بوسطن – ارتفع عدد المشتبه بتورطهم بتفجيرات ماراثون بوسطن، ليشمل ثلاثة أشخاص آخرين من أصدقاء وزملاء تامرلان تسارناييف، الذي يعتبر وشقيقه جوهر، أبرز المشتبه بهم بهذه الحادثة التي هزت الولايات المتحدة الأميركية، منتصف الشهر الماضي.
والمشتبهون الثلاثة هم: عظمت تازاياكو (19 عاماً) وهو طالب كازاخستاني في «جامعة ماساتشوستس»، كان تحت الحجز الفدرالي لمخالفته شروط تأشيرة الدراسة التي يحملها، والتي تخوله الدخول إلى الولايات المتحدة كطالب. وهو متهم بإعاقة مسيرة العدالة، من خلال إزالة أغراض من غرفة تامرلان في حرم الجامعة بعد حدوث تفجير بوسطن.
إذا ما وجد مذنبا فإنه سيواجه مدة سجن تصل إلى خمسة أعوام، بالإضافة إلى غرامة مالية قيمتها 250 ألف دولار.
المشتبه الثاني: دياز كاديرباييف (19 عاماً)، وهو طالب من كازاخستان في جامعة ماساتشوستس، يتشارك مع عظمت تازاياكو في شقة استأجراها في منطقة بيدفورد، وهو مفصول حالياً من الجامعة على خلفيه تجاوزه العدد المسموح به من الغيابات عن المحاضرات. ويواجه كاديرباييف ذات التهم لشريك سكنه تازاياكو، ويواجه ذات العقوبة في حال وجدته المحكمة مذنباً.
أما المشتبه الثالث فهو روبيل فيليبوس، وعلى عكس المتهمين الأول والثاني، فإن روبيل يحمل الجنسية الأميركية، ولكنه أيضاً طالب مفصول من جامعة ماساتشوستس للأسباب ذاتها. وألقي القبض على فيليبوس بتهمة الكذب على السلطات الفدرالية المسؤولة عن التحقيق بقضية تفجيرات بوسطن، ويواجه عقوبة بالسجن لمدة ثمانية أعوام في حال وجد مذنباً، بالإضافة إلى غرامة مالية قيمتها 250 ألف دولار.
وبعد مقتل تامرلان في مواجهة مع الشرطة وإلقاء القبض على شقيقه جوهر (١٩ عاماً)، وجه القضاء الأميركي رسمياً، في 22 نيسان (أبريل) الجاري، اتهامات إلى الأخ الشيشاني الأصغر بـ«استخدام سلاح دمار شامل، والتآمر لاستخدام سلاح من هذا النوع، ما نتج عنه حالات موت»، إلى جانب «تدمير ممتلكات باستخدام متفجرات»، على خلفية دوره في هجمات ماراثون بوسطن، التي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية عن تحديد جلسة 30 أيار (مايو) المقبل للبدء في محاكمة تسارناييف، أمام محكمة بوسطن الفدرالية.
وتواصل السلطات البحث عن الأسباب التي دفعت الشقيقين تسارنييف إلى التورط في تفجيرات بوسطن، حيث تتواصل التحقيقات مع جوهر الذي نقل الى سجن فورت ديفينز بولاية ماساتشوستس، بعد تلقيه العلاج في مستشفى فدرالي خاص.
ولغاية الآن زود جوهر المحققين بالكثير من «المعلومات المفيدة» خلال جلسات الاستجواب في المستشفى حيث كشف عن مخطط لاستهداف ساحة «تايم سكوير» في نيويورك، وفق المحققين.
واكتشف المحققون أن القنبلتين اللتين انفجرتا في نهاية ماراثون بوسطن، وقتلتا 3 أشخاص وأصابتا 264 آخرون، جرى تفجيرهما بواسطة جهاز تحكم عن بعد (ريموت كونترول) من النوع المستخدم للسيطرة على سيارات لعب الاطفال.
وأوضح النائب الأميركي داتش رابرسبرغر أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن الأخوين جوهر وتامرلان «حصلا على المعلومات بشأن كيفية تصنيع القنبلة من مجلة إنسباير» التي تروج لتنظيم «القاعدة».
وأكد رابرسبرغر أيضا أن بعض المتفجرات على الأقل التي استخدمت في الهجوم اشتراها أحد الأخوين من متجر للألعاب النارية في نيوهامبشر.
ومع تواصل التحقيقات برز الحديث عن شخص غامض هو «ميشا» يعتقد أنه لعب دورا محوريا في التكوين العقائدي لتامرلان، وقد يكون السبب في تطرفه.
ويدور الحديث حول شخص يعرف باسم «ميشا»، وهو اختصار روسي لاسم «ميخائيل» ولا يعرف عنه سوى أنه أصلع بلحية حمراء ومن أصول أرمينية، وقد اعتنق الإسلام في فترة ما من حياته، أما أدلة وجوده حتى الآن فتقتصر على شهادات بعض أفراد الأسرة.
أحد أقارب تامرلان قال إنه قابل «ميشا» لمرتين، وقد تحدث معه، ولم يشر إلى أنه ساهم بشكل مباشر بتحول تامرلان إلى شخص متشدد، ولكنه ذكر أنه سمعه يتحدث معه بطريقة قد «تدفعه في هذا الاتجاه». وأضاف أحد أقارب الأسرة أن والد تامرلان وصل مرة إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل ووجد ميشا في منزله فغضب وطلب من أفراد عائلته إخراجه، ما سبب الكثير من التوتر في الأسرة.
الأم وتامرلان تأثرا وظهرت عليهما مظاهر التشدد مع دخول ميشا إلى حياتهما، ويبدو أنه كان هناك اختلاف في وجهات النظر حول الموقف من «ميشا»، إذ كانت الأم مؤيدة له بينما عارضه الوالد، ويضيف القريب الذي كان متزوجا من إحدى شقيقات تامرلان أن ميشا أقنع نسيبه بترك الملاكمة وعدم الاستماع إلى الموسيقى.
وسبق لزبيدة، والدة الشقيقين تسارناييف، أن تحدثت عن «ميشا»، ووصفته بأنه «شخص لطيف»، واعتبرت أن الحوارات التي جرت معه «فتحت عيون الأسرة على الإسلام».
Leave a Reply