ديربورن هايتس – في محاولة لبناء جسور المحبة والتآخي بين أبناء المذاهب الاسلامية في هذه المنطقة الواسعة وفي اجواء تصاعدت فيها نبرة الخطاب المذهبي في العالمين العربي والاسلامي والذي ارخى بظلاله الثقيلة على المسلمين في الخارج ، دعا تجمع المسلمين في أميركا الى اجتماع نظمه مجلس أئمة المساجد في منطقة ديترويت الكبرى وأقيم في دار الحكمة الاسلامي في مدينة ديربورن هايتس بولاية ميشيغن، يوم 29 حزيران (يونيو) الماضي.
رجال دين وأئمة مساجد من المذهبين الشيعي والسني في صورة تذكارية بعد إجتماعهم في دار الحكمة الإسلامية في ديربورن هايتس. »عدسة دار الحكمة الإسلامية» |
وجاء هذاالاجتماع الذي ضم علماء دين وأئمة من المذهبين السني والشيعي تأكيدا على الأخوة والتعاون بين كافة المؤسسات والمنظمات وعلى القواسم المشتركة بين المذاهب كافة.
وقد أصدر المجتمعون بيانا موحداً أكدوا فيه على العمل من اجل تعزيز الوحدة والتضامن والتنسيق بين مكونات المسلمين في هذه البلاد, كما في البلدان الأم، والابتعاد عن التحريض المذهبي والتركيز على نقاط الإلتقاء فيما بينهم .
وكان أحد أهداف الندوة هو مساعدة كل من الطائفتين السنية والشيعية على تحقيق تعاون أوثق ووضع خطوات ملموسة، لتأكيد رفضهم للطائفية ومقاومة تأثيراتها السلبية على المجتمع..
وقد حددت الأطراف المشاركة في الإجتماع مجموعة من الخطوات لبناء علاقة تعاون حقيقي، ومتابعة تنفيذ النقاط التي اتفق عليها، بما في ذلك إنشاء مجموعة عمل تكون مهمتها رعاية هذا المسار وتغذية وتمتين الأواصر ونقاط الإلتقاء.
وقد تكاتفت جهود المشاركين في الإجتماع من أعضاء مجلس مسلمي أئمة الشيعة والسنة، الذين يمثلون مختلف المساجد في جميع أنحاء مقاطعات «تري كونتي» بميشيغن إلى جانب ستين من قادة المجتمع الاسلامي الذين تعهدوا بالعمل على وقاية المجتمعات الأميركية المسلمة من التأثيرات السلبية للطائفية التي ابتلي بها الشرق الأوسط، وأكّدوا على أهمية القيم الأميركية والإسلامية للتسامح الديني.
وقال الإمام مصطفى الترك من المنظمة الإسلامية لأميركا الشمالية و هو سني مشارك في رئاسة المجلس:: «تحدث المشاركون ببلاغة وأكد الجميع على أهمية الحوار بين الأئمة السنة والشيعة وكذلك بين قادة المجتمع خاصة في ظل التحديات التي تواجه المسلمين، وأثنوا على نضج مسلمي المجتمع الأميركي في التعامل مع القضايا التي تواجههم».
وأكد الإمام محمد علي إلهي من دار الحكمة الإسلامي وأحد المشاركين الشيعة في رئاسة الإجتماع وهو كذلك عضو في مجلس الائمة المسلمين بميشيغن «على أهمية عقلية الإعتدال ودورها في الوقوف مع الحقيقة والعدالة، دون النظر الى الانتماءات الدينية والمذهبية»
مضيفا «إن سفك الدماء ووحشية الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، من العراق إلى سوريا ولبنان وباكستان وأفغانستان ومصر وكذلك عقلية التطرف والإرهاب ليس لها أية علاقة بالتعاليم الحقيقية السمحة للإسلام و قال إلهي: إن ما يحصل الآن من تقاتل يدخل ضمن الصراعات من أجل الهيمنة السياسية.
وقال داود زوينك المدير التنفيذي لمجلس مسلمي ميشيغن: كنا في أمسّ الحاجة لهذا الإجماع، وسيكون لتنفيذ هذه الأفكار والمقترحات التي عرضت دورا كبيرا في مساعدة الشيعة والسنة على زرع قيم التسامح بين الأجيال المقبلة.
ويقيم مجلس أئمة مسلمي و قادة مجتمع المسلمين في ميشيغن إجتماعات دورية ومنتظمة لتعزيز التواصل داخل المجتمعات الاميركية المسلمة والمتنوعة كما يتواصلون كذلك مع بقية المجتمعات الاميركية من مختلف الأديان الأخرى من خلال بناء علاقات وتحالفات سعيا لتحقيق التكامل بين المجتمعات من أجل بث روح السلام والتحابب داخل الاحياء السكنية المتنوعة المذاهب والاديان.
وقد وضع مجلس أئمة مسلمي و قادة مجتمع المسلمين بميشيغن (سي أيْ أُو أمْ سابقا) ميثاق شرف سنة 2007 من أجل محاربة الإنقسامات الطائفية.
وقد اتفق ائمة وقادة جميع الطوائف المسلمة الكبرى في ولاية ميشيغن على احترام تقاليد بعضهم بعضا والحفاظ على تقاليد الحوار فيما بينهم.
Leave a Reply