الوضع السوري مازال بين مد وجزر، الجيش يتقدم باضطراد في معظم المحافظات محققا نتائج عسكرية هامة على الأرض، في الوقت الذي ازدادت فيه الأعمال الإرهابية وانفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون على المدنيين التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم اطفال. فيما انقلبت الجماعات المسلحة على بعضها وباتت تتقاتل فيما بينها تحت رايات مختلفة تكفر احداهما الأخرى مايمنحها (الشرعية) لكي تقضي على منافستها التي كانت حليفة إلى وقت قريب جدا ، وتجلى ذلك في قتل مسلحي جبهة النصرة لأحد قياديي ما يسمى (بالجيش الحر) وطرد مقاتليه من بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها عدا عن الممارسات والفتاوى التي يصدرها أمراء التكفيريين بحق السكان وآخرها كان في مدينة حارم الأمر الذي رفضه السكان واعتبروه اعتداء سافراً على أخلاقهم وشرفهم وحملوا السلاح لمواجهة من كان الى وقت قريب مثالا للبطولة والشرف.
وليس بعيدا عن الصراع بين (النصرة والحر) فقد قام مسلحون أكرادبطرد مسلحي (النصرة) من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا (اقصى الشمال السوري) في معركة قتل فيها العشرات بالإضافة إلى مواطنين تركيين قتلا (أحدهما طفل) جراء الرصاص الطائش.
سياسيا لازالت روسيا تأمل بانعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا في أيلول المقبل وأيدها رئيس الاتحاد الأوربي فيما عبر وزير الخارجية الأميركي عن اعتقاده بأن الحل الوحيد للأزمة في سوريا سياسي.
الى ذلك اختلفت مواقف بريطانيا من مشجع على تسليح المعارضة إلى رافض لها بينما راوح الموقف الأميركي بين مؤيد ومعارض ،فتارة يطلب أوباما تسليح (المعارضة السورية)فيجابهه الكونغرس وتارة يصرح رئيس الأركان الأميركي بأن لا خططا للتدخل العسكري بسبب تخفيض الإنفاق العسكري وعدم تكرار التجربة الأميركية في العراق.
اقتصادياً يتجه الاقتصاد السوري إلى الإنفراج النسبي بعد هبوط سعر صرف الدولار من 320 ليرة بداية الأسبوع الماضي إلى 185 ليرة في نهاية الاسبوع يوم الخميس الماضي، ووصول شاحنات سورية محملة بالأغذية إلى عاصمة الشوال حلب بعد أن منع المسلحون وصول أية أغذية الى المدينة لفترة تقارب الاسبوعين.
اغتيال جمو
اثارت حادثة مقتل الناشط السوري محمد ضرار جمو الذي قتل في لبنان مساء الثلاثاء الماضي (بتوقيت اميركا) العديد من ردود الأفعال على الصعد كافة واتضح بعد ذلك ان الحادثة فعل جرمي حسب مصادر وسائل الإعلام اللبنانية التي نقلت ذلك عن مصادر عسكرية وأكدت معلومات أن زوجة السياسي محمد ضرار جمو هي من حرضت على قتله ومنفذا الجريمة هما شقيقها بديع يونس وعلي ابن شقيقته.
وفي وقت لاحق، اعلنت قيادة الجيش انها توصلت الى تحديد هوية الفاعلين وتوقيفهم وضبط السلاح المستخدم في الجريمة وقد تبين من التحقيق الأولي ان لا دوافع سياسية وراء الحادث، مشيرة إلى أنها تستمر في تحرياتها لكشف كافة الملابسات المتعلقة بالموضوع.
وكان الإعلامي والباحث السوري محمد ضرار جمو الذي اغتيل في منزله في الصرفند (فجريوم الأربعاء بتوقيت بيروت) قد عاد للقاء اخير مع زوجته سهام وابنته فاطمة.
وعاد جمو محمولا بنعش لف بالعلم السوري لتستقبله العائلة والمدينة على الأكف.
واقيمت جنازة رمزية لجمو شارك فيها فضلا عن آل يونس عائلة زوجة الفقيد, ممثلون عن حركة أمل وحزب الله وحزب البعث العربي الإشتراكي اضافة الى وفد رسمي من السفارة السورية في بيروت أتى لتسلم جثمان الفقيد.
ونقل جثمان جمو بسيارة اسعاف تابعة للصليب الأحمر باتجاه المصنع ترافقها سيارة للسفارة السورية استعدادا لتشييع رسمي في اللاذقية حيث يوارى في الثرى.
مقتل 5000 شخص شهريا
أفادت تقديرات للأمم المتحدة بأن أعمال العنف التي تشهدها سوريا تسفر عن مقتل حوالي 5000 شخص شهريا
وقال إيفان سيمونوفيتش، الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان: أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هي القاعدة في سوريا اليوم ،وأشار إلى أن معدلات القتل المرتفعة…تظهر إلى أي مدى تفاقم الصراع.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن حوالي 1.8 مليون لاجئ سوري نزحوا منذ بداية عام 2013، بمعدل ستة آلاف شخص يوميا.
وأضاف: لم نشهد مثل هذا التدفق من اللاجئين منذ أعمال الإبادة الجماعية في رواندا قبل حوالي 20 عاما.”
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إن حوالي 6.8 مليون سوري على الأقل في حاجة إلى مساعدات إنسانية ملحة، واتهمت الحكومة والمعارضة بعدم الوفاء بالتزامهم تجاه حماية المدنيين.
وأوضحت أن هذه أزمة إقليمية وليست في سوريا وحدها وتتطلب جهوداً شاملة ودائمة من المجتمع الدولي.
ودعا المسؤولون الأمميون مجلس الأمن لاتخاذ إجراء أقوى للتعامل مع تداعيات الصراع المستمر منذ أكثر من عامين وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 100 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية
عبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاربعاءالماضي عن اعتقاده بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.
وقال كيري ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان وأضاف :إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات كبيرة جدا للمعارضة السورية ، مشيرا إلى حصول المعارضة على دعم عسكري كبير من دول أخرى، وقال إنها ستستمر في تلقي هذا الدعم.
وصرح رئيس الإتحاد الأوروبي (يرمان فان رومبوي) وأن الإتحاد يعتبر أنه لا إمكانية لتسوية الأزمة السورية بالسبل العسكرية ويؤيد المبادرة الروسية-الأميركية لعقد مؤتمر جنيف2 حول سوريا.
وأشار رومبوي خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس الماضي عقب انتهاء قمة جمهورية جنوب افريقيا-الاتحاد الأوروبي أنه :لا يمكن أن يكون في سورية حل عسكري، بل دبلوماسي فقط ونحن نؤيد الدعوة الأميركية-الروسية المشتركة لإجراء مؤتمر حول سوريا في جنيف.
في موسكو قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تعول على عقد المؤتمر الدولي الخاص بسوريا (جنيف 2) في أيلول (سبتمبر) القادم. و في تصريح لوكالة انترفاكس قال: إن الحديث يدور حاليا حول عقد المؤتمر في سبتمبر قبل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن نأمل في تحقيق هذا الهدف.
ويريد القائمون على تنظيم هذا المؤتمر(جنيف) أن يشارك فيه ممثلو الحكومة السورية ومعارضوها على حد سواء.
بريطانيا ترفض تسليح المعارضة
قالت مصادر مقربة من الحكومة البريطانية إن بريطانيا تخلت عن خطط تسليح المعارضة السورية التي تحارب للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وباتت تعتقد أن الأسد قد يبقى في منصبه لسنوات..
وأضافت في تصريح لـ(رويتر) من الواضح أن بريطانيا لن تسلح المعارضة على أي حال أو بأي شكل أو صيغة مشيرا إلى إجراء برلماني اتخذ الأسبوع الماضي يحث على إجراء مشاورات مسبقة مع النواب.
ويبدو أن السبب وراء هذا التحول هو الرأي العام المعادي إلى حد كبير والمخاوف من وصول أي أسلحة يتم تقديمها الى أيدي الإسلاميين.
وأضاف المصدر أن بريطانيا ستقوم بتدريبهم (المعارضة) وتقدم لهم مشورة تكتيكية وتزودهم بالمعلومات وتعلمهم القيادة والسيطرة. لكن الرأي العام -شئنا أم أبينا- يعارض التدخل.
يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هو الذي قاد في وقت سابق من العام مهمة دفع الاتحاد الأوروبي لإسقاط حظر مفروض على توريد الأسلحة لسوريا.
وقال أحد المصادر :التقييم الغربي تغيروكنا نعتقد أن الأسد لا يستطيع البقاء إلا لأشهر قليلة. الآن نعتقد أنه يستطيع البقاء لبضع سنوات
و قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي : أن التحديات التي تواجه بلاده عالمياً تتطلب تخفيض الإنفاق العسكري والإنكفاء بعد الانسحاب من أفغانستان، ما يعني نفي احتمال التدخل في سورية.
الوضع الميداني
تطوراتٌ أمنيةٌ وميدانيةٌ متسارعة سجلت الاسبوع الماضي في سوريا، توزعت بين جبهة الجولان المحتل ونجاح قوىً كرديةٍ بطرد جبهة النصرة من رأس العين قرب الحدود مع تركيا وقالت قوات الاحتلال في الجولان إنها رفعت حالت التأهب في صفوف جنودها إلى الدرجة القصوى بعد إطلاق نارٍ تعرضت له إحدى دورياتها..التوتر على جبهة الجولان لم يعد مفاجئاً أو استثنائياً وخصوصاً أن مجموعاتٍ مسلحةً تسللت إلى قرى في القسم المحرر من الجولان ما يؤدي إلى وقوع اشتباكاتٍ بين الحين والآخر مع الجيش السوري.لم تعلن سوريا أي موقف، كذلك لم يتطرق إعلامها إلى هذا الحادث..
في الشمال تمكن المقاتلون الأكراد من السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا بعد اشتباكات عنيفة بدأت الثلاثاء وقتل فيها أحد عشر مقاتلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب الكردية نجحت في طرد مقاتلي جبهة النصرة من المدينة الواقعة في محافظة الحسكة شمال سوريا
مصادر أمنية تركية قالت إن رجلاً تركيا قتل وأصيب فتى في بلدة جيلان بينار التركية الحدودية جراء أعيرة طائشة مصدرها الإشتباكات في راس العين السورية المتاخمة
مصادر دبلوماسية تتحدث عن توّقع تسليم المقاتلين مدينة حمص للجيش النظامي
قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إنه من المتوّقع أن تسقط وفي غضون أيام، آخر المناطق المسيطر عليها في حمص من قبل (المعارضة السورية)
فبحسب مصادر دبلوماسية وأخرى في (المعارضة)، قررّت المجموعات المقاتلة في ثالث أكبر مدينة سورية تسليمها للجيش النظامي
وتقول الصحيفة: إن هذه الخطوة “تمثل خسارة قوات المعارضة لحمص فيما تمثل نصراً استراتيجياً ودعائياً للنظام السوري، وهي ستعزز سيطرته على الطريق التي تربط دمشق بساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتوضح «التايمز»: أنّ الخبر أكده أيضاً للصحيفة دبلوماسي أوروبي على اتصال بالنظام السوري والمعارضة على حدّ سواء.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: إن فقدان الإرتباط مع لبنان، يمثّل بالنسبة إلى المتمردين ضربة أكثر خطورة من سقوط حمص. وإستيلاء النظام و«حزب الله” على منطقة يبرود، يعني أن خسارة طرق إمدادات السلاح ستكون فادحة جدا.
انفجارات وعبوات ناسفة وقذائف على المدنيين
في دمشق بلغت الحصيلة غير النهائية لضحايا تفجيرات السيارات المفخخة في بلدتي كناكر والكسوة بريف دمشق وحمص عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء واطفال وشيوخ.
ووقعت الانفجارات، في مناطق سكنية وهي شبيهة بالانفجارات التي حصلت في الآونة الأخيرة.
وكان التلفزيون السوري قد افاد في وقت سابق بسقوط عدد من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، في دمشق وحمص جراء سقوط قذائف هاون وانفجار عبوات ناسفة
من جهة أخرى قضت وحدات من الجيش السوري النظامي على أعداد من الإرهابيين معظمهم من جنسيات أردنية وسعودية وفلسطينية وليبية ودمرت لهم مشفى ميدانيا وأوكارا يستخدمونها في تخزين الأسلحة والذخيرة والعبوات الناسفة.
وأفاد المراسلون ان الوحدات العسكرية ضبطت عشرات العبوات الناسفة المصنعة من مادة السيفور شديدة الانفجار في قرى درعا وقضت على عدد من الإرهابيين الأردنيين و السعوديين والليبين.
Leave a Reply