بيروت – بينما تبدو النيران السورية مرشحة للانتشار أكثر في لبنان، والمنطقة، وجه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي رسائل حازمة وواضحة الى الاطراف المعنية بالازمة السورية، في الداخل والخارج، مشددا على ان أصدقاء سوريا الحقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في أيدي أميركا واسرائيل والجماعات التكفيرية.
فعن الأزمة السورية، قال نصرالله في كلمة متلفزة إن المطلوب من الحرب هناك «ألا تكون هناك دولة مركزية في سوريا وشطبها من المعادلة الإقليمية، والهدف هو تدمير سوريا كدولة ومجتمع وشعب وجيش».
واعتبر السيد نصرالله أن «ما يجري الآن في سوريا يحمل الكثير من الأخطار والتهديدات لسوريا نفسها وللقضية الفلسطينية»، مؤكداً أن «لعبة السلاح الكيميائي الأخيرة هي محاولة لاستدعاء التدخل الخارجي من أجل تدمير سوريا».
وأوضح السيد نصرالله أن «حزب الله» لا يحرض على القتال في سوريا، «لكن نؤكد أنكم لن تتمكنوا من إسقاط دمشق عسكرياً»، وأن «أصدقاء سوريا الحقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في أيدي أميركا وإسرائيل والجماعات التكفيرية»، موضحاً أنه «لا توجد قوات إيرانية في سوريا والكل يعرف ذلك وقد يوجد خبراء إيرانيون هم موجودون منذ عشرات السنين».
وعما تم تداوله عن أحداث ريف القصير في سوريا أكد نصر الله أن معلومات توافرت عن تحضير أعداد كبيرة من المسلحين أنفسهم للسيطرة على بلدات لبنانية محاذية لريف القصير وخلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الهجمات على البلدات التي يقطنها لبنانيون في ريف القصير.
وأضاف «من الطبيعي أن يدافع أهالي القرى اللبنانية عن أرضهم وأن ينالوا المساعدة»، مؤكداً أن «الحزب لن يترك اللبنانيين الموجودين في ريف القصير عرضة للإعتداءات من قبل الجماعات المسلحة وسنساعدهم».
واعتبر نصرالله أن «هناك من يدافع عن مقام السيدة زينب (في ريف دمشق)، ويستشهد دفاعاً عنه ومنعاً للفتنة المذهبية، إذا نفذ التكفيريون تهديداتهم بتدمير مقام السيدة زينب فسيكون للأمر تداعيات خطيرة» مثل ما حصل في العراق عام ٢٠٠٧ باستهداف ضريح الإمامين العسكريين، وأضاف نصرالله أن «مقام السيدة زينب هو في عناية أهل السنة منذ مئات السنين ومشكلتنا هي مع الجماعات التكفيرية التي تقتل السنة والشيعة وتدمر أضرحة السنة والشيعة وتكفر الاثنين» مثلما حصل في سامراء.
وقد زاد المسلحون في سوريا من الحقن الطائفي، عبر إعلانهم عن نبش قبر الصحابي حجر بن عدي الكندي في عدرا في ريف دمشق ودفنه في مكان آخر، لكونه، كما ذكرت «تنسيقية عدرا البلد»، «مركزا للشرك بالله، ولكونه أحد مزارات الشيعة في البلد».
وقال نصرالله «هناك دول تمول وتسلح وتطلب من الجماعات التكفيرية الإقدام على خطوات مثل تدمير مقام السيدة زينب».
وفي ملف الصراع مع إسرائيل حذر السيد نصرالله العدو الإسرائيلي من ارتكاب أية مغامرة في لبنان لأن المقاومة جاهزة للدفاع، وقال «إذا كان هناك أحد في لبنان أو غيره يتوهم أن المقاومة قد تكون في لحظة ضعف فهو مشتبه وخاطئ جداً»، مضيفاً «سننتصر في أية مواجهة مقبلة وعلى الجميع ألا يحسب حسابات خاطئة».
وفي موضوع الطائرة بدون طيار التي أعلنت إسرائيل اسقاطها قبل أيام قال السيد نصرالله «حزب الله لم يرسل الطائرة وأصدر بياناً دقيقاً لحساسية الوضع في المنطقة.. كما لم يقدم الإسرائيليون حتى الآن فيلماً حول اسقاط الطائرة»، مستغرباً أن لا يحدد الإسرائيليون حتى الآن مكان إنطلاق الطائرة أو مسارها وهم يملكون أجهزة رادار متطورة، معتبراً أنه لا يمكن استبعاد أن تكون إسرائيل وراء اطلاق هذه الطائرة واسقاطها لخلق جو معين.
وقال نصرالله إن «القضية الفلسطينية اليوم تواجه خطر تصفية حقيقياً، وهناك محاولة عربية لفرض شروط معينة على الفلسطينيين وهو ما قد يسبقه عدوان»، معتبراً أن هناك مؤشرات مقلقة في المنطقة ومنها المناورات الإسرائيلية الأخيرة والتصعيد في غزة.
أما على خط تأليف الحكومة، وفي الأسبوع الرابع لتكليف تمام سلام، عادت أزمة التأليف الحكومي الى المربع الأول، مع الإختلاف على الأحجام، حيث لم يتمكن الاجتماع الذي عقد بين الرئيس المكلف ووفد قوى «8 آذار» من التوافق على كيفية بناء «أعمدة» التشكيلة، في ظل تمسك الاكثرية السابقة بالمشاركة الفعالة عبر 9 وزراء على الاقل، ورفض سلام منحها الثلث المعطل، معتبرا انه والرئيس ميشال سليمان يشكلان الضمانة المطلوبة.
وأمام تعثر جهود تأليف الحكومة، ووضع سلام في زاوية الإختيار بين تشكيل حكومة «أمر وقع» أو الإعتذار، يجد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، نفسه مجددا أمام استحقاق ملء الأسبوعين المتبقيين، أمام مهلة الخامس عشر من أيار لإقرار قانون إنتخابي جديد، بما يتيسر من أفكار انتخابية (الأورثوذكسي أو الستين)، قبل أن يستسلم الجميع لفكرة التمديد التي أصبحت أمراً واقعاً بالنسبة للمجلس الحالي.
Leave a Reply