ان الأسس التي وضعتها للأجيال المقبلة لن تُنسى أبداً وأنا آسف على عدم تمكني من حضور الإحتفال لكني أشعر بالإعتزاز بحقيقة ان تكرم في جامعتي.. وانت تستحق هذا التكريم وجعلتنا بذلك جميعاً فخورين».
الدكتور خليل قازان، مختص العلاج الطبيعي الذي ولد وشبّ في الجالية وكان بين المشاركين، قال إن «صدى الوطن» الناطقة باللغتين العربية والإنكليزية هي كل ما يملكه المهاجرين العرب من المعرفة وهي اضحت دليلهم في هذه البلاد.
وقدّم غريم السبلاني مشيراً الى التحديات التي واجهها عبر السنين، وقال «كصحافي ومدافع عن قضايا مجتمعه كانت حياة السبلاني مهدّدة أكثر من مرَّة» لافتاً الى ان السبلاني واجه شخصاً يحمل سكّيناً راح يسأله عما إذا كان وطنياً وذلك بعد هجمات «11 أيلول» الإرهابية، كما أشار الى حوادث اعتداء متكررة تعرضت لها مكاتب «صدى الوطن» في محاولة لإسكات صوته.
وفي كلمته، شكر السبلاني «الصديق» جو غريم على تزعمه الجهد لتنصيبه قائلاً له «شكرًا جو على إيمانك بي وبتقديرك للعمل الذي قمنا به طيلة ٢٨ عاماً». وقال انه يشعر بالإعتزاز لدخول «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن» جنباً الى جنب مع ناشر «ديترويت فري برس» الراحل الكبير نيل شاين والمراسلة الأسطورة الى البيت الابيض هيلين توماس وجو غريم وغيرهم من كبار الصحفيين في اميركا.
كما شكر السبلاني الإعلاميين الـ١١ الذين كتبوا رسائل مؤيدة وداعمة لترشيحه وهم مورت كرِم (المذيع ورئيس تحرير الأخبار السابق في القناة التلفزيونية الرابعة) وديفين سكيلين (المذيع الحالي في القناة الرابعة) وأميري كينغ (مراسل شبكة آن بي سي في البيت الأبيض) وتشاك ستوكس (مدير الأخبار في القناة التلفزيونية السابعة) وهيول بيركنز (المذيع الرئيسي في فوكس نيوز القناة الثانية) والصحافي في صحيفة «ديترويت نيوز» غريغ كروبا وناشر صحيفة «ديترويت جيوش نيوز» آرثر هورويتز، ورئيس تحرير صحيفة «ميشيغن كرونيكل» بانكولي طومسون ورئيس تحرير صحيفة «لاتينو برس» إلياس غوتيريز، وزهرة هوبر المذيعة في محطة «دبليو دبليو جي» الإذاعية. وقال السبلاني إنه عندما أسس الجريدة قبل ٢٨ عاماً لم يتوقع انه سينتهي به المطاف يوماً بدخول قاعة المشاهير وقال «في الواقع لم أكن اعرف بوجود هكذا قاعة»، «لقد كان هدفي ان أروي حكايتنا، وان يكون لنا صوت ورأي في النقاش الدائر في مجتمعنا».
وأعرب السبلاني عن تقديره للجنة المشرفة على قاعة المشاهير التي قررت اختياره، وشكرها على التصويت «لحرية التعبير ورفض تجميد النقاش والحوار، لأننا كبلد رائد يتزعم العالم يتوجب علينا ان نشبع القضايا الداخلية المهمة مثل الإجهاض والضرائب وصولا الى السياسة الخارجية، بالحوار وتعدد الآراء. يجب ان لا تكم الأفواه».
واستعاد السبلاني كلمات حكيمة قالها الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، في حفل حصول السبلاني على الجنسية الأميركية في تشرين الأول (اكتوبر) عام ١٩٨٤، حيث قال ريغان مخاطباً ١٢٥ مواطناً جديداً من جنسيات واصول مختلفة «لا تنسوا من أين جئتم ولا تنسوا تراثكم وعاداتكم، بل تزوّدوا من هذا التنوع وإغنوا بلدكم الجديد بهذا التراث المتعدد والمتنوع حتى نُصبح أمَّةً افضل». وأضاف السبلاني «وانا أدخل الى قاعة المشاهير هذا اليوم، أشعر بالخجل لأنني ربما أكون في آخر القائمة التي تستحق التكريم. فأنا معي فريق عمل مهني ممتاز في الجريدة وهم في مهنيتهم العالية والتزامهم وتفانيهم جعلوا إصدار هذه الصحيفة ممكناً كل أسبوع طيلة ٢٨ عاماً ومنهم من جاء اليوم ليشاركني هذا الإنجاز والبعض لم يستطع القدوم.
وبدا عليه التاثُّر وهو يشكر الراحلة الزميلة كاي السبلاني، مديرة التحرير السابقة للصحيفة التي عملت معه منذ الإنطلاقة في عام ١٩٨٤ والتي وافتها المنية في أول كانون الثاني (يناير) من هذا العام بعد صراع مرير وطويل مع المرض العضال.
وقال «لقد عملت كاي بجهدٍ مضنٍ ولم تكن عربية، لكنها كانت إنسانة بكل معنى الكلمة..هذا التكريم هو لك أيضاً». كذلك كرس أسامة الجائزة الى المرحومة والدته وذكر مازحاً أنها حين كانت تسأل عنه كانت تقول «هل سمعتم شيئاً عن ابني الصحافي في أميركا». وأضاف انه ترك أمه للهجرة الى أميركا عام ١٩٧٦ وتوفّت عام ٢٠٠٥ في لبنان. وأردف «أنها في مكان ما هنا تنظر الي الآن بفخر وإعتزاز وتبتسم .. شكرًا لك يا أمّي».
وشكر أسامة أيضاً زوجته رجاء وابنه أدريان لدعمهما غير المحدود وتفهمهما قضاء معظم وقته في الجريدة ووسط الجالية بعيداً عن المنزل. وشكر أولاد أخوته «علي واحمد وماجد فقال بان علي هو السند لي والذي يحمي ظهري دائماً، وأحمد الذي يعمل معي ليلاً ولا يغادر إلا قبل خمس دقائق من مغادرتي».
أما الختام فكان لقادة الجالية العربية والنشطاء والأصدقاء الحاضرين الذين تحملوا مشقة السفر من ديترويت وأصروا على المشاركة بالاحتفال معي «فأنني مدين لهم ولدعمهم وتأييدهم».
أما الأربعة الآخرين الذين تم إختيارهم لدخول «قاعة مشاهير الصحافة في ميشيغن» في ٢١ نيسان (ابريل) اضافة الى السبلاني هم: المصور الصحفي الراحل هاغ غرانوم، رئيس تحرير صحيفة «مترو ديترويت» كيم هيرون، حاملة جائزة «إيمي» الصحفية نانسي مكاولي، الأكاديمية بيستي بولارد.
Leave a Reply