الفنانة دارين حمزة، واحدة من الفنانات اللبنانيات اللواتي تسلقن سلم النجومية بسرعة، وتنوعت أدوارها لتصبح فنانة شاملة في غضون سنوات، فأدوارها التي اتسمت بالجرأة حيناً والبنت المحافظة المقاومة من جنوب لبنان حيناً آخر متنوعة ومتناقضه .
فقدأجادت الأدوار لدرجة التماهي وأقنعت الجمهور في أدائها كما في مسلسل «الغالبون» حيث جسدت دور المرأة البتول مروراً بأدوار عديدة في مسلسلات سورية ومصرية وإيرانية لتصل إلى المقلب الآخر في دور «زها» المرأة المدنية المتحررة الخائنة لزوجها في فيلم أوتيل بيروت، إضافة إلى دورها كامرأة ضحية للعنف المنزلي في فيلم بيترويت الذي عرض يوم الخميس الماضي في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن الأميركية والذي أخرجه المخرج المبدع عادل سرحان وشاركها البطولة الفنان حسن فرحات.
عن هذا التناقض والتباين في أدوارها قالت الفنانة دارين حمزة «لصدى الوطن»:
أنا كممثلة قمت بتقدمة أدوار مختلفة، مثلث شولا كوهين، وفي «الغالبون» مثلث دور بتول «المرأة القديسة»، وفي فيلم «اوتيل بيروت» المرأة الخائنة المتحررة من كل القيود وفيلم «بيترويت» المرأة المظلومة التي تضرب كل يوم.
أنا لا أتبنى مواقف الشخصيات التي أمثلها، أطرح قصصاً من المجتمع من خلال أدواري لإيصال الأفكار التي لا أتبناها في حياتي الخاصة.
والتناقض في الأدوار يزيد من مهنيتي، ومن المفترض أن لا تعمل الفنانة باتجاه واحد.
دارين جمزة |
الفن فـي لبنان
شاركت دارين في العديد من الأعمال اللبنانية مثل طالبين القرب وحكاية عايدة، شيء من القوم وغزل البنات. وعن الفن في لبنان تقول:
لبنان بلد صغير نسبياً، وفيه انتاج فني ثر من مسلسلات درامية واجتماعية مختلفة وكذلك أفلام، وهناك تطور كبير في الإنتاج الفني وقدرات ابداعية في التمثيل والاخراج.
وعن منع فيلم «بيروت هوتيل» قالت: لم يمنع الفيلم في بيروت وإنما طلب من المخرجة دانيال اربيد حذف مشاهد عديدة منه تتناول قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق في حين أشيع أن الفيلم منع بسبب مشاهد حميمة. لقد مثلت فيه دوراً جريئاً وكان ذلك تحدياً لنفسي، لم ألعبه من قبل. والحقيقة ان اصرار المخرجة على عدم حذف المشاهد التي تخص الاغتيال هو السبب في المنع.
ومع ذلك تم عرض الفيلم في مهرجان دبي ولم يعرض في بلد الحريات الثقافية لبنان.
-المنع-
تقول الفنانة دارين: أنا ضد الرقابة بشكل عام والرقابه تعيق الفن من التقدم والتطور وهناك رأي «لفولتير» يقول «أنا لا أوافقك الرأي، لكني أدافع عن حقك في الكلام».
وعن المشاهد اللبناني قالت:
المشاهد اللبناني مثقف، لكن بشكل عام العرب لديهم انفصام في شخصياتهم، وغير متصالحين مع أنفسهم، السينما مرآة للمجتمع، نحن لم نأت لنتحدث عن كائن فضائي، نقول الواقع ونجسده، فالمجتمع ليس كله خير وليس كله شر، ولا يوجد مجتمع خالٍ من الثغرات.
– مع فيروز-
تقول دارين: العمل مع الفنانة الكبيرة فيروز كان «كادو» بالنسبة لي فقد عملت معها عام (٢٠٠٦) في مهرجان بعلبك، وقد اختارني زياد للعمل إلى جانب الفنانة العظيمة في المسرحية الأخيرة صح النوم.
-السينما الايرانية-
مثلت دارين حمزة في عدد من الأفلام الايرانية كان آخرها دور البطولات في فيلم «كتاب قانون» شاركها في بطولته الممثل بارفيس باراستوي، عن تجربتها في السينما الإيرانية قالت:
السينما الإيرانية موجودة على خارطة السينما العالمية، وهي هامة جداً ولقد حذرني بعضهم من العمل في السينما الإيرانية، لكن العمل فيها منحني شهرة حقيقية خصوصاً أنه أدخل على موقع IMBD المتخصص بتوثيق الأفلام.
– الفن والأزمات السياسية –
سوريا ولبنان ومصر، بلدان تعاني من أزمات سياسية خانقة أثرت على الأداء الفني عن ذلك تقول: إن تأثير الأزمات على الفن اقتصادياً وأمنياً تأثير سلبي، ومع ذلك فإن الأزمات تخلق أفكاراً جديدة تنعكس ايجاباً على الفن متمنية أن تنتهي هذه البلدان من أزماتها ويعود لها الأمن والاستقرار.
حضرت دارين إلى مدينة ديربورن الأميركية لحضور افتتاح فيلم بيترويت وعنه قالت:
اتصل بي المخرج عادل سرحان وعرض علي فكرة الفيلم، وتحمست للموضوع وقد وجدت في الفكرة رسالة انسانية عن العنف المنزلي وقضية المرأة وحقوقها، يمكن إيصالها إلى المجتمع.
وتتابع :وبعد عرضه في بيروت راسلتني كثير من النساء على «الفيس بوك» وشرحن معاناتهن وطلبن المساعدة، وهذا يعني أن الرسالة التي نود إيصالها إلى المجتمع قد وصلت وتحقق هدفنا.
الفيلم عرض لأول مرة في ديربورن يوم الخميس الماضي بحضور العديد من الفعاليات من أبناء الجالية ومخرج الفيلم وبطلته.
من يقابل الفنانة دارين حمزة يلمس فيه الجمال الأخاذ والثقافة والذكاء وسرعة البديهة وإلمامها الكامل بعملها الفني فالفنانة التي درست المسرح في الجامعة اللبنانية وحصلت فيها على شهادة الدبلوم تابعت دراستها في بريطانيا وحصلت على الماجستير في الإخراج والتمثيل وبالإضافة إلى «وورك شوب» في جامعة كولومبيا المرموقة في نيويورك.
وبالرغم من مشاركتها في العديد من المسلسلات والمسرحيات فهي تعشق السينما من خلال الشاشة الكبيرة قادرة على إيصال أفكارها بشكل أفضل وطموحها إلى السينما العالمية مشروع.
Leave a Reply