ديترويت – يواجه مواطن سعودي اتهامات جنائية أمام إحدى المحاكم الأميركية، بينها التلاعب بجوازه، والإدلاء ببيانات غير صحيحة بسبب فشله في تبرير أسباب إزالة صفحتين من جواز سفره.
طنجرة الضغط التي استخدمت في تفجير ماراثون بوسطن. |
وكان عملاء فدراليون قد ألقوا القبض على السعودي حسين الخواهر (33 عاماً) بعد وصوله الى مطار ديترويت يوم السبت الماضي، إثر اكتشاف وجود «طنجرة ضغط» في أمتعته على متن الرحلة القادمة من السعودية مروراً بأمستردام، لزيارة ابن شقيقته الطالب في «جامعة توليدو» (شمال أوهايو). وتأتي هذه الحادثة بعد تفجير ماراثون بوسطن الشهر الماضي الذي استخدمت فيه «طنجرة الضغط»، التي سرعان ما تحولت الى مصدر ذعر أمني. فطنجرة الخواهر هي ثاني طنجرة ضغط سعودية تثير هلع الأميركيين، فقبل أسبوع داهم مكتب التحقيقات الفدرالية (إف. بي. آي) شقة المبتعث السعودي طلال الروقي، في منطقة ديترويت، وفتشوا منزله واستجوبوه، لأن جارته أبلغت بأنها رأته خارجاً من البيت وفي يده قدر ضغط كبير رصاصي اللون «يشبه ذاك الذي استخدم في تفجيري بوسطن»، ثم اتضح أن الروقي بريء، فقد كان مدعواً لتناول «الكبسة»، فحمل مقداراً طبخه بنفسه منها في القدر ليحافظ على درجة حرارته.
أما الخواهر فقد قال للمحققين أنه قدِم إلى الولايات المتحدة بغرض زيارة ابن أخيه وأحضر له «طنجرة الضغط» نظرا لعدم توفرها في السوق الأميركي.
وقد أكد ناصر المرزوق، لوسائل إعلام محلية، أنه سبق له أن اشترى طنجرة ضغط في أميركا لكنها تعطلت كونها من نوعية سيئة. وقال ابن أخ الخواهر أن عمه جلب له الطنجرة ليطبخ فيها اللحوم، مؤكدا أن عمه جاءه في زيارة لمدة أسبوعين، وأنه منذ اعتقال عمه يوم السبت الماضي لا يعرف شيئاً.
وكان ضباط الجمارك قد لحظوا انتزاع صفحات من جواز الخواهر لدى تفتيش أمتعته حيث وجدوا بداخلها طنجرة ضغط. ومع تضارب أقواله بشأن جوازه والطنجرة، لجأ العناصر الفدراليون الى اعتقاله لتوجه له لاحقاً تهم التلاعب بوثيقة السفر والإدلاء بمعلومات مضللة، مع العلم أن الخواهر يحمل تأشيرة سياحة وأعمال، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء.
وفي جلسة الثلاثاء الماضي أمر القاضي مارك راندون بإبقاء الخواهر خلف القضبان لأسبوعين آخرين في أحد سجون مقاطعة وين، وذلك إلى حين عقد جلسة استماع ثانية في 28 أيار (مايو) الحالي. وقال محامي الدفاع عن الخواهر أن موكله «وقع ضحية سوء فهم من جانب ضباط الجمارك، قالطنجرة حملها للطبخ لا للقيام بعملية تفجير» قائلاً أن الخواهر «ليس إرهابياً.. هذا جنون».
أما عن سبب اختفاء الصفحتين 33 و34 من جواز الخواهر، فقد أكد المحامي أن موكله لا يعرف سبب اختفائهما: «لا ندري.. هل سقطتا من الجواز؟». وكان الخواهر قد أبلغ سلطات مطار ديترويت حين وصله بأنه لا يعرف سبب خلو جواز سفره منهما، واعتاد حفظ الجواز في مكان بالبيت لا يعرفه إلا هو وزوجته وأولاده الثلاثة فقط. طبقاً لما ذكرته «العربية.نت».
ويأتي قرار القاضي في التحفظ على الخواهر لأسبوعين إضافيين إفساحاً للمجال أمام الإدعاء لدرس إمكانية توجيه تهم متعلقة بالإرهاب للمواطن السعودي.
وتصل العقوبة القصوى للتهم الحالية الموجهة للخواهر إلى السجن خمس سنوات إذا تمت إدانته بتهمة «الإدلاء بمعلومات كاذبة لضباط أميركيين»، طبقاً لما طلب الادعاء العام في الجلسة الأولى.
وبانتظار جلسة 28، رفضت المدعي الفدرالي باربرا ماكويد الخوض في تفاصيل القضية، وما إذا كانت ستوجه تهماً متعلقة بالإرهاب قائلة «لا نرغب بالقفز إلى النتائج أو تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، وما يهمنا إجراء تحقيقات كاملة في جميع القضايا والهدف حماية المواطنين».
وبدوره، حث مدير مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير)–فرع ميشيغن داوود وليد الحكومة بضرورة الحذر وقال «أتمنى أن لا تبادر حكومتنا بتجريم المسافرين الذين يحملون أدوات طبخ لمجرد أنهم مسلمون أو قادمون من بلدان إسلامية»، وأضاف «لا أعتقد أن مسافرا يحمل طنجرة ضغط ترقى تهمته إلى الارهاب، ما لم يكن لدى الحكومة معلومات مغايرة».
Leave a Reply