أقام «النادي اللبناني الأميركي» في 16 الجاري حفله السنوي الخامس والعشرين لتوزيع المنح الدراسية على الطلاب المتفوقين بحضور حشد كبير من الرسميين والأكاديميين وأصحاب الأعمال والمؤسسات الأميركية والعربية الأميركية الراعية. وقد وزعت المنح الدراسية في فندق «هنري» بديربورن، لـ٥٥ طالباً وطالبة متخرجين من ثانويات مختلفة وملتحقين بجامعات أميركية وموزعين على إختصاصات متعددة.
عدسة: بيل شابمان |
وتحت شعار «إلتزام الطلاب المستفيدين من المنح الدراسية أن يستمروا في دعم مسيرة التعليم للأجيال القادمة» تحدث الطالب علي نصرالله بإسم الفائزين بالمنح ملتزماً وإياهم بالإستمرار في دعم مسيرة التعليم للأجيال القادمة من خلال «المنح الدراسية» التي بدأها النادي اللبناني الأميركي قبل ٢٥ عاماً.
وأمام حشد من الطلبة والأهالي والضيوف قدّر بحوالي الألف شخص حضروا «اليوبيل الفضي» للنادي، قال نصرالله «من أجل مستقبل جاليتنا نأخذ عهداً على دعم الطلاب عندما نتخرج ونتسلم مواقع دائمة في المجتمع ونبدأ في تحصيل المال.. إننا نعاهدكم على أننا عندما نصبح أطباء أو محامين أو سياسيين أو مهنيين في المستقبل سوف نعمل بجد من أجل إزالة العائق المالي من أمام أبناء الجالية الراغبين في التحصيل العلمي».
ويستمر «النادي اللبناني الأميركي» منذ تأسيسه عام ١٩٨٢، في دعم الجيل الناشئ في الجالية العربية (من مختلف الجنسيات)، ليس بالمنح فحسب بل أيضاً ببرامج تساعد على مواجهة التحديات القيادية. وحتى اليوم فإن «برنامج المنح» وهو أحد أكبر البرامج من هذا النوع، قد قدم منحاً دراسية بحوالي ١.٥ مليون دولار أنفقت لصالح تعليم ١٢٥٠ طالباً وطالبة لمساعدتهم في إكمال مسيرة تحصيل العلم.
وحسب البرنامج فإن المنح توزع على خريجي الثانوية العامة وطلاب الجامعات وطلاب الدراسات العليا كالدكتوراه. وقد تطور النادي بسرعة كبيرة على مر السنوات الماضية وتطورت معه البرامج والمبادرات المتوفرة لكافة أبناء الجالية من كل الفئات.
وفي هذه المناسبة يقول مؤسس النادي، رجل الأعمال علي جواد إن «قبل ثلاثين عاماً كان أغلب أبناء الجالية من أصحاب المصالح التجارية ومحطات وقود أو عمالاً فيها.. إضافة الى محام هنا وطبيب هناك. أما اليوم فانظروا إلى هذه الجالية حيث لا يمكن للمرء تعداد حملة الشهادات وأصحاب الوظائف المهنية والعالية، والكم الكبير من الأطباء والمحامين والمهندسين والمتألقين في اختصاصات ومهن متعددة».
وأضاف جواد «إن مهمة الأجيال الصاعدة وقادة المستقبل هي ليست المساهمة في وضع خارطة طريق للدراسات العليا والتحصيل العلمي والوظيفي فقط، بل أيضاً المساعدة في حماية هذا الوطن الذي أعطى الكثير لهذه الجالية».
وإستطرد مؤسس النادي قائلاً «كما علينا أيضاً أن نحمي هويتنا الحضارية وثقافتنا الإجتماعية والدينية من الذين يشوهونها بأعمالهم الإرهابية التي تصيبنا في الصميم مرتين: مرةً بسبب الحزن على ضحايا هذه الإعتداءات، ومرة ثانية بسبب الإساءة الى صورتنا وتشويه وطنيتنا.. لكن علينا أن ننفض ذلك عنا ونجعله حافزاً لتعزيز قرارنا لكي نكون من نخبة الشعب الأميركي».
ويذكر أن إحتفال هذا العام قد كرس لذكرى الشاب المرحوم محمود عدنان شيرازي الذي توفي عام ٢٠٠٣ وهو في مقتبل العمر حيث لم يتجاوز عمره ٢٣ عاماً.
أما تعريف الحفل فقد تولته الإعلامية في «القناة السابعة» (أي بي سي)، غليندا لويس، فيما منحت «جائزة الإمتياز لأفضل إنجاز» إلى ربيع ضو مدير إعادة التأهيل في مركز «كيرول للمكفوفين». وضو من مواليد لبنان سبق له أن تعرض لمأساة بفقدان أخيه الأصغر البالغ ١٥ سنة وفقد بصره ويديه اليسرى من جراء إنفجار لغم عام ١٩٨٢ خلال الحرب اللبنانية. وقد أدّى به البحث عن علاج طبي إلى التنقل أوروبا قبل سفره الى الولايات المتحدة حيث استقر وتخرج من «جامعة بوسطن» إذ درس مادة التاريخ الفكري وسياسة القرن العشرين وعمل منذ ١٦ سنة كمدرب على السيف ومدير الخدمات التدريبية التأهيلية والدولية في مركز «كيرول للمكفوفين».
ورغم فقدانه لنعمة البصر بقيت موهبة ضو طاغية فانخرط في عالم الفنون بالرسم على الزجاج بأسلوب جديد تم إستحداثه في التسعينيات.
وفي كلمة مقتضبة أعلن ضو، الذي كان أول ضرير يستخدم جهاز الكومبيوتر في لبنان، عن فخره بنضال المكفوفين الذين يرفضون الإستسلام ويقررون مواصلة مسيرتهم ولو في الخارج لإتمام دراساتهم والعودة الى أوطانهم لخدمتها.
Leave a Reply