شريف مقاطعة وين، بيني نابليون، الذي يطمح لرئاسة بلدية ديترويت، بات يحظى بدعم متزايد بين العرب الأميركيين، استعداداً لخوضه الإنتخابات التمهيدية خلفاً لدايف بينغ الذي أعلن الأسبوع عدم نيته الترشح لولاية جديدة على رأس بلدية المدينة.
نابليون محاطاً بقيادات من الجالية العربية. |
وقد اجتمع المئات من أبناء الجالية في حفل عشاء أقيم مساء الإثنين الماضي في قاعة بيبلوس بمدينة ديربورن، لجمع التبرعات لحملة نابليون، الذي اعتبره بعض المشاركين «المرشح الأصلح والأنسب لرئاسة بلدية ديترويت والمساعدة في نهضتها». وخلال حفل العشاء عرض شريط فيديو مدته 20 دقيقة يبين علاقة نابليون الطيبة مع الجالية العربية ودوره المتميز في قيادة شرطة مقاطعة وين منذ انتخابه لمنصب شريف المقاطعة عام 2009.
وتضمن عرض الفيديو مداخلات لشخصيات وقيادات عربية شكرت لنابليون دعمه المتواصل للجالية العربية، وكان بين هؤلاء ناشر صحيفة «صدى الوطن»، أسامة السبلاني، ونائب مدير الأمن الداخلي لمقاطعة وين سام جعفر، والمديرة التنفيذية لغرفة التجارة العربية الأميركية، فاي بيضون، والمدير التنفيذي للرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية، نبيه عياد، والمدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي-ميشيغن)، عماد حمد، إضافة الى رجل الأعمال الحاج نسيب فواز، والسيد حسن القزويني إمام «المركز الإسلامي في أميركا».
وقد أكدت الكلمات على متانة علاقة نابليون بالجالية العربية والتي ترجمت عملياً بتعيين العربي الأميركي سام جعفر نائباً له في العام 2010، كما شددت على أهمية الدور الذي لعبه نابليون وجعفر لمواجهة التحديات الأمنية التي تقض مضاجع أصحاب المصالح التجارية في ديترويت. كما أثنى البعض على قيام شرطة المقاطعة بحماية أمن المهرجان العربي الدولي بعد أن قامت مجموعة من المبشرين المسيحين باستفزاز المسلمين خلال فعاليات المهرجان بديربورن، وتمكنت الشرطة من السيطرة على الوضع وتفادت تدهور الوضع الى ما لا يحمد عقباه.
وفي كلمته عبّر جعفر خلال عشاء جمع التبرعات عن شكر الجالية العربية لنابليون ووقوفه إلى جانبها في السراء والضراء، داعياً الجميع الى دعم ترشيحه لرئاسة بلدية ديترويت.
وتوجه جعفر إلى الحضور بالقول «إنّ الكثيرين يعتقدون أنّه الشخصية المناسبة لشغل منصب رئيس البلدية.. ودعمكم سيدفع حملتنا الإنتخابية قدما ويحفزنا على تقديم الأفضل في المستقبل»
ثم توجه جعفر لنابليون قائلاً «هناك الكثيرون ممن يقدرون العمل الذي قمت به، وهم يدركون جدارتك في القيادة» وأضاف «كلما كنا بحاجة إلى العون كنت هناك، وهذا واضح اليوم من حجم التأييد الكبير الذي يتلقاه في أوساط الجالية العربية».
بدوره، شكر نابليون الحضور على دعمهم لحملته قبل أن يتناول الصعوبات التي تواجه أصحاب الأعمال التجارية من العرب الأميركيين في ديترويت، حيث قال: «إنّ مجتمع الأعمال العربي هو واحد من المجتمعات الوحيدة التي لم تغادر مدينة ديترويت وإستمرت على العمل فيها في ظل الأوقات الصعبة».
ووسط تصفيق الحضور، أضاف نابليون «هذه الفترة هي من أصعب الفترات بالنسبة لمدينة ديترويت والمشكلات التي لدينا في هذه المدينة هي الأكثر صعوبة… ولكني أطلب منكم أن تستمروا في إنشاء الشركات والمشاريع التجارية في هذه المدينة. أنا أعرف المجتمع الذي كبرت فيه، إنه مختلف جداً عن المجتمع الذي نعيش فيه اليوم. العديد من أصحاب الأعمال غادروا مدينتنا، ولكنكم تمسكتم بها وبقيتم معنا وقدمتم خدمات كبيرة لسكان ديترويت، وأنا أريد منكم أن تعرفوا أننا نقدر لكم ذلك ونتطلع إلى تزايد الشركات والمحلات التجارية لتعمل في مدينة آمنة، يطيب فيها العيش»
ورغم انسحاب بينغ من السباق يواجه نابليون مرشحين أقوياء في مرحلة الإنتخابات التمهيدية التي ستقام في آب (أغسطس) القادم وسيتأهل عنها مرشحان اثنان من أصل ٢١ مرشحاً لخوض الإنتخابات النهائية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ومن أبرز منافسي نابليون على المنصب الرئيس السابق لمركز ديترويت الطبي (دي أم سي)، مايك داغن، الذي يسعى بدوره الى حشد التأييد العربي ولكن حفل جمع التبرعات الذي أقامه لم يشهد اقبالاً مماثلاً لحفلة نابليون هذه.
ومن المنافسين الآخرين النائب في كونغرس ولاية ميشيغن فرد دورهال، والمستشارة القانونية السابقة لبلدية ديترويت، كريستل كريتندون، التي عرفت برفضها قانون الطوارئ المالية والإنصياع لطلبات حكومة لانسنغ ما أدى الى استقالتها.
والجدير بالذكر أن نابليون (56 عاماً) ولد وترعرع في مدينة ديترويت، حيث تخرج من جامعة «ديترويت ميرسي» في العام 1982 بدرجة البكالوريوس، ثم إنتقل إلى كلية ديترويت للحقوق التي تخرج منها في العام 1986.
وعمل نابليون قائداً لشرطة المدينة بين العامين 1998 و2001 وذلك في عهد رئيس البلدية الأسبق دنيس آرتشر. وبين العامين 2004 و2009، عين نابليون مساعداً لمحافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو قبل أن يفوز بسباق الشريف في ٢٠٠٩ وإعادة إنتخابه فيها لولاية ثانية العام الماضي.
وفي كلمته أمام الحشد العربي ركز نابليون على ضرورة إيجاد حلول للتراجع الإقتصادي وزيادة معدلات الجريمة في ديترويت. وضمن شريط الفيديو، ناقش أصحاب الأعمال العرب الأميركان أهمية إقتصاد ديترويت وأثره على المدن المحيطة بها، بما في ذلك محيط الجالية العربية الأميركية، حيث يملك كثيرمن أصحاب الأعمال محلات تجارية بالمدينة.
ولم يقتصر الدعم العربي الأميركي على هؤلاء الأشخاص والمنظمات، بل إمتد إلى عدد آخر من العرب الأميركان الذين حضروا حفل عشاء جمع التبرعات وهم سوزان دباجة ومايك سرعيني وطارق بيضون وثلاثتهم مرشحون لإنتخابات مجلس بلدية ديربورن، قاضي محكمة المقاطعة العشرين دافيد طرفه، القنصل العام لدى البعثة اللبنانية في ديترويت بلال قبلان والمدير التنفيذي لمركز هايب الرياضي علي السيد.
Leave a Reply