واشنطن – دعا مستشار الأمن القومي الأميركي طوم دونيلون، الثلاثاء الماضي، إلى تعزيز العلاقات بين بلاده والصين لتشمل مكافحة القرصنة، في وقت كشف فيه تقرير عسكري أميركي عن سطو قراصنة صينيين على تصاميم أسلحة أميركية حساسة.
وخلال اجتماعه في بكين مع فان تشانغ لونغ نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية في مقر وزارة الدفاع الصينية، قال دونيلون إن «جزءا أساسيا من بناء نموذج جديد للعلاقات بين القوى الكبرى هو ضمان أن يكون لدينا علاقة عسكرية قوية ومستقرة وموثوق بها».
وأضاف أن البلدين سيعملان على مواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية، بما في ذلك حفظ السلام والإغاثة من الكوارث ومكافحة القرصنة. من جهته دعا فان إلى «نوع جديد من العلاقات بين القوى الكبرى».
وتمهد زيارة دونيلون للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والصيني شي جين بينغ بكاليفورنيا في حزيران (يونيو) المقبل. ولم يذكر دونيلون أو فان المجالات الحساسة التي يتوقع أن يناقشها الرئيسان، ومن بينها التوترات في شبه الجزيرة الكورية وسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وتم ربطها بالصين.
واختارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية توقيت زيارة دونيلون والقمة التي يمهد لها للكشف عن تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يتهم فيه قراصنة صينيين بالسطو على تصاميم العشرات من الأسلحة الأميركية الرئيسية المتقدمة.
ونقلت الصحيفة عن التقرير الذي أعده مجلس علوم الدفاع بالوزارة أن عمليات السطو شملت تصاميم للطائرات المقاتلة والسفن وأنظمة الدفاع الصاروخي الحيوية لأوروبا وآسيا والخليج.
ومن بين الأسلحة المذكورة في التقرير نظام صواريخ «باتريوت» المتقدم ومنظومة صواريخ «إيغيس» البالستية البحرية، والطائرة المقاتلة «أف.أي18» و«في22 أوسبري»، والطائرات المروحية من طراز «بلاك هوك» ومقاتلات «أف 35».
ولم يحدد التقرير وقت السطو، ولم يذكر ما إذا كانت شبكات حاسوب للحكومة الأميركية أو لمقاولين متورطة في العملية. وقالت الصحيفة إن التجسس عبر الحاسوب يوفر للصين المعرفة التي يمكن استغلالها في الصراع، مثل ضرب الاتصالات وإفساد البيانات. كما تساعدها على تسريع تنمية التقنية العسكرية وتعزيز صناعة الدفاع الصينية.
وفي تقرير قدمه إلى الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر، قال «البنتاغون» إن الصين تستخدم التجسس لتحديث جيشها، مشيراً إلى أن القرصنة تشكل مصدر قلق خطير للولايات المتحدة التي طالما اتهمت الصين بالتورط فيها، بينما تنفي بكين تلك الاتهامات.
Leave a Reply