يشبه حالنا في لبنان، حال من يمشي على حطام الزجاج حافياً أو حال ولد يتسلق جداراً مشكوكاً في أعلاه بالزجاج وهو كلما أصر على إعتلاء الجدار وبذل جهداً أكثر كلما مزق الزجاج بيديه أكثر فأكثر.
يشبه حالنا في لبنان اذن حال القط الذي يلحس المبرد ويتلذذ بدمه وهو عندما يمصل تماماً سيهوي جثة هامدة.
في لبنان نحن نقف مذهولين أمام صورة مشهد المجلس النيابي الذي مدد لنفسه وأمام «إنتقام» رئيس الجمهورية للدستور والطعن بالتمديد وأمام طعن آخر لكتلة نيابية بالتمديد.
ونقف فيما نقف أمام مشهد التكليف دون تأليف لحكومة جديدة وحكومة مستقيلة تصرف الأعمال وقد تفرقت أيدي سبأ منذ استقالتها ثم إجتمعت فجأة من أجل أن تمهد الطريق أمام الإنتخابات على أساس قانون الستين عبر تعيين هيئة الإشراف على الإنتخابات؟!
ونقف فيما نقف أمام مشهد الدم والنار على الحدود السورية اللبنانية من جرود السلسلة الشرقية إلى القصير وغداً عند القبيات عندقت – عيدموت ودائماً» عند مشهد مايجري عبر الحدود إنطلاقاً من وادي خالد إلى سوريا.
ونقف فيما نقف أمام مشهد محاولة ترسيم حدود الضاحية الجنوبية بالصواريخ والتهديد بقصفها بالسيارات الملغومة وعند الرصاص الطيار الذي حاول إغتيال أحد رجال الدين وأمام الحروب الصغيرة المتواصلة في طرابلس.
نقف أمام حال اللادولة وأمام مشهد إفقاد المؤسسة العسكرية لهيبتها والتهويل عليها بالإنقسام فيما لو أقدمت فعلياً» ودون مسايرة على تنفيذ مهمة الأمن إلى جانب الدفاع.
الجميع دون إستثناء همش الدولة وشارك في تقاسم خيراتها على مائدة المغانم، الجميع مارس ويمارس طائفيته ومذهبيته وفئويته وجهويته حتى بات لبنان يقف أمام إحتمال الفراغ وأمام إحتمال التلاشي وتوزعه على فيدرالية طوائف وأيضاً إلى رصيف للتسوية الشرق أوسطية تلقى عليه فضلات القضية الفلسطينية من الأخوة المحيطين أبناء الشعب الفلسطيني وهذا ليس كل شيء فهناك إضافة إلى همنا الوطني والفلسطيني مليون نازح سوري سوف ينتظرون كثيراً ربما حتى جينيف ٩ أو جينيف ١٠ قبل أن ينفجر الحل السياسي في بلادهم.
لذا لن ينقذنا مما نحن فيه إلا قدرة قادر فقد تم تعطيل قوة الرأي العام وإمكانية إجتماع المجتمع المدني لقول ولو كلمة فيها الأحزاب(التي هي أساس العلة) متورطة فيما يجري ولم يعد أمامنا سوى الصلاة والدعاء أو الإغتراب.
أنا ومن هم مثلي لم يعد بإستطاعتنا أن نفعل شيئاً نحن سقطنا في إمتحان السلم الأهلي ولم نستطع حماية التفاهمات وتركنا للتفاهات أن تحكمنا حتى صرنا قاب قوسين أو أدنى من البحث عن وطننا على مزبلة التاريخ.
بصراحة قوة لبنان المقيمة إنهزمت أمام واقع الحال ولم يبق بعد الله سوى تحرك قوة لبنان المغتربة.. إعتصام عبر العالم أمام مراكز الأمم المتحدة ودعوة دول القرار إلى حماية تجربة لبنان لأن هذه التجربة إذا سقطت سيظلم العالم.
ربما لا تبدو الفكرة مجدية بل ربما تبدو أقرب إلى النكتة أو المهزلة ولكن ماذا بيد اللبنانيين المنتشرين سوى الوسائل الحضارية للتعبير والإحتجاج.
لكم أن تقولوا كلمة في إعتصام في مسيرة.. على الفايس بوك… على التويتر… على أية وسيلة للتواصل.
لكم أن ترفعوا أصواتكم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
لكم أن تكتبوا في الصحف وأن تنشروا كتباً وكل أنواع المطبوعات.
لكم كل ذلك ولنا أن تسمع صرختكم أو صداها من كل أنحاء برية العالم وهي تصل إلى لبنان تحمل محبتكم.. وبعض الأمل.
Leave a Reply