بالتيمور – اكتشف علماء أمريكيون أن قدم الإنسان تؤوي نحو مائتي نوع مختلف من مستعمرات الفطريات. وقالت دراسة لهؤلاء العلماء إن الفطريات تعتاش على سطح جسم الإنسان بأكمله، غير أن الأماكن الأكثر تفضيلا بالنسبة لها هي الكعب وأسفل أظافر القدم وبين أصابع القدم. وفي تقرير نشرته دورية «نايتشر»، قال العلماء إن خارطة جديدة لتنوع الفطريات على سطح جسم الإنسان قد تساعد في مكافحة الظروف الجلدية المهيئة لاستيطان الفطريات كما هو الحال بالنسبة لأقدام اللاعبين.
وتعيش فطريات غير ضارة فوق سطح الجلد على نحو طبيعي غير أنها تسبب العدوى إذا تكاثرت. واستطاع فريق العلماء الأميركيين، في أول دراسة من نوعها، تحديد قائمة بمجموعات مختلفة من الفطريات التي تعتاش على سطح الجلد بالنسبة لمجموعة من البالغين الأصحاء.
كما تمكن الفريق، التابع للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري في ولاية ماريلاند، من تتبع الحمض النووي (دي أن أي)، للفطريات التي تعتاش على سطح الجلد في 14 منطقة مختلفة من الجسم بالاستعانة بعشرة من البالغين الأصحاء. وأخذ العلماء عينات من قناة الأذن ومن بين الحواجب ومن مؤخرة الرأس ومن خلف الأذن ومن الكعب ومن أظافر أصابع القدم ومن بين أصابع القدم ومن الساعد ومن فتحتي الأنف والصدر وراحة اليد ومفصل الكوع. وأظهرت البيانات تباينا في كثرة الفطريات باختلاف موضعها على سطح الجسم، إذ كانت أشد المناطق استيطانا للفطريات هي منطقة الكعب حيث تضم نحو 80 نوعا من الفطريات.
ورصد العلماء نحو 60 نوعا في أظافر أصابع القدم و40 نوعا بين أصابع القدم.
وكانت المواقع الأبرز من حيث استيطان الفطريات بها راحة اليد والساعد والكوع، حيث ضمت مستويات معتدلة من الفطريات تتراوح ما بين 18 إلى 32 نوعا. وتحدد الدراسة الفطريات العادية على جميع سطح الجلد على نحو يتيح إطارا لبحث الظروف المهيئة للفطريات على سطح الجلد. ورصد العلماء في الدراسة أن 20 بالمئة من المتطوعين لديهم مشكلات تتعلق بعدوى فطرية. ويعتقد العلماء أن انعدام توازن الميكروبات قد يهيئ فرصة لتكاثر الميكروبات الضارة والإصابة بالأمراض.
وفي تعليق على الدراسة، قال بول داير، خبير الفطريات في «جامعة نوتنغهام»، إن الفطريات قد تتعايش على نحو طبيعي على سطح الجسم دون أن تسبب أي ضرر للأشخاص، باستثاء أولئك الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة.
Leave a Reply