تجمع حوالي ال٣٥٠ من أبناء الجالية المصرية بمشاركة بعض من الجالية العربية الأميركية مساء السبت ٦ تموز (يوليو) الجاري أمام مبنى بلدية ديربورن للتعبير عن غضبهم حيال «الإنقلاب العسكري» على شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي، رافعين يافطات مكتوب عليها: «نرفض الإنقلاب العسكري».. «من رئيسك يا سيسي نحن رئيسنا مرسي»، «من عطل الديمقراطية في مصر»، كما هتف المتظاهرون: «الجيش المصري بتاعنا السيسي خانا وباعنا»و «قالوا عنها ديمقراطية حولوها ألعاب سحرية».
المتظاهرين أمام مبنى بلدية ديربورن (عدسة عماد محمد |
وقد تمحورت الخطابات خلال الإعتصام على خطباء المساجد وممثلي الجالية.
فتحدث الناشط أحمد غانم بكلمة إستهلها بمقارنة بين وقفة المعتصمين اليوم أمام بلدية ديربورن ووقفة المصريين في مصر حيث تمطر عليهم السماء رصاصاً ودماً بدلاً من الماء إذ قال :أنتم تقفون اليوم هنا والسماء تمطر عليكم ماء فتذكروا إخواناً لكم في مصر ولكن السماء لاتمطر عليهم ماء بل رصاصاً وناراً و تابع قائلاً: «مئات الآلاف بل ملايين من الشباب المصريين يقفون لمواجهة أعظم قوة عسكرية توجه رصاصها وبنادقها لأبناء جلدتها». وأكد غانم أنه لن يموت حق وراءَه مطالب، وأضاف أنه سواء عاد مرسي للحكم أو لم يعد فسيشهد التاريخ أن هناك ملايين من الشباب وقفت لتقول للطغاة :لا، و لا لحكم العسكر.
و أنار غانم مسألة الحرية وإحترام حرية الرأي والتعبير بقوله: عندما هاجرنا من الشرق إلى أقصى الغرب كنا فرحين بالقيم الأميركية التي تكفل الحياة الحضارية وتكفل الحرية للإنسان» وسأل غانم الحاضرين: من منا فخور بأنه مواطن أميركي؟ ومن منا فخور بأنه يعيش في دولة تحترم حقوق الإنسان؟ وتمنى غانم ان تتوفر تلك القيم في بلده مصر بدلاً من إنتزاع الشرعية من الرئيس المنتخب ديمقراطياً وأن تحفظ كرامة الشعب المصري وحرية الرأي والتعبير في مصر بدلاً من إغلاق العديد من القنوات التلفزيونية المؤيدة للرئيس مرسي بعيد الإنقلاب العسكري.
على هامش الإعتصام التقت «صدى الوطن» مع بعض المشاركين في المظاهرة منهم علي محمد أبو ليلى (مصري) حيث قال:«مظاهرة اليوم هدفها واضح جداً وهوالتعاطف مع مبدأ الديمقراطية التي ضحى شباب مصر من أجلها، فنحن لانريد أن نعود مرة أخرى إلى حكم العسكر وإلى الأحكام العرفية وإلى قوانين الطوارئ، سبق وضحينا بأفضل الشباب لكي يستطيع الشعب المصري أن يحكم نفسه عبر صناديق الإقتراع , وإختيار قادته و صياغة دستور يحقق مطالب شباب هذه الثورة ,ولكن ماحدث لا يمكن تسميته سوى بأنه إنقلاب عسكري يذكرنا بما حدث سنة ١٩٥٢.
حول الإنقسام السياسي الحاصل في مصر أجاب أبوليلى: «ليكن هناك إنقسام سياسي، فهذا يحدث في كل بلدان العالم، هنا في أميركا مثلاً، فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما بنسبة ٥١ بالمئة وكانت شعبيته أقل من ٥٠ بالمئة».
كما أكد أبوليلى أنه ضد إعادة الإنتخابات لسبب بسيط هو أن الشعب المصري سبق له أن إختار دستوره الذي ينص على حكم الرئيس لمدة ٤ سنوات ومن هنا سلبت الشرعية بخطف ٣ سنوات متبقية من حكم الرئيس المنتخب بالإنقلاب العسكري، و تابع :«الوضع صعب ومرتبك وأتمنى أن لا نرى عنفاً ودماء وأن لا نرى البلطجية المستأجرين من الشرطة الخائنة تضرب الشباب الثائرين والمعتصمين سلمياً بدم بارد وأتمنى من العقلاء من الطرفين أن يجتمعوا ويتفقوا على حل يرضي طموحات المصريين.
محمد عطية (مصري) تحدث قائلاً :«الهدف من تجمعنا اليوم هنا هو إيصال صوت المصريين في أميركا لتأييد العملية الديمقراطية وإحترام الدستور ورفض الإنقلاب العسكري وكذلك دعم وتشجيع الناس الموجودين في مصر، إن المظاهرة اليوم تطالب الإدارة الأميركية بتسمية ما حصل في مصر بالإنقلاب العسكري» .
يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يسم عزل الرئيس المصري من قبل الجيش إنقلاباً عسكرياً. والقانون الأميركي لا يسمح للحكومة الأميركية بتقديم الدعم المادي لأنظمة تتسلم حكم أي بلد بإنقلاب عسكري، كما أن الولايات المتحدة الأميركية تقدم ١،٦ مليار دولار سنوياً لمصر.
و عن خروج بعض المصريين إلى الشارع للمطالبة برحيل مرسي قال : «الذي حصل تدبير من الجيش وبقايا النظام القديم ,كما أنه كان تحت ضغط أزمات معيشية كثيرة , مثل أزمة الغاز والكهرباء لقد نزل المصريون إلى الشارع بأعداد كبيرة وقام الجيش بوقت قصير جداً بتنفيذ الإنقلاب العسكري» وأضاف عطية : «طبعاً هناك أخطاء إرتكبها مرسي مثل عدم سيطرته على جهاز الشرطة، وفشله بالتقارب مع معارضيه لكن رغم كل ذلك من حق الرئيس مرسي المنتخب بالطرق الديمقراطية أن يستكمل فترة حكمه الكاملة، و بعدذلك يخرجه الناس بصناديق الإقتراع».
رب صدفة خير من ألف ميعاد
جمعتنا الصدفة بالشاب المصري محمود سعد الله الذي كان يقف بجانب المعتصمين ليس بهدف المشاركة بالتظاهرة بل كان يبحث عن صديقه بين المتظاهرين ليعودو معاً إلى مدينة كليفلاند، لم يكن محمود من مناصري مرسي أو حتى من الرافضين للإنقلاب بل كان من الداعمين لهذا الإنقلاب حيث قال :«ليس هناك إنقلاب يخرج فيه ٣٣ مليون شخص على مستوى مصر في كل المحافظات مطالبين برحيل رئيس بلدهم، ماذا يريدون أكثر من أن يثور نصف الشعب على الرئيس لتعتبر ثورة، بينما يحدثنا الإخوان عن مظاهرة مؤيدة بالملايين فلا أعتقد أن ميدان رابعة العدوية يتسع لأكثر من ٣٠٠ ألف شخص» وتابع سعد الله قائلاً عن عهد مرسي: «مرسي لم يفعل أي شيء لشعبه كان عبارة عن واجهة لجماعة يلبي لها كل ماتريد، بعد الثورة الثانية التي تسقط رئيس البلاد في مصر من خلال الشارع أصبح هناك رهبة للشعب أمام أي رئيس جديد يأتي ليحكم البلاد حيث بإمكان الشعب تكرار ماحصل في السابق في أي وقت». وبالمقارنة بين الرئيسين مرسي ومبارك أضاف سعد الله: «لا يمكن المقارنة بين واحد أسقطته الثورة بعد ٣٠ سنة من الحكم وواحد أسقطته الثورة بعد عام، فلا يمكن المقارنة بين مبارك الذي كان زعيماً ومحارباً في (أكتوبر) ومرسي لم يُضيف شيئاً للبلد».
Leave a Reply