نشرت بلدية ديربورن الأسبوع الماضي، المعلومات المتعلقة بالسلامة بخصوص الألعاب النارية وإستعمالاتها، وذلك في إطار الإستعداد لموسم الصيف الذي يشهد عادة كثافة في أعداد سكان المدينة الذين يشاركون في استخدام الألعاب النارية بمناسبة الأعياد مثل عيد الشهداء وذكرى الرابع من يوليو.
وكانت ولاية ميشيغن قد ألغت في عام 2012 الحظر المفروض على بيع واستخدام أنواع عديدة من الألعاب النارية القوية أو المنفلقة الألوان جواً، والمعروفة باسم «كونسيومر». والتي تشمل الصواريخ الزجاجة، والشموع الرومانية والمفرقعات النارية القزحية وغيرها من المواد التي تنطلق من الأرض عند تفريغها. وقد أصبح مطلوباً من متاجر التجزئة التي تبيع الألعاب النارية أيضاً أن تحوز على رخصة، معتمدة من قبل الدولة، تجدد سنوياً.
من الأمور التي لا يعلمها الكثير من السكان أن استخدام الألعاب النارية يأتي مع مبادئ توجيهية صارمة والتي يسعى المسؤولون في الولاية وفي المناطق المحلية لمحاولة فرضها خاصة وإنّ قانون السلامة للألعاب النارية في ميشيغن وقع اعتماده منذ العام 2012. ويعمل مسؤولو البلدية على توعية السكان بضرورة توخي الحذر حول الألعاب النارية، والتي يمكن شراؤها الآن في العديد من المتاجر المحلية القريبة. ولا يسمح لأحد استخدام تلك الألعاب حول الممتلكات العامة، بما في ذلك المدارس والكنائس والمباني الحكومية وشوارع المدينة والحدائق العامة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يسمح لأحد بإشعال الألعاب النارية أو إطلاقها بأي شكل من الأشكال فيما لو تسبب سقوطها فوق مباني وأملاك الغير بإزعاجهم دون موافقة صريحة من أصحاب تلك الأملاك. وسيُغرم أي شخص يخالف هذا القانون بمخالفة مدنية ويمكن تغريمه بغرامة مالية تصل إلى 100 دولار. وسيكون صاحب المخالفة مجبراً على دفع ثمن الأضرار الناجمة عن إستعمال الألعاب النارية.
لاموعد محدد
واحدة من المشاكل الشائعة والتي وعت بها البلدية عندما يتعلق الأمر بإستخدام الألعاب النارية هو أن يتم إستعمالها خلال الفترات الزمنية المسموح بها. ووفقاً لمرسوم البلدية فإنّ إستخدام الألعاب النارية الاستهلاكية مسموح به قانونياً فقط في اليوم الذي يسبق أو اليوم الذي يلي الأعياد الوطنية، مثل أعياد الرابع من يوليو تموز. وهذا من شأنه أن يجعل استعمال الألعاب النارية غير قانوني الى حد كبير في أغلب أيام الصيف، على الرغم من أن ذلك لم يوقف السكان المحليين من فعل ذلك على أي حال.
لكن الذي قد لا يكون للبلدية علماً به، هو الشراء المتكرر وإستخدام الألعاب النارية من قبل القاصرين تحت سن الـ18 عاماً. فقوانين الولاية جعلت من غير المسموح به قانونياً للقاصرين شراء الألعاب النارية، أو حتى إستخدامها على الإطلاق. ووفقاً لبعض السكان في المدينة فإنّ استخدام الألعاب النارية بين المراهقين وحتى بين الأطفال تحَدث بشكل يومي، وأغلب الأحيان لا يوجد إشراف من أولياء الأمور.
الأطفال يستخدمون الألعاب النارية
وقالت جويس وهي إمرأة من السكان المحليين الذين يعيشون في احد الأحياء شمال حديقة فورد وودز من طريق غرينفيل.
إنها كانت ترى الاطفال يستعملون الألعاب النارية في حيِّها لعدة أسابيع، وأنهم عادة ما يفعلون ذلك أثناء الليل:
«أنا أرى ذلك يحدث ثلاث أو أربع مرات على الأقل في الأسبوع فالأطفال في هذه الأحياء يخرجون في منتصف الليل بدون رفقة والديهم، حيث يقومون بإشعال هذه الألعاب النارية الخطرة على الأرصفة وفي الشوارع». وتساءلت: «ما أود معرفته هو أين هم الآباء، وكيف يتم الحصول على هذه الألعاب النارية؟».
«الشرطة لا تعلم»
أحد التفسيرات المحتملة للأطفال الذين يحملون الألعاب النارية، أنهم قد قد يكونوا حصلوا عليها من بعض أصحاب المتاجر المحلية الذين يبيعونها لهم بصورة غير قانونية. وعند الإتصال بقسم شرطة ديربورن حول إحتمال وجود مشكلة مستمرة مع المتاجر المحلية ببيع الألعاب النارية للقاصرين، بدا وكأنهم ليس لديهم معلومات حول هذه القضية.
قال الرقيب بارنيت، الذي يعمل مع برنامج قسم الشباب «شخصياً لست على علم مَن هي المتاجر التي تبيع الألعاب النارية إلى القاصرين. لن نشك في إحتمال حدوث ذلك دون علم الشرطة. ولكن المشكلة الوحيدة هي أنّ من الصعب تحديد هذه المتاجر لأن ذلك يتطلب من إدارة الشرطة تنظيم عملية استدراج لبائعي تلك الألعاب النارية للقاصرين وإيقاعهم في فخ الشرطة».
عملية الإستدراج تتم عادة بمشاركة قاصرين يعملون سراً مع قسم الشرطة، وهم الذين عادة ما يتم إرسالهم إلى المتاجر المحلية لشراء منتجات التبغ. قسم الشرطة لم يتبع هذا النوع من العمليات إلى الآن مع المتاجر التي تبيع الألعاب النارية إلى القاصرين.
صدى الوطن تجري تحقيقاً فـي الأمر
وقد اتصلت «صدى الوطن» بإمرأة من السكان المحليين حيث تقول أنّها اكتشفت أن اثنين من أبنائها، الذين تبلغ أعمارهما 13 و 10 سنوات سارا على الأقدام إلى أحد المتاجر المحلية وإشتريا ألعاباً نارية قبل عدة أسابيع ظانة أنهما كانا يشتريان الحلوى. وإكتشفت الأم أنّ طفليها يقومان بذلك بعد أن تعرض إبنها البالغ من العمر 13 عاماً لإصابات وحروق طفيفة في إبهامه.
وطلبت «صدى الوطن» من الأم إذا كانت تسمح بتكليف ابنها البالغ من العمر 13 سنة لتحقيقنا الخاص، فقبلت.
الطفل علي خارجاً من المتجر حاملاً الألعاب النارية |
أخذنا البالغ من العمر 13 عاماً والذي سنسميه «علي»، مساء الأربعاء، على الساعة 5:40 مساء، إلى أحد المتاجر المحلية والذي يزعم أنه قام بشراء الألعاب النارية منه خمس أو ست مرات على الأقل في الأسابيع الثلاثة الماضية. يقع هذا المتجر على طريق غرينفيلد، أقل من نصف ميل إلى الجنوب من وارن.. أعطينا علي 20 دولاراً، وأوعزنا إليه بالذهاب إلى المتجر لشراء الألعاب النارية مثل أي وقت آخر كان يشتري خلاله.
وبعد دقائق، ظهر علي مع علبة مليئة بالألعاب النارية بين يديه مقابل 5 دولارات فقط، وكان قادراً على شراء مجموعتين من «صواريخ قابلة للاشتعال» وعشرات «قنابل الرعد». ويقول علي إنّ أمين الصندوق شجعه على أن يعود في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لأنّ المحل سيجلب أنواعاً جديدة متنوعة من الألعاب النارية.
«قال لي بأنه سيجلب (أم-80أس) والشموع الرومانية، وقنابل الدخان» وتقول والدته أنها ليست متفاجئة من أن الأطفال قادرون على شراء الألعاب النارية من متاجر ديربورن بكل سهولة. وقالت إنها تعتقد أنّ الكثير من المتاجر المحلية تتجاوز القانون يومياً، كما أكدت أنها سوف تواصل القيام بذلك حتى تتم معاقبة من يفعل ذلك.
وأضافت الأم: «معظم أصحاب المتاجر هؤلاء في جميع الأنحاء هنا لا يهتمون بالقانون، والشيء الوحيد الذي يهمهم هو الإستحواذ على بعض المال من هؤلاء الأطفال».
وتساوي الغرامة جرّاء بيع الألعاب النارية لشخص دون سن 18 عاماً بين خمسمئة وألف دولار، وعقوبة بالسجن طبقاً للقوانين المحلية. كما يتم سحب رخصة بيع الألعاب النارية لمدة تصل إلى 90 يوماً. وقد قال الرقيب بارنيت لـ«صدى الوطن» أنّه إذا كان المواطنون لديهم بينة عن المتاجر المحلية التي تبيع الألعاب النارية للقاصرين، يمكنهم رفع تقرير بذلك الى قسم الشرطة على الفور.
وتظهر أحدث الإحصاءات أن أكثر من ثمانية آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد يتم علاجهم سنوياً من إصابات الحروق التي تسببها الألعاب النارية. ووفقاً لإدارة الإطفاء بديربورن، ففي العام الماضي وحده كان لديهم عدة حالات حرائق ناتجة عن إستخدام الألعاب النارية، ولكن ليست هناك معلومات متاحة حول عدد الإصابات سنويا من جراء فرقعة الألعاب النارية في المدينة.
Leave a Reply