في حفل حضره حوالي ٣٠٠ شخص من أبناء الجالية اليمنية والجاليات العربية الأخرى في قاعة «سيفيك سنتر» بمدينة ديربورن، أقامت مؤسسة «الأيادي النقية» للخدمات الإنسانية حفلها السنوي الأول تحت عنوان «يوم لأطفال اليمن» لتعلن عن إنطلاق جهودها الخيرية في ميشيغن ولتمثل «إضافة نوعية للعمل الخيري ولتعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الإنسانية المختلفة في هذه البلاد في تعاون وتكامل»، حسب صالح عبد المثيل، رئيس المؤسسة.
مناصرة يدير جمع التبرعات لصالح «الأيادي النقية». (عدسة عماد محمد) |
افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية لعريف الحفل أنور صالح، عضو الهيئة التنفيذية في «الأيادي النقية»، عرض خلالها أهداف المؤسسة التي أنشئت في آذار (مارس) ٢٠١٢ على يد مجموعة من النشطاء اليمنيين في ولاية تكساس قبل أن تتوسع الى ولايات أخرى وتنشئ مكتباً إقليمياً في العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول القائمون على هذه المؤسسة ان السبب الرئيس الذي دفعهم لإنشائها هو تفاقم الوضع الإنساني للمواطن اليمني واتساع رقعة الفقر وبروز ظاهرة النزوح الجماعي للمواطنين من مناطق الصراع في أبين وصعدة وبعض مناطق محافظة صنعاء.
وفي كلمته، شرح الدكتور طارق نعمان، أستاذ في جامعة صنعاء كلية الطب، عن ظروف الوضع الصحي المتردي في اليمن بسبب ممارسات النظام السابق «الذي دمر كل شيء» بما في ذلك القطاع الصحي بسبب انتشار الفساد والمحسوبية في التعيينات الإدارية.
وتابع نعمان «المستشفيات في اليمن عددها غير كافٍ مقارنةً بعدد سكان البلاد الذي يتعدى الـ25 مليون نسمة. فالمعايير الدولية تتطلب على الأقل أن يتوفر مركز طبي لعلاج أمراض القلب لكل مليون شخص، بينما في اليمن هناك مركز واحد -في صنعاء- وفيه ثلاث غرف لإجراء العمليات، ويقوم هذا المركز بتغطية 140 عملية في الشهر لكن الآلاف من اليمنيين يأتون من كل المحافظات وينامون في العراء بجانب المركز في إنتظار دورهم لبدء تلقي العلاج، وهي فترة قد تستمر الى ثلاثة أو أربعة أشهر أحياناً».
واستعرض الدكتور نعمان بعض الجهود الإغاثية التي دعمها اليمنيون رغم الأوضاع المعيشية الصعبة في بلادهم، وقال «اليمنيون شعب معطاء.. ففي حرب غزة الأولى، والثانية، ذهبنا بوفود ومساعدات طبية إلى القطاع وكنا الأوائل هناك مع الإخوة المصريين، وأيضاً أوفدنا قبل شهرين وفداً طبياً إلى سوريا، كما إننا نقدم مساعدات إلى دول قريبة مثل الصومال وجزر القمر، وذلك رغم وضعنا المزري، إلا أنه واجب علينا أن نتعاطف مع الآخرين».
وعبر «سكايب»، ألقت الدكتورة حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان في اليمن، الكلمة الرئيسية بالمناسبة حيث شددت على أهمية دعم جهود المؤسسات الخيرية لمساعدة أطفال اليمن، داعية الى التبرع لمؤسسة «الأيادي النقية» لتفعيل دورها.
الدكتورة حورية مشهور متحدثة عبر السكايب |
وكانت المؤسسة قد افتتحت العام الماضي مكتبا لها في صنعاء ونفذت من خلاله حملة إنسانية في محافظة عدن لإغاثة النازحين الذين فروا من الحرب التي جرت بين الجيش اليمني وتنظيم «القاعدة»، وتم خلال الحملة توزيع «سلة غذائية» بتكلفة 30 ألف دولار أميركي، بحسب القائمين على المؤسسة.
وتخلل الحفل عرض فيلم مصور عن معاناة أطفال وفقراء اليمن بسبب الوضع الإنساني المتردي كما تضمن العرض نبذة عن المساعدات التي قدمتها «الأيادي النقية».
وفي كلمته، استعرض المثيل المشاريع المستقبلية للمؤسسة في اليمن، داعياً الى التبرع لها لتمويل جهودها في توفير المياه الصالحة للشرب وحفر الآبار في المناطق المحرومة، الى جانب الجهود في القطاع الصحي التي تتمثل بإنشاء مراكز صحية وتجهيز المستشفيات التي تعاني من شحّة الإمكانيات، وأيضاً مساعدة أصحاب الأمراض المستعصية للحصول على فرصة العلاج داخل الولايات المتحدة.
وتولى الشيخ عبد الرحمن مناصرة، مدير مؤسسة «السلام لإغاثة أطفال فلسطين»، الإشراف على عملية جمع التبرعات خلال الحفل والتي توجت بجمع 326 ألف دولار كان جلها مقدماًَ من بعض المساجد والمؤسسات الإسلامية في منطقة ديترويت الى جانب تبرعات شخصية.
وعلى هامش الحفل قال المثيل لـ«صدى الوطن» إن مؤسسة الأيادي النقية أنشئت لتعمل وفق القوانين الأميركية وتنفذ مشاريعها الاغاثية بشكل مباشر في البلدان التي تحتاج الى المساعدة دون تمييز ديني أو عرقي.
يذكر أن المقر الرئيسي للمؤسسة يقع في مدينة دالاس (تكساس) ولها فروع في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وميشيغن إضافة الى مقر إقليمي في صنعاء. وقد أشار المثيل الى جهود قائمة للتوسع في ولايات أخرى بهدف توفير الإغاثة للمحتاجين في ثلاث مجالات -الغذاء والصحة ومياه الشرب- لاسيما في اليمن «الذي جعلناه أولويتنا القصوى في المرحلة الحالية»، مشيراً الى معاناة 50 بالمئة من اليمنيين من المجاعة بالإضافة إلى معاناة 60 بالمئة من الأطفال من سوء التغذية.
وأضاف المثيل «لدينا أيضاً مشاريع إغاثية داخل أميركا لمساعدة المشردين عبر تقديم الوجبات الغذائية»، حيث نفذت «الأيادي النقية» العام المنصرم حملتين إغاثيتين في تكساس وزعت خلالهما آلاف الوجبات الغذائية. وقال المثيل إن المشاريع التي جمعت من أجلها التبرعات اليوم ستكلف حوالي نصف مليون دولار لتوفير وحدات صحية لرعاية الأمومة والطفولة في خمس محافظات يمنية تعاني من ضعف الخدمات الصحية المتعلقة بالأمهات الحوامل وبالأطفال دون سن الخامسة، وكذلك حالات الطب العام، و«الوحدة الصحية الأولى (مركز «الحياة» الطبي) ستكون في محافظة شبوة»
Leave a Reply