بغداد – بعد أسبوع عراقي دام راح ضحيته مئات القتلى والجرحى وعودة بروز شبح الفتنة الطائفية، إثر اشتداد ما يسمى بـ«حرب
المساجد»، بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «ما وعد به» لمواجهة تصاعد أعمال العنف في البلاد من خلال إجراء تغييرات في قيادات العمليات الامنية وقادة الفرق. في المقابل، استغل رئيس البرلمان أسامة النجيفي الجلسة البرلمانية الاستثنائية، المخصصة لمناقشة قضية التدهور الأمني، ليشن هجوماً على المالكي، متهماً إياه بـ«التمرد على الدستور» بعد تغيبه والقادة الأمنيين عن الجلسة.
مسلحون مناوؤن للسلطة العراقية في محافظة الرمادي. (أ ف ب) |
وبعيد جلسة مجلس الوزراء التي سبقت الجلسة البرلمانية، ذكر مسؤول حكومي رفيع المستوى مقرب من المالكي أنّ «القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) وبعد التشاور مع المسؤولين الأمنيين أصدر أوامر ديوانية بتغييرات في قيادات العمليات وقادة الفرق»، موضحاً أن هذه التغييرات تشمل «استبدال قائد عمليات بغداد الفريق الركن احمد هاشم»، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
من جانبه، استغل النجيفي جلسة البرلمان الاستثنائية ليشن هجوماً على المالكي وسياسته. وقال «اثبت في تمرده على الدستور وتحريضه نواب الشعب على عدم ممارسة سلطاتهم الدستورية في مناقشة الانهيار الأمني أنه ماض بالاستخفاف بالدماء الزكية»، مضيفاً أنّ «التحريض الذي حصل من قبل رئيس الوزراء واتهام المجلس يعطينا الحق بإقامة دعوى على مجلس الوزراء»، مؤكدا أنّ «هذا الامر فعلا ما سنقوم به في الأيام المقبلة».
وأشار النجيفي في كلمته إلى أن المالكي «كان هو وحده العنوان الأبرز والأوحد في صناعة (أزمات البلاد)»، معتبرا أنه وفر فرصة لعودة النزاع الطائفي إلى العراق «من خلال استعدائه بعض شعبنا على بعضه»، على اعتبار أنّ المالكي «يدير الملف الأمني من الألف إلى الياء».
وفي النقطة التي تبدو أنها الأبرز في كلام النجيفي، كان ترويجه المبطن لمسألة إنشاء أقاليم جديدة عندما أكد أنها «أمر دستوري» وأن الاستفتاء الشعبي هو الذي يفصل، وذلك في إشارة إلى المحافظات التي تشهد اعتصامات مناهضة للحكومة والتي بدأت تعلو فيها الأصوات الداعية إلى إنشاء الأقاليم على غرار إقليم كردستان.
وكان المالكي قد دعا الى إجراء صلاة موحّدة بين السنّة والشيعة كل يوم جمعة معتبراً أن الذين يستهدفون المساجد هم أعداء السنة والشيعة على حد سواء، وهم يخططون لإشعال الفتنة، وهو مخطط قديم يراد إحياؤه»، مناشداً «علماء الدين الأفاضل إلى القيام بواجبهم بنبذ الطائفية والفرقة والدعوة إلى وحدة الصف».
Leave a Reply