ماضـي عريـق
تعتبر الجمعية الخيرية اليمنية من أعرق الجمعيات اليمنية والعربية في ميشيغن وربّما في كل أميركا، فعمر هذه المنظمة قد تجاوز العقد الرابع حيث تأسست في 17 أغسطس من العام 1969. وكان وراء تأسيس هذه الجمعية غير الربحية نخبة من قيادات الجالية اليمنية منهم قيدوم الجالية اليمنية والعربية علي بلعيد المكلاني وعلي سالم علي ومانع الجبري ومحسن الحبيشي وعلي حنداد ومحمد المريسي والدكتور دحان النجار وغيرهم كثير. لقد لعبت الجمعية منذ نشأتها أدواراً إيجابية وقامت بتقديم خدمات إنسانية وإجتماعية رغم محدودية مواردها المالية، لكن بعزيمة رجالها إستمرت في خدماتها وتجاوزت محناً كانت من الممكن أن تعصف بوجودها مثلما حصل لكثير من الجمعيات والمؤسسات غير الربحية الأخرى.
قيادات شابة ومستقبل واعد.
قرر الرعيل الأوّل من المؤسسين والناشطين في الجمعية الخيرية اليمنية «استراحة المحارب» وتسليم المشعل إلى جيل جديد من الكوادر الشابة من ذوي الإختصاصات المتعددة والقادرين على تطوير وعصرنة أساليب العمل والنظم والبرامج داخل الجمعية. وهؤلاء القادة الجدد هم فهد صالح وظافر بلعيد المكلاني وعبدالله مثنى وبسام علي وعادل ناصر الصوفي وناصر احمد ووضاح سعيد. وقد عملت هذه المجموعة الشابة على رسم خطط عمل مستقبلية من شأنها أن تحقق قفزة نوعية في جميع المجالات، وكان من باكورات هذا العمل تطوير برامج وأساليب التعليم في المدرسة العربية التي تأسست منذ 35 سنة والإرتقاء بها إلى مستوى طموحات الجميع من أولياء الأمور وهيئة التدريس والإدارة.
البرامج وهيئات التدريس.
وقد كسبت المدرسة الرهان فأصبحت قبلة أغلب العائلات اليمنية والعربية الراغبة في تعليم اللغة العربية لأبنائها وبناتها، نتيجة السمعة التي إكتسبتها بعد النتائج الباهرة التي كان يحققها الطلاب وتطور مستواهم اللغوي بشكل ملحوظ وإستطاعتهم إتقان لغتهم الأم إضافة إلى إلمامهم بتاريخهم وتجذّرهم في هويّتهم العربية والإسلامية مع إنفتاحهم على الثقافات الأخرى.
وتتكون المدرسة من ستة فصول دراسية تبدأ بالصف الأوّل وحتى الصف السادس الإبتدائي من التعليم الأساسي. وتتوافر المدرسة كذلك على مكتبة متنوعة من كتب علمية وثقافية ولغوية وتاريخية، كما تتوافر على كافيتيريا توفّر الغذاء لكل الطلاب. ويتكوّن طاقم التدريس من مجموعة من الكفاءات والخبرات العالية يتقدمهم مدير المدرسة الأستاذ رياض الشميري ليسانس في الشريعة من جامعة صنعاء وصاحب خبرة 11 سنة في الإدارة والتدريس، والأساتذة المدرسين: هزاع القباطي بكالويوس علوم من صنعاء 20 سنة خبرة تدريس، سهيلة طنطش بكالويوس إقتصاد جامعة الإسكندرية مع 20 سنة خبرة تدريس، إنتصار ثابت بكالويوس آداب خبرة طويلة في التدريس، نوار مصطفى شريف و فايزة سعيد حاصلتان على الثانوية العامّة مع خبرة تدريس. وتفتح المدرسة أبوابها يومي السبت والأحد من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا. وتأكيدا على روحها غير الربحية قررت المدرسة رسوما زهيدة للتسجيل مقدارها 20 دولاراً في الشهر لكل طالب.
رون حداد رئيس شرطة ديربورن والأستاذة لورلي زورنكوسكي خلال تسليم شهادات التخرج لطلاب مدرسة الجمعية الخيرية اليمنية |
حفل التخرج والتكريم
أقامت المدرسة العربية للجمعية الخيرية اليمنية يوم الأحد التاسع من يونيو حفل التخرج والتكريم السنوي للسنة الدراسية 2012- 2013. وقد أفتتح الحفل بقراءة الطالب عبدالله ناصر ماتيسر من القرآن الكريم بعدها رحب مقدم الحفل هزاع القباطي بالحضور وهم لفيف من مؤسسي وأعضاء الجمعية القدامى ومن قياداتها الشابة الحالية وعدد كبير من أهالي الطلاب والضيوف منهم: رئيس شرطة ديربورن رون حدّاد والأستاذة لورلي زورنكوسكي.
ألقى بعد ذلك مدير المدرسة رياض الشميري كلمة تحدث فيها عن دور العلم في تطور الشعوب كما أكّد على أنّ المدرسة رغم أنها تابعة للجمعية الخيرية اليمنية فهي فضاء مفتوح للجميع من اليمنيين والعرب والمسلمين. كما أثنى الشميري على دور مسؤولي الجمعية وحرصهم على تطوير المدرسة من جميع النواحي، خاصّة تشجيع هيئة التدريس على اتباع المناهج العلمية الجديدة والمتطورة كما أكّد على أهمية الدور الذي قام به الرعيل الأول من أعضاء الجمعية الذين كان لهم الفضل في وضع اللبنات الأولى لمشروع الجمعية.
ثم المدرسة. كما أشاد بجميع أعضاء الإدارة الجديدة من الشباب. ثم تحدث فهد صالح رئيس الجمعية فشكر جهد كل من الإدارة والهيئة التدريسية والآباء في إنجاح مسيرة المدرسة وطلب دعم الجميع لإنجاز المركز الجديد لها. تلى ذلك كلمة لظافر علي بلعيد نائب رئيس الجمعية رحب فيها بضيف الحفل رئيس شرطة ديربورن رون حداد وأثنى على أهمية الدور الذي تقوم به شرطة ديربورن في إستتباب الأمن في المدينة ثم أخذ الكلمة رون حداد فتحدث عن أصوله العربية اللبنانية، وشكر الطلاب على اجتهادهم واقبالهم على العلم ممّا سيمكنهم من أن يكونوا رجال ونساء المستقبل في مجتمعهم مع أهمية حفاظهم على جذورهم وإرثهم الثقافي. كما أكّد حداد على الدور الذي تلعبه الجالية اليمنية عبر التوعية ممّا جعل منطقة ديكس من أكثر المناطق أمنا في ديربورن.
علي بلعيد المكلاني المدير التنفيذي للجمعية تحدث بعد حداد فشكر الإعلاميين ودورهم كما شكر الآباء والطلبة والإدارة وهيئة التدريس وكل الداعمين لعمل المدرسة سواء بالكلمة والتشجيع أو بالمادة ثم ختم كلمته بأبيات شعرية من نظمه تؤكد على الدور المهم للمعلم. بعده تحدثت سهيلة طنطش بإسم هيئة التدريس، فأكدت على دور هيئة التدريس في تحقيق نجاحات الطلاب وكذلك على دور أولياء الطلاب والإدارة في دعم مسيرة المدرسة. طلاب المدرسة كانت لهم كلمة عبر ممثلتهم الطالبة علياء عبد السلام الصوفي التي شكرت الإدارة والمدرسين وآباء وأمهات الطلاب والطالبات ودور المدرسة في مساعدة الطلاب في التجذّر في تراثهم وهويتهم العربية الإسلامية. كما تمّ تكريم بعض الآباء والمتطوعين بشهادات رمزية، ثم وزعت شهادات التخرج على الطلبة والطالبات من الصف الأول إلى الصف السادس من طرف الإدارة والضيوف مع إلتقاط صور تذكارية. وفي الأخير دُعي الجميع إلى تناول طعام الغداء والمرطبات والمشروبات، ثم إنفض الحفل والأمل يحدو الجميع بتحقيق سنوات جديدة من النجاحات القادمة للمدرسة مع أمل إنجاز المقر الجديد لها في أقرب وقت ممكن.
Leave a Reply