شهد نادي «شيناندواه» في مدينة وست بلومفيلد بين ١٥ و١٩ أيار (مايو) إقامة أول مؤتمر وطني عام للجالية الكلدانية في الولايات المتحدة الأميركية بتنظيم من «المنتدى الكلداني الديمقراطي المتحد»، وقد حضر حفل الإفتتاح الذي أقيم مساء الأربعاء أكثر من ٤٥٠ مشاركاً في فعاليات المؤتمر الذي ناقش على مدى أيامه الخمسة هموم وشجون الكلدان بمختلف انتماءاتهم السياسية والوطنية في الولايات المتحدة والعراق وعموم دول الإنتشار في العالم.
وقد تم إختيار منطقة ديترويت لإستضافة المؤتمر الأول من نوعه، حيث تحتضن منطقة جنوب شرق ميشيغن أكبر تجمع للكلدان خارج الشرق الأوسط، إذ يعيش فيها ما يقارب 120 ألف كلدانياً.
وفي حفل الإفتتاح، أكد القس إبراهيم إبراهيم، مطران «أبرشية سانت توماس الكلدانية للكاثوليك»-في أميركا، عن أهمية عقد هذا المؤتمر «لنستعيد حقوقنا القومية والوطنية في بلدنا الأم، العراق»، مشيراً الى أن «الوحدة وتنوع الآراء» في صفوف الجالية الكلدانية «سيدفعاننا قدماً في حماية ثقافتنا وتقاليدنا والحفاظ على تراثنا للأجيال القادمة».
وقد ناقش المؤتمر في ندوات لاحقة التحديات التي يواجهها الكلدان والمسيحيون في العراق من تمييز إثني وديني تسبب بتهجير مئات الآلاف منهم بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003. إذ تشير الإحصائيات الأخيرة إلى وجود حوالي 400 ألف مسيحي في العراق اليوم، مقارنة بأكثر من مليون قبل الإحتلال الأميركي.
وفي حفل إفتتاح المؤتمر وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في العراق، فيما رفعت لافتة وحيدة في قاعة الحفل تقول «لا حقوق عرقية أو وطنية في غياب الديمقراطية».
وفي السياق، أعرب الناشط الكلداني يوسف غبريال الذي يعيش في أميركا منذ ١٩ عاماً عن أمله بأن يبعث هذا المؤتمر رسالة واضحة لحكومتي الولايات المتحدة والعراق «بأن المسيحيين يستحقون التساوي بالحقوق الإنسانية والمدنية» مع باقي مكونات العراق.
وقال غبريال، وهو من سكان ستيرلنغ هايتس، لـ«صدى الوطن» أن الكلدان الأميركيين طالبوا حكومتهم مراراً بوقف الإضطهاد الطائفي الذي تتعرض له الأقلية المسيحية في العراق… و«اليوم نطالب في هذا المؤتمر بأن يتم التعامل مع الكلدان في العراق على قدم المساواة مع باقي العراقيين، ونطالب بتمثيلهم بالشكل المناسب والمحق داخل الحكومة العراقية».
وبدوره، قال نجيب جالو، عضو «المنتدى الكلداني» «أشعر بالرهبة عندما أعلم أن أهلنا قد هجروا قسراً من قراهم في العراق بسبب التمييز الديني». لافتاً الى أن معظم الكلدان في بلاد الرافدين تعود جذورهم الى منطقة «تل كيف» التي فقدت بعد الغزو معظم سكانها.
وعمل المؤتمر أيضاً على حث الكلدان، على الصعيدين الوطني والدولي، على وضع خلافاتهم جانباً والوحدة، لتفعيل العمل الجماعي. وفي السياق، قال عدي عربو الرئيس والمدير التنفيذي «لجمعية تجار النفط والغذاء» (أي أف <ـي دي) «نحن بحاجة إلى تجاهل كل الإنقسامات والحفاظ على جذور المجتمع الكلداني على الصعيد الوطني والدولي ونتذكر أننا جميعاً أتينا من بلاد مابين النهرين التي تحتاج جهودنا الموحدة». وأضاف «إن الكلدان في العراق يستحقون تمثيلاً في الحكم بالعراق يتلاءم مع كونهم يشكلون ٨٥ بالمئة من مسيحيي هذا البلد».
وكان لافتاً في المؤتمر حضور العديد من القيادات ورجال الدين الكلدان القادمين من منطقة سان دييغو (جنوب كاليفورنيا) والتي تعتبر مركز الجمع الأكبر للجالية الكلدانية في الولايات المتحدة بعد منطقة ديترويت، حيث تحتضن زهاء ٣٦ ألف كلدانياً.
وقد أشاد عربو، الذي ولد في بغداد وعاش في سان دييغو سنوات شبابه لحين انتقاله الى ميشيغن قبل سنوات قليلة، «بهذا اللقاء الأول من نوعه» بين الجالية في ديترويت وسان دييغو، في حين أشار المطران الآشوري مار باوي سورو، القادم أيضاً من سان دييغو، بأن عدد أبناء الجالية الكلدانية في أميركا سيتضاعف في غضون العقدين المقبلين.
وتضمنت فعاليات المؤتمر عروضاً فنية وتراثية للوحات ومنحوتات وأعمال أدبية بتنظيم من «الجمعية الكلدانية الأميركية للفنون الجميلة»، وقد سجل المؤتمر حضور رجال دين ونشطاء من الجالية العربية المسلمة في منطقة ديترويت، فيما ارتدى بعض المشاركين أزياء تراثية كلدانية.
وفي وقت سابق من شهر أيار (مايو) عقد «يوم كلداني» في مدينة لانسنغ حيث اجتمع ممثلون عن الجالية بمشرعين في كونغرس الولاية لمناقشة قضايا وشؤون الكلدان في الولاية. وقد صرح الحاكم ريك سنايدر، في بيان له، إن عدداً كبيراً من الكلدان يعتبرون ميشيغن وطنهم، و«نحن ممتنون لخدماتهم ومساهماتهم في إثراء الولاية ثقافياً واقتصادياً».
Leave a Reply