يعمل مكتب التحقيقات الفديرالي الأميركي على تغيير الصورة السلبية التي يحملها بعض العرب الأميركين وغيرهم من مجموعات أخرى بخصوص الدور الذي تلعبه الوكالة بين المواطنين. ولتحيق ذلك تم تأسيس أكاديمية المواطن، لتقريب الناس من مكتب التحقيقات واطلاعهم على حقيقة عمله، ويتم في الأكاديمية تدريب مجموعات من المواطنين ومنظمات خلال ثمانية أسابيع ثم يعلن تخرّجهم ليكونوا سفراء للمكتب في مجتمعاتهم. في هذا الإطار يأتي الحفل الذي أقامه مكتب التحقيقات الفديرالي يوم الجمعة الماضي في قاعة الحفلات بيبلوس في مدينة ديربورن للإحتفال بتخريج ثلاثين من قادة المجتمع المدني والديني و الشركات المحلية، الذين شاركوا لمدة ثمانية أسابيع في حلقات دراسية أشرف عليها وكلاء يعملون بمكتب الـ «أف بي أيْ» في قسم ديترويت.
![]() |
خريجو«أكاديمية المواطن» في حفل التخرج بقاعة بيبلوس في ديربورن. |
أنشئ برنامج أكاديمية المواطن، منذ أكثر من عشرين عاما، ومثّل فرصة لمكتب التحقيقات الفديرالي لتسليط الضوء، وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة والنمطية التي يحملها الناس عنه. ويمنح البرنامج المواطنين المشاركين في التدريب الفرصة لمتابعة العمليات اليومية لسير عمل مكتب التحقيقات الفديرالي ويطلعهم على الطرق، والإتصالات، والتكنولوجيات وعلى الإلتزام الدائم لموظفيه بأخلاقيات العمل.
ويتم إختيار المواطنين للمشاركة في الأكاديمية، من خلال عملية الترشيح، وخلالها يقوم موظفون من مكتب التحقيقات الفديرالي أو من خريجي الأكاديمية السابقين بترشيح الأفراد الذين يحتمل أن يشاركوا في دورة الثمانية أسابيع.ويمكن للمواطنين أيضا ترشيح أنفسهم إذا كانوا على بينة من البرنامج. ويجب على جميع المتقدمين إجتياز فحص الخلفية ثم إجتياز مقابلة مع موظفين في مكتب الـ «أف بي أيْ»، قبل أن يتم تسجيلهم في الأكاديمية.
جميع المواطنين الذين يشاركون في تدريب الثمانية أسابيع بالأكاديمية، يشاركون في حفل التخرج، حيث يحصلون على الشهادة ويتم تشجيعهم ليكونوا سفراء لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذلك موطّدين للعلاقات بينه وبين المجتمع.
وكان من بين الحاضرين في حفل التخرج هذا العام روبرت فولي وهو ضابط مسؤول من المكتب الميداني في ديترويت، وأودرات جوليكور رئيس المخابرات، والمدعي العام الفديرالي باربارا ماكواد، التي تحدثت عن التعاون الفعّال بين المكتب الفيدرالي مع قسم ديترويت، وهي مبادرة أنشئت مؤخرا بين الوكالات الأمنية من أجل تحقيق إستتباب الأمن وإنفاذ القانون محليا والمساعدة في الحد من الجريمة.
وتذكر سولان درويش، وهي مواطنة من سكان مدينة ديربورن، وواحدة من الطلاب الذين تخرجوا من الأكاديمية هذا العام، أنها عملت منذ أوائل شهر مايو، جنبا إلى جنب مع غيرها من مجموعات من سكان جنوب شرق ميشيغن ،وحضرت عشر ندوات في مكتب التحقيقات الفدرالي الميداني وسط مدينة ديترويت أواخر يونيو حزيران. وتقول درويش إنها تعرفت على الكثير من الجوانب المثيرة للإهتمام حول مكتب التحقيقات الفديرالي خلال الثمانية أسابيع، كما عبّرت عن إستعدادها للمشاركة في إجراء حوار بناء بين المواطنين والـ «أف بي أيْ» لتوضيح خطأ بعض الشائعات أو المفاهيم التي يحملها بعض السكان المحليين عن مكتب التحقيقات الفديرالي.
«هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يفهمها الناس عن مكتب التحقيقات الفديرالي وهي أنّ هذا الجهاز يمارس نشاطه وفق القوانين المرعية ويتخذ الخطوات التي يجب أن تتخذ ضمن الضوابط والتوازنات التي لا يعلم بها الناس. كما أنّ وكلاء مكتب التحقيقات منضبطون ومتحمسون جدا لما يفعلونه». قالت درويش التي أضافت «كعربية أميركية، وجزء من مجتمع الشرق الأوسط الكبير، يمكنني أن أتصور أنه قد يكون هناك بعض المخاوف حول دوافع هذا البرنامج التدريبي، ولكن اسمحوا لي أن أفند إشاعة هي الأكثر رواجا وهي حول امكانية أن يكون هذا البرنامج وسيلة لتجنيد المخبرين».
تؤكد درويش أنّها بعد أن أنهت هذا البرنامج، اصبح من المهم بالنسبة إليها نشر الكلمة والمساعدة بأيّة طريقة تستطيعها، لبناء علاقة حميمة بين مجتمعها وبين مكتب التحقيقات الفديرالي.
بالنسبة لدرويش إستفادتها من التدريب خلال الثمانية أسابيع كانت كبيرة حيث تمكنت من الإطلاع على عمليات محاربة الفساد العام، وعن الحقوق المدنية، وعن مكافحة جرائم العنف التي تقودها العصابات ومكافحة الجرائم الإلكترونية وعن كيفية جمع الأدلة من مسرح الجريمة، مثل بصمات الأصابع وعينات الدم.
وبالنسبة لدرويش فإنّ أهم الأجزاء المفضلة لديها ضمن مراحل تدريبها بالأكاديمية كان سفرها إلى مدينة ميلان في ميشيغن، حيث توفرت لها فرصة العمل مع فريق الأسلحة الخاصة وتكتيكاتها المعروفة ببرنامج «سوات» ممّا مكّنها من الإطلاع على انواع متنوعة من الأسلحة والتعرف على بروتوكولات وعلى إجراءات التعامل مع الأسلحة النارية. وخلال الدورة التدريبية، تعرف المتدربون على أجهزة وإختبارات كشف الكذب، كما تمكّنوا من معرفة المزيد عن وظائف ودقة اختبار كشف الكذب.
لا يخلو مكتب التحقيقات الفيدرالي من وجوه عربية أميركية إحداها بشرى علوي، المتخصصة في التوعية المجتمعية والتي بدأت العمل مع المكتب الميداني لـ «أف بي أي» بدترويت منذ سنتين. علوي هي أحد سكان مدينة ديربورن، تخرجت من ثانوية ادسل فورد ثم حصلت على الماجستير في العمل الاجتماعي، كما شغلت من قبل منصب مدير برنامج متخصص في اللغة والثقافة تابع للجيش الوطني الأميركي، قبل إنتقالها إلى مكتب التحقيقات الفديرالي.
«دوري هو إجراء حوار مفتوح بين أعضاء المجتمع بما في ذلك القادة والمنظمات والمؤسسات وبين «أف بي أي»، من أجل فهم هموم الناس وقضاياهم وتثقيفهم حول طبيعة مهمتنا وما هو دور مكتب التحقيقات الفديرالي» تقول علوي.
وتعتقد علوي أنّ أفراد المجتمع يميلون إلى الخوف من مكتب التحقيقات الفديرالي، وذلك بسبب المفاهيم الخاطئة وليس نتيجة العلاقات في الواقع.وأكدت انها تريد استخدام الأكاديمية كوسيلة لبناء جسور أقوى مع المجتمع، من خلال إظهار مهمة مكتب التحقيقات الفدرالي للمواطنين ألا وهي خدمتهم.
وأضافت علوي «في كثير من الأحيان، فإنّ المجتمع لا يفهم دور مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو ما هو الدور الذي يلعبه في المجتمع. لكنّ عندما يجتمعون مع وكلاء من مكتب التحقيقات، يصبحون قادرين على ادراك العنصر الإنساني الذي تتصف به الوكالة ممّا يساعد على بناء جسور الثقة.»
يؤكد المتحدث بإسم المكتب الفيدرالي للتحقيقات سيمون شايكات أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي يعاني من الصورة السلبية التي رسمتها له هوليوود وكذلك بعض وسائل الإعلام، ولكن خلافا لتلك الصورة السلبية، فالعاملون مع الوكالة هم أشخاص عاديون وهدفهم هو مصلحة و خدمة المجتمعات المحيطة بهم. ويذكر شايكات أنّ الوكالة قد بنت عديد العلاقات مع أفراد المجتمع من خلال برامج الأكاديمية وأكّد أنّه يريد أن يعرف المواطنون أنّ مكتب التحقيقات الفيديرالي يُحقق كذلك في أيّة تجاوزات قد تمسّ الحقوق المدنية.
«الصور التي قد تراها في هوليوود في الأفلام والكتب عن رجال يرتدون البدلات الداكنة ويتحدثون بطريقة معينة، أبعد ما تكون عن الحقيقة، وبرامج الأكاديمية هي وسيلة جيدة للناس لتأتي وتتعرف على الوكلاء في مكتب التحقيقات لمعرفة أنّهم مواطنون وطنيون جدا، وأنهم يعملون على مكافحة الجريمة والحفاظ على أمن المجتمع»، يقول شيكات.
ولمزيد من المعلومات حول برنامج أكاديمية المواطن للمكتب الفيدرالي يُرجى زيارة: www.fbi.gov
كما يمكن الإتّصال على المكتب الميداني في ديترويت 313.965.2323 للتحدث إلى أخصّائي التوعية المجتمعية.
Leave a Reply