«صندوق الدفاع عن المسلمين في أميركا» يتابع برنامجه لجمع التبرعات من المراكز الإسلامية وعبر الحفلات الخيرية من أجل تغطية نفقات المهمة التي قام من أجلها لتوفير محامين مميزين للدفاع عن ضحايا التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة، وسط تصاعد «حالات التمييز» ضد العديد من رجال الدين المسلمين والمراكز الإسلامية في أميركا.
فقد كشف مثنى الحانوتي، المدير الإقليمي لـ«صندوق الدفاع عن المسلمين في أميركا»، لـ«صدى الوطن» أن فرع ديترويت الذي يشرف عليه تمكن من جمع ٩٠ ألف دولار فقط منذ افتتاحه في أيلول (سبتمبر) 2012، من أبناء الجالية العربية والمسلمة في مدن ديترويت، ديربورن، كانتون، بلومفيلدهلز ولانسنغ…
ويتم جمع التبرعات للصندوق في العديد من الولايات خلال صلاة الجمعة أو عبر ندوات وحفلات خيرية تعقدها المنظمة بمشاركة متحدثين معروفين من مختلف أنحاء العالم. ورغم أنه يمكن التبرع أيضاً عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمنظمة إلا أن المبالغ المجموعة في ديترويت مثلاً تبقى متواضعة مقارنة بالمؤسسات الخيرية الحقوقية الأخرى. حيث يقول الحانوتي إن إقامة الدعاوى القضائية من قبل المنظمة مسألة مكلفة جداً «فإن معدل تكلفة القضيه الواحدة لا يقل عن 100 ألف دولار. وعند جمع المال يتم التركيز على إبلاغ المتبرعين بسياسة المنظمة أو بما يسمى بكلفة «الساعة القانونية»، وهي 250 دولاراً للساعة، يحصل عليها المحامي الذي يتولى القضية، في حين أن بعض القضايا التي تتولاها المنظمة قد تحتاج للعمل لألف ساعة، ما يعني أنها تكلف حوالي 250 ألف دولار». وقامت المنظمة مؤخراً بتوزيع نشرة خاصة حول حملات التبرعات معلنةً عن تحالفها مع سبع منظمات أخرى لتكريس حماية الحرية وتعزيز العدالة.
ويقوم «الصندوق» بالعمل على معالجة حوالي العشر قضايا حالياً دفاعاً عن أفراد ورجال دين ومؤسسات دينية حرموا من حقوقهم المدنية أو وضعوا على لائحة الممنوعين من السفر، ومن أبرز تلك الحالات قضية الأئمة الستة الذين منعو من السفر عبر مطار مينيابوليس في ولاية مينيسوتا بعد عودتهم من مؤتمر إسلامي عقد لمدة ثلاثة أيام في المدينة المذكورة، وقد أشرف عناصر من شرطة المطار وعناصر فدراليين على إخلاء الطائرة من الأئمة الستة بعد تأديتهم صلاة جماعية داخل صالة المطار ليتبع ذلك وضعهم في غرفة للإستجواب، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد عدة ساعات دون السماح لهم بمواصلة الرحلة للعودة الى منازلهم.
ورغم مرور سنوات على الحادثة يعتبر «صندوق الدفاع عن المسلمين في أميركا» القضية إنتهاكاً واضحاً لحق ممارسة الشعائر الدينية، وقام برفع دعوى قضائية ضد سلطات المطارات الكبرى وشركة «أميركان إيرلاينز» للطيران.
كما يتولى الصندوق أيضاً قضية المسلم الأميركي جمال ترهوني (56 عاماً) الذي منع من السفر والعودة إلى عائلته في الولايات المتحدة الأميركية. وترهوني من أصل ليبي، وهو أب لأربعة أطفال عاش في أميركا لمدة 38 سنة تعرض خلالها لمضايقات السلطات بحسب محاميه حيث كان يتم إستجوابه بصورة غير قانونية قبل أن يتم وضعه بشكل مفاجئ على لائحة الممنوعين من السفر بينما كان في زيارة لتونس.
وهناك قضايا أخرى منها قضية الجندي السابق في الجيش الأميركي، كريغ باكسام، الذي خدم لمدة ست سنوات قبل أن يعتنق الإسلام مؤخراً ويسافر إلى الخارج للتعمق بدينه الجديد، وقد تم إعتقاله بعد عودته ليتم التحقيق معه دون توفير محام وتوجيه التهم له على أساس إفاداته.
وهناك أيضاً قضية إمام أحد المساجد في ولاية فلوريدا ويدعى حافظ خان (77 عاماً) الذي إعتقلته السلطات الفدرالية مع ولديه بتهمة التآمر لتقديم الدعم المادي لمنظمات «إرهابية» عبر التواصل مع مدرسة للأطفال في باكستان على مدى الثلاثين سنة الماضية. ويعتبر «الصندوق» أن هذه القضية محاولة أخرى لتجريم مشروعات العمل الخيري، وقد أسقطت التهم عن ولديه الإثنين إلا أن خان مازال يواجه المحاكمة.
ولا يقتصر عمل «الصندوق» على تلك القضايا فقد أفاد الحانوتي أن المنظمة تقوم بالتنقل بين المراكز الإسلامية لتوفير خدمات حقوقية مجانية من قبل خبراء قانونيين ومحامين يتبرعون بوقتهم لتلقي الأسئلة القانونية وتقديم الإستشارات لأبناء الجالية المسلمة في عموم البلاد. وقد شهدت ديربورن توفير خدمات مماثلة في «مسجد السلام» و«المركز الإسلامي».
Leave a Reply