ديربورن – استأنف محامو اعضاء جماعة «المؤمنون بالإنجيل» المتطرفة والذين كانوا أهانوا الإسلام في المهرجان العربي الدولي في ديربورن السنة الماضية، القضية التي ادعوا فيها انتهاك حقوقهم الدستورية في التعبير عن الرأي وحرية الإعتقاد الديني، وهي القضية التي رفضها قاضي المحكمة الفدرالية الأميركية في ديترويت باتريك دغان في 14 أيار (مايو) الماضي.
وجاء في تبرير القاضي دغان برفض الدعوى «إن السلامة العامة تتقدم في أهميتها على الحقوق الدستورية لاعضاء الجماعة، خاصة وإنهم تعرضوا للرشق بالزجاجات الفارغة من زوار المهرجان الغاضبين» بعد أن تم إستفزازهم من قبل اعضاء المجموعة المتطرفة الذين رفعوا رسومات وشعارات مهينة للدين الإسلامي ورموزه.
وأصدر مكتب المحاماة ومقره أنآربر بيانا صحفيا وصف فيه قرار القاضي دغان «بأنه صفحٌ عن الإرهابيين في المهرجان، يعني بالمقارنة غفرانه للإرهابيين الذين هاجموا السفارة الأميركية في بنغازي (ليبيا) في 11 أيلول (سبتمبر) 2012» وهو الهجوم الذي راح ضحيته السفير الأميركي هناك كريستوفر ستيفنز واثنين من الأميركيين العاملين في السفارة.
وقال البيان «لم يكن أحد مهدداً بالموت في المهرجان ولم تحدث أية اعتقالات، بل على العكس هوجم أعضاء «المؤمنون بالإنجيل» بعنف من جماهير حاشدة من المسلمين». وقال مؤسس وكبير المحامين في المكتب روبرت موس «ان قرار المحكمة الجزائية الفدرالية في ديترويت غير مسبوق ويعتبر صفعة قوية في وجه البند الأول من الدستور الأميركي»، مؤكدا «أن ذلك الحكم هو في الحقيقة بمثابة مكافأة وتشجيع للعنف واعتباره وسيلة قانونية للرد على أي خطابات غير مقبولة من أطراف أخرى، وهذا من شأنه تعطيل الحماية الدستورية التي ناضل أجدادنا من أجلها».
من جانبه قال ديفيد ياروشالمي من كبار المحامين في المكتب «إن قرار دغان يقوي شوكة المسلمين في أميركا ويدعوهم لممارسة العنف لإسكات الصوت المسيحي».
في المقابل قال المحامي نبيه عياد الذي تطوع للدفاع عن عناصر شريف مقاطعة واين، عقب صدور قرار دغان بإلغاء الدعوى إن حقوق اعضاء «المؤمنون بالإنجيل» لم تتعرض للإنتهاك لأنهم اغضبوا الأطفال في المهرجان في 2011 و 2012 حيث لم تكن مهمة عناصر الشريف والقوى الأمنية مقتصرة على حماية اعضاء الجماعة، بل توفير السلامة للجميع.
والاعضاء الثلاثة هم روبين شافيز المعروف بإسم «روبين اسرائيل»، وآرثر فيشر، وجوشوا سانتوس، رفعوا الدعوى القضائية ضد شريف مقاطعة واين، بيني نابليون واثنين من قيادات شرطة الشريف وهما مايك جعفر ودينيس ريتشاردسون. وكان هؤلاء الثلاثة ارتدوا فانيلات كتب عليها شعارات معادية للإسلام ورفعوا يافطات عليها رسائل مثل: «المسيح وحده يخلصكم من الآثام ومن الجحيم، آمنوا بعيسى الرب وكفروا عما ارتكبتموه من ذنوب، تحولوا إلى المسيحية لتخلصوا أنفسكم من الجحيم، المسيح هو الوسيلة والحق والحياة وسواه لصوص وقطاع طرق، الاسلام دين يدعو لسفك الدماء، والنبي محمد كاذب، نبي مزور، قاتل ولوطي».
وقام أحد الاعضاء برفع رأس خنزير على سارية خلال المهرجان في محاولة لإهانة المسلمين واستفزازهم، وكانت قد إلتقطت مقاطع فيديو ظهر فيها هؤلاء وهم يدخلون المهرجان، وكان إسرائيل يحمل مكبراً للصوت ويقول: «نبيكم محمد خنزير قذر، نبيكم تزوج طفلة عمرها 7 سنوات، نبيكم محمد علمكم أن لا تؤمنوا بأن يسوع هو المسيح المخلص».
حينها أخذ الأطفال بالتجمع واستشاطوا غضبا وهم يسمعون إسرائيل يكيل للنبي محمد الشتائم، وبدأوا يرشقون هؤلاء بكل ما وقعت عليه ايديهم من زجاجات فارغة و اشياء اخرى، في هذا الوقت تدخل أفراد من شرطة الشريف المكلفين بحفظ الأمن في المهرجان لتهدئة الموقف، ومن ثم غادر ثلاثتهم بعد مضي 90 دقيقة بأمر من ريتشاردسون، الذي قال لهم إذا لم تغادروا الآن سيتم القبض عليكم بتهمة إشاعة الفوضى والعنف.
تجدر الاشارة الى ان غرفة التجارة العربية الاميركية في ديربورن وهي الجهة المنظمة للمهرجان العربي الدولي كانت قد الغت فعاليات المهرجان لهذا العام، و ذلك في اعقاب صدور قرار من البلدية بنقل تلك الفعاليات من شارع وورن الى منطقة مغلقة في احد المنتزهات في شرق ديربورن، ولعل السبب وراء هذا القرار ما اشاعه اعضاء جماعات مسيحية متطرفة من فوضى في المهرجان في السنوات الاخيرة وما تبع ذلك من دعاوى قضائية كبدت البلدية خسائر فادحة بحيث دفعت أكثر من 300 الف دولار في تسويات قضائية مرفقة بإعتذار علني على صفحة البلدية الرسمية والرئيسية على شبكة الانترنت.
Leave a Reply