ديترويت – تلوح في الأفق موجة تعيينات ضخمة في قطاع صناعة السيارات الأميركية والشركات المنتجة لقطع الغيار، وهناك سباق على إستقطاب المهندسين والتقنيين وعمال المصانع في ظل الدخول إلى مرحلة إنتاج أجيال جديدة من السيارات. تأتي هذه الموجة في خضم تسارع المصانع في إستخدام 95 بالمئة من طاقتها القصوى بالإنتاج في أرجاء الولايات المتحدة، والبعض من هذه المصانع بدأ فعلاً بتطبيق نظام ثلاث ورديات، وعليه اضطرت بعض المصانع إلى توسيع مساحات الورش وانفاق ملايين الدولارات في شراء المعدات الجديدة .
عامل في أحد مصانع فورد |
وقال المدير الإداري في شركة (اي اتش اس) للسيارات مايكل روبينت «إنه فعلاً زمن المباني والمعدات» في إشارة منه إلى عودة إزدهار الصناعات الثقيلة، مؤكداً أن موجة التعيينات الجديدة من شأنها تعزيز معدلات التوظيف في أميركا وزيادة الانفاق الاستهلاكي .
وكانت الحكومة الاميركية أصدرت تقريراً جاء فيه إن عدد الموظفين الداخلين إلى سوق العمل إزداد في أيار (مايو) إلى 175 الفا وهو مؤشر على بدء الاقتصاد بالتعافي، حيث وصل معدل البطالة إلى 7,6 بالمئة، مرتفعاً قليلا عن المعدل النمطي للإقتصاد المزدهر 5 إلى 6 بالمئة. وقال التقرير ان نمو الاقتصاد لا زال متواضعاً والسبب ارتفاع الضرائب وخفض الإنفاق الفدرالي إضافة إلى ضعف الاسواق العالمية، لكن سوق العقارات يتعزز مثلما تعززت ثقة المستهلكين بمعدلات هي الافضل على مدى السنوات الخمس الماضية.
في الناحية المقابلة تشهد صناعة السيارات ازدهاراً، حيث وصلت المبيعات في 2013 الى 15,5 مليون سيارة، وهذه هي النسبة الأعلى على مدى ست سنوات. لذلك كان على شركات إنتاج السيارات تعيين مزيد من الموظفين والعمال كما فعلت مئات شركات قطع الغيار.
قال المتحدث باسم مؤسسة لير المنتجة لمقاعد السيارات، مل ستيفنز «مع إرتفاع الطلب علينا تعيين مزيد من العمال».
وكانت شركات صناعة السيارات وقطع الغيار عينت 8000 موظفٍ في الفترة من بداية العام الحالي حتى أيار (مايو) الماضي، وتوقع مركز بحوث السيارات وصول هذا الرقم إلى 35 الفاً مع نهاية السنة، 13 الفاً منهم سيعينون في شركات كرايسلر، هوندا موتور، جنرال موتورز، مرسيدس بنز وفورد، إضافة إلى شركات قطع الغيار مثل لير، بورغ وولز، (تي آر دبليو) والشركات الأصغر.
وقال التقرير إنه منذ العام 2009 وصلت نسبة المعينين في قطاع انتاج السيارات 1-4 من إجمالي القطاع الصناعي بحسب الخبير الإقتصادي دانيال ميكستروث. وأشار التقرير إلى أن قطاع السيارات ساهم بتعيين 167,500 موظفٍ منذ نهاية الكساد في 2009 ولغاية الشهر الماضي، في الوقت الذي إرتفع فيه معدل مبيعات السيارات من 10،4 مليون سيارة عام 2009 إلى 15 مليونا حتى منتصف العام الحالي .
تعيينات منتظرة للعام الحالي
كرايسلر ستعين 3500 موظفٍ في مصانعها في انديانا، اوهايو، وميشيغن ضمن قطاع إنتاج ناقل السرعة وسيارات من طراز جيب وشاحنات رام.
فورد ستعين 2200 موظف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتطور الانتاجي والتصنيع اضافة الى 1400 عامل واعادة 2200 من العمال المفصولين في ميشيغن وميسوري .
وهوندا ستعين 500 موظف في مصانعها في اوهايو، انديانا والباما.
(تي آر دبليو) للسيارات تبحث عن 50 مهندسا في منطقة ديترويت، وهناك شركات اصغر في ولاية وسكنسن وقد انفقت الشركة مليون دولار لشراء المعدات في مصانعها القريبة من ملواكي واقامة مصنع في المكسيك.
ويتوقع معظم المحللين نمو صناعة السيارات في اميركا على مدى السنوات الخمس القادمة، حيث سيصل عدد السيارات المنتجة في 2017 الى 17 مليون سيارة .
وبحسب احصائيات حديثة للحكومة فان عدد العاملين اليوم في قطاع صناعة السيارات يصل الى 798 الف شخص مقارنة بـ 1،1 مليون في العام 2005، وان معدل الاجور للمعينين الجدد في صناعة السيارات يصل حاليا الى 16،5 دولار بالساعة يمثل نصف ما كان عليه الحال قبل الكساد , مقارنة بـ 13 -14 دولار بالساعة في المصانع الأخرى. وتصل عدد مصانع السيارات في اميركا حاليا 55 مصنعا في مقابل 70 في العام 2004 .جاء في التقرير ان موجة التعيينات ادت الى صعوبة في ايجاد العمالة المحترفة في منطقة ديترويت مثل المهندسين واختصاصيّي الميكانيك واللحيم اضافة الى خبراء الحاسوب.
Leave a Reply