دعا نشطاء عديدون إدارة المتحف الوطني لذكرى ضحايا 11 أيلول (سبتمبر) الذين سقطوا في مركز التجارة العالمي أثناء الهجمات الإرهابية، إلى الإقرار بوجود «سوريا الصغرى» داخل جدران المعرض الدائم.
ذلك أنه من أواخر العام 1880 وحتى الأربعينيات من القرن العشرين إشتهرت المنطقة المحيطة بمركز التجارة العالمي في نيويورك بوجود جالية عربية أميركية نامية وفعالة وسميت المنطقة «سوريا الصغرى» وكان موقعها الجغرافي يمتد على طول «شارع واشنطن» في مقاطعة «مانهاتن السفلى». ولعل الروح التجارية للمهاجرين العرب في الأحياء المجاورة كانت طاغية بشكل ظاهر من خلال المصالح التجارية الصغيرة التي اصطفت على الشوارع المزدانة بلافتات إعلانية مكتوبة بلغة الضاد.
إلا أن معالم المنطقة المميزة دمر معظمها من أجل إفساح المجال لبناء نفق بروكلين باتاري ثم مركز التجارة العالمي الجديد وكل ما بقي من آثار «سوريا الصغرى» هو مركز للجالية وكنيسة ومبنى. وكانت مجموعات مدنية أعربت عن قلقها لإدارة المتحف خلال السنوات الماضية حول ضم «سوريا الصغرى» إلى المتحف ونية هيئة حفظ تراث ومعالم نيويورك توصيف المواقع الأثرية الثلاثة المتبقية في المنطقة بأنها مناطق تاريخية.
تاد فاين وكارل هاوك مؤسسا «إنقاذ شارع واشنطن»، وهو إئتلاف وطني يجمع منظمات أهلية وأفراداً مستقلين للدفاع عن قضية الحفاظ على المعالم الأثرية المتبقية في أحياء «شارع واشنطن» الواقع في الجزء الغربي الأسفل، قالا إن معلوماتهما تفيد بأن المتحف قرر من سنوات عديدة أن يشمل تاريخ حياة مركز التجارة العالمي، لكن قضايا إعترضت البناء في إشارة إلى الأحياء المجاورة مع وجود أغراض في وسط الدمار الذي حل بالمنطقة.
وذكر فاين كل هذه الأمور جرى التطرق إليها ولها علاقة بموضوع «سوريا الصغرى» خصوصاً مسألة تضمين «راديو رو» في المتحف.
و«راديو رو» هو منطقة مستودعات في الجزء الغربي من مانهاتن.
وأضافت آن دينابولي وهي عضو جمعية «أصدقاء الشطر الغربي» العاملة على حفظ تراث وتاريخ المنطقة. قائلة: «إذا ذكرت منطقة «راديو رو» عليك أن تذكر كل المنطقة».
ويذكر أن الغالبية من سكان «سوريا الصغرى» كانت من المهاجرين اللبنانيين والسوريين، جلهم من المسيحيين مع بعض الأفراد من المسلمين. وذكر التاريخ أن المنطقة شهدت أول مطابع عربية.
وفي رسالة إلى مدير المتحف اليس غريتولد ورئيس المتحف جودانيالز قال مسؤول في اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز “إن غياب «سوريا الصغرى» عن المعرض قد ينظر إليه على أنه عنصري السبب».
ومنذ هجمات أيلول ازدادت وتيرة جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين الأميركيين بالإضافة إلى حملات تشويه وتهميش لهم.
والعديد من الخبراء يقولون إنه من الأهمية بمكان للعرب الأميركيين المستهدفين بالتمييز العنصري أن يعرفوا أن موقع «سوريا الصغرى» هو جزء من تراثهم أيضاُ.
العضو الآخر في جمعية “أصدقاء الشطر الغربي استر ريغيلسون عبرت عن إحباطها من عدم ذكر التاريخ المفقود للمنطقة وأردفت «إن المنطقة كانت موطناُ للعديد من الجماعات العرقية إضافة إلى العرب الأميركيين ومن المهم والضروري الإبقاء على تراثهم جميعا أيضاً».
Leave a Reply