الخرطوم – لم ينتظر الرئيس السوداني عمر البشير سوى دقائق محدودة عقب إعلان الجيش تحرير منطقة أبو كرشولا (شمال إقليم كردفان) من قبضة الجبهة الثورية، ليقلب الطاولة في وجه حكومة الجنوب ويهددها بنسف اتفاقية التعاون المشترك، في خطوة تعيد رسم مستقبل العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان، حيث أرسل البشير انذاراً شديد اللهجة الى الجار الجنوبي، محذراً إياه من مغبة الاستمرار في دعم الحركات المتمردة التي رفعت السلاح في وجه حكومة الخرطوم. متوعداً بأنه في حال لم توقف حكومة جوبا دعمها للحركات المتمردة فإن على الجنوب أن «يشرب بتروله»، وأن الشمال سيغلق صنبور الخط الناقل بصورة نهائية.
وبالرغم من حاجة الشمال إلى تدفق نفط الجنوب والاستفادة من عوائد مروره بأراضيه، إلا أن لهجة الرئيس البشير المتصاعدة وتهديده بقفل أنابيب النفط، تشي بأن صبر الخرطوم على جوبا قد نفد بالفعل، كما يوضح أنها باتت تمتلك البديل لما يمكن أن يعوّضها الاستغناء عن الجنوب ونفطه. ذلك إذا ما حسبنا التقارب الأخير بين طهران والخرطوم في مختلف المجالات العسكرية والمادية.
أيضاً لا يمكن إغفال دور الداعم والممول المهم بالنسبة لحكومة السودان، وهي حكومة قطر، التي تمسك بملف دارفور بالكامل، ولا يُستبعد أن تلعب أدواراً متزايدة في دعم مواقف السودان الخارجية مثلما تدعم الخزينة المركزية للدولة. وفيما قابلت حكومة الجنوب تصريحات البشير بكثير من ضبط النفس وعدم المبالاة، إذ لم تدل جوبا بأية تصريحات رسمية رداً على التهديدات.
ويذهب محللون الى أن الأجواء الحماسية التي تعيشها الحكومة السودانية عقب إعلان تحرير ابوكرشولا ذات الأهمية الاقتصادية والجغرافية من قبضة قوات الجبهة الثورية المعادية للخرطوم دفعت بالبشير الى مزيد من التصعيد على كل الاتجاهات، إذ إنه أعلن على الملأ أيضاً وقف التفاوض مع الحركة الشعبية-قطاع الشمال، وهو بالتالي يكون قد أوقف تنفيذ قرار أممي حمل الرقم (2046) تبناه مجلس الأمن وبموجبه وافقت الخرطوم مكرهة في وقت سابق وقبل شهر من الآن على التفاوض مع القطاع.
Leave a Reply