أولم مساء الإثنين الماضي نشطاء في الجالية العربية الأميركية على شرف محافظ مقاطعة «وين» روبرت فيكانو فأقاموا حفل عشاء وجمع تبرعات لدعم حملته الإنتخابية في العام القادم والتي يواجه فيها تحدياً كبيراً بسبب الفضائح التي عصفت بإدارته والقضايا المثيرة للجدل التي حازت على إهتمام الإعلام والرأي العام في منطقة ديترويت. ولكن بالرغم مما أحاط بإدارة فيكانو من قضايا، إستمر القادة العرب بالإعراب عن دعمهم والإفصاح عن مشاعرهم حول أهمية وقوف الجالية إلى جانب هذا السياسي الذي وقف معهم في الملمات وحافظ على علاقات وثيقة مع كل العرب الأميركيين لحقبة طويلة منذ الثمانينيات حين تسلم منصب شريف مقاطعة «وين» وبقي في منصبه مدة ٢٠ عاماً. ويقول الذين عاصروا عمله إنه كشريف لم يتردد لحظة واحدة في توظيف عرب أميركيين ولم يتوان في الدفاع عنهم عندما كانت الجالية العربية الأميركية تحت المجهر بعد إعتداءات أيلول (سبتمبر) الإرهابية.
وحضر حفل العشاء الذي أقيم في قاعة بيبلوس في ديربورن المئات من الشخصيات العامة وقادة الجالية الذين أبدوا مساندتهم لفيكانو ومنهم قاضي المحكمة التاسعة عشرة في ديربورن سالم سلامة والمدير التنفيذي لجمعية كير داوود وليد والنائب في ولاية ميشيغن رشيدة طليب ونائب شريف مقاطعة «وين» مايك جعفر ومرشحو عضوية المجلس البلدي في ديربورن طارق بيضون وسوسن دباجة ومايك سرعيني.والقاضي في محكمة ديربورن مارك سومرز.
وبالرغم من الدعم الكبير من قبل نشطاء الجالية، إلا أن البعض عبر عن إمتعاضه من أن الحضور ولو كان جيداً لكنه يبقى دون المستوى المطلوب، ومن عدم أخذ أعضاء الجالية الأمر على عاتقهم لإظهار دعم قوي لفيكانو. والبعض الآخر أنحى باللائمة على التوقيت قائلاً إن مساء يوم الإثنين هو عادة من الأيام التي يصعب فيها حضور مثل هكذا حفلات لأنه أول أيام أسبوع العمل، أما الآخرون فقد لاموا وسائل الإعلام وتغطيتها المنحازة التي قد تكون لعبت دوراً مؤثراً في مستوى الدعم والحضور. ولقد تجاوز عدد الحضور حوالي ٣٧٥ شخصاً. ولكن بالرغم من الإدعاءات التي حامت حول إدارة فيكانو، إلا أنه لم تثبت إدانته بإرتكاب أي عمل غير قانوني.
وقد عبر الناشط دان يونس عن مشاعر الموجودين حين قال «بوب فيكانو صديق لجاليتنا منذ ٣٠ عاماً على الأقل كما عرفته» وأضاف في كلمة له أمام الحشد «القناة السابعة وبعض جرائد ديترويت يدينون لبوب فيكانو بالإعتذار، لم يرتكب أي خطأ وسيقوم بالإعتذار عنهم عن طريق إخراج الأصوات الناخبة يوم الإنتخابات».
سهيلة أمين رئيس النادي اللبناني الأميركي كانت عريف الحفل وقبل أن تعتلي المنبر تحدثت لـ«صدى الوطن» عن الأسباب الموجبة للبقاء إلى جانب فيكانو فقالت «لقد كان جزءاً أساسياً من الجالية لثلاثين سنة على الأقل ولم يكن فقط أول مسؤول يعين عرباً أميركيين في مناصب عليا بل إنه عمل أيضاً مع جاليتنا خلال هذه السنوات عبر مواقعه المتعددة. وهذا تاريخ يحسب لصالحه بسبب مجمل العمل الذي قام به لمد جسور مشتركة مع الجاليات كلها. لقد ذهب أبعد من واجهة من أجل تأمين الإحترام والتفاهم لجاليتنا وبناء خط إتصال دائم بينها وبين المقاطعة».
وخلال الحفل أشارت أمين إلى المبادرات التي قادها فيكانو والتي كانت مفيدة للجالية. وأردفت «لقد شجع دوماً على الحوار مع المساجد والكنائس وطبق خيارات غذائية كاللحم الحلال و«الوجبات على الطريق» للمسنين ووزع مجاناً حقائب لطلاب المدارس غير القادرين على شرائها، وهو دائماً يحسب للجالية حساباً ولأصحاب العمل وضعهم الخاص في برامجه التجارية».
وقدم ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، فيكانو قائلاً «بالرغم من عدم امتلاء القاعة بالحضور في يوم الإثنين كهذا إلا أنني فخور لرؤية حضور العديد من داعمي فيكانو المخلصين» وشدد السبلاني على ضرورة توعية الناخبين كيف أن فيكانو مد يده لمساعدة الجالية. وأردف قائلاً «هناك شخص واحد فقط لم ينأَ بنفسه عن الوقوف معنا في أشد الأوقات حرجاً وهذا الشخص هو بوب فيكانو. علينا أن نروي قصته لكافة أبناء الجالية الذين لم يتسن لهم الحضور اليوم، والقصة ستكون لماذا نحن بحاجة إلى دعمه ومساندته. الساسة الآخرون في هذا البلد يراقبوننا اليوم وعيونهم مسلطة على كيفية تصرفنا. إذا قمنا بهجر صديقنا بعد الضيق، خصوصاً بعد أن وثقنا من تفانيه في صداقتنا لمدة ٣٠ عاماً، عندها لن يحترمونا أبداً وسيعلموا بأننا سوف ندير ظهورنا لهم في أول مرة يرتكبون فيها خطأً او تهاجمهم مطبوعة او وسيلة إعلامية وقبل التحقق ممّا إذا كان فعلاً مخطئاً».
وصعد فيكانو إلى المنبر بعد السبلاني شاكراً كل مؤيديه ومشدداً على أهمية الإستمرار في العمل من ضمن إدارة تعددية ومتنوعة في مقاطعة «وين». وقال «أنا أعرف أنه في أوقات ما تقع بعض التناقضات لكني الليلة عندما أنظر إلى الحضور أرى الكثير من الأصدقاء الذين أقدرهم عالياً. إن جاليتكم الموقرة ممثلة في إدارتنا ليس بسبب «الكوتا» التي نريد ملء ها، بل لأنكم تستأهلون التمثيل وقد كسبتم موقعكم واستحقتموه عن جدارة أيضاً.»
وختم فيكانو بالتعهد في أن يستمر بالتواصل مع كل جاليات مقاطعة «وين» قبل إنتخابات نوفمبر في العام المقبل، رغم عدم الإعلان رسمياً عن نيتة الترشح لولاية أخرى كمحافظ لمقاطعة «وين». وكان ديفيد بينغ رئيس بلدية ديترويت قد أعلن الشهر الماضي عروفه عن إعادة ترشيح نفسه لرئاسة البلدية، لكنه قال بأنه يدرس إحتمال الترشح لمنصب محافظ «وين» الذي يحتله فيكانو منذ عام ٢٠٠٢.
Leave a Reply