الأمر أصبح مفضوحاً وعلى المكشوف: بهيَّة الحريري مكتئبة ومخنوقة على «شقفة» إرهابي مجرم إرتكب مجزرة بحق الجيش اللبناني في «عبرا» ووجعها قلبها على مُضلَّلي الأسير بن لادن بينما لم تلتفت إلى عوائل شهداء الجنود والضبَّاط اللبنانيين الذين فقدوا أغلى ما يملكون. قارنَتْ بهية بين اغتيال شقيقها في العام ٢٠٠٥ وبين القضاء على ظاهرة مريضة نخرَتْ عظم المدينة التي تدَّعي بهيَّة وزميلها بتاع ١١ملياردولارالمنهوبة إنَّها مدينتهما وأنَّهما يحبُّانها. لهذه الدرجة حزنتْ بهيَّة على مجرم غدَّاررغم انكشاف مخطَّطه الهادف إلى التفجيرات المذهبية واغتيال عدد من المسؤولين وزعزعة الإستقرارفأرادتْ وضع كل مستقبلها وسمعتها في سَلَّة قاطع طريق وزعيم عصابة شوهد بالصوت والصورة يدعو إلى تمزيق الجنود إرَباً إرَباً «خزّقوهن تخزيق».
الزرقاويون كلَّفوا ٤٢ محامياً للدفاع عن القتَلة الذين أطلقوا النار فأردوا ٢٠ عسكرياً شهيداً وجرحوا ما يقارب المئة. عدد محامي بن لادن صيدا فاقوا أعداد محامي المحكمة الإسرائيلية المتعلقة بأخيها. لهذه الدرجة يكتسب الأسير أهميةً لدى «العابرين إلى الدولة»”! والدليل على حبِّ هؤلاء للدولة قيام قائد «فوج إطفاء بيروت» المدعو منيرمخللاتي بسجن أحد عناصرالفوج بسبب كتابته على صفحته في «الفيسبوك» عبارات تدين إجرام بن لادن صيدا! مخللاتي، إطفائي ويسعِّر نارالفتنة؟!
لكنَّ الخطورة لا تتوقف عند دعم وتمويل وربما تسليح وإطلاق الأسيرمن طوقه فحسب، بل تكوين بيئة حاضنة للتحريض والفتنة المذهبية من أجل التعمية على إدخال العصابات التكفيرية من إرهابيي «الباعدة» و«النُكرة» إلى لبنان الذين أعلنوا الحرب على المقاومة وأهلها كما تمثَّل في متفجِّرة «بئر العبد» والكمين الموضوع في «المصنع» مستهدفاً موكباً لحزب الله وإعلان مجموعة موتورة تدعى «عبدالله عزَّام» مسوءوليتها عن هذا «الصيد الثمين ضد الرافضة وأسيادهم المجوس»!
بهيَّة، وتوأمها الروحي فؤاد السنيورة وجماعتهما من ١٤عبيد زغار، هم السبب غيرالمباشر في هذه الجرائم الماضية والآتية بسبب حربهم على آخرما تبقَّى من رموزالشرعية في الوطن الناقص. لقد قيل الكثيرسابقاً عن سيناريو يُعد ضد المقاومة عن طريق تكوين مليشيات سلفية تحاصر الضاحية الجنوبية وتشكل توازن رعبٍ مع المقاومة. هذا السيناريو غير مستبعد اليوم بنزول مجرمي طالبان «للجهاد» في سوريا وتسلُّل صوماليين إليها لذا فإضعاف الجيش والبكاء على الأسير يسهِّل هذا المخطط الإجرامي ويساهم في تسلل الإرهاب إلى مناطق المقاومة.
العصابات الارهابيَّة السورية المدعومة من الزرقاويين تريد من خلال العبث بأمن المقاومة، نيابةً عن العدو، أنْ تبعث برسائل دموية أوَّلها إلى الحكومة السورية مفادها أنَّها قادرة على أنْ تطال كل مؤيِّدي النظام أينما وُجدوا وعلى رأسهم المقاومة، فما بالك إذا كان البلد تسود فيه شريعة الغاب وتحكمه حكومة فارغة مستقيلة يرأسها حوت من الحيتان المالية ورئيس يقتصردوره على المناشدات فقط وإحصاء الخروق السورية على الحدود لكي يشتكي للأمم المتَّحدة، وبرلمان مُمدِّدٌ لنوائبه الذين يملكون كل مشاريع ومقدرات البلد، ولا واحد منهم يشتكي من الفقر؟!
الرسالة الأخطرتلك الموجَّهة للمقاومة في عقردارها من خلال الجريمة في المصنع وقبلها في الضاحية. وتبيِّن أنَّ أمن المناطق الوطنية الشعبية المناصِرة للمقاومة أضحت في دائرة الخطر الفعلي! استهداف مناطق المقاومة كشف ربَّما وجود خلايا نائمة لا يُستبعد أنْ تكون أصابع «الموساد» الإسرائيلي وراءها من أجل فعل المستحيل لإلهاء المقاومة داخلياً وإغراقها في الوحول الأمنية في حين تتولى جماعة إسرائيل في الداخل «القوطبة» السياسية على المقاومة وسلاحها! وان ننسى، فلا ننسى القرارات السريَّة السعودية التي اتُّخذتْ قبل أسبوعين والتي ربّما بتنا نشهد «نِعَمها» اليوم!
ففي «شبه الوطن» يوجد اليوم مليون و٢٠٠ ألف لاجئ سوري، لا شكَّ أنَّ غالبيتهم يريدون السترة أمَّا الأكثرية منهم فتجاهر، بجرأةٍ نادرة، بأنَّها معادية للنظام لكن رغم ذلك لم يعرْ شعب المقاومة لانتماء هؤلاء السياسي وفتَح لهم بيوته في قرى الجنوب المضِيفة ووفَّرللكثيرين منهم فرص العمل والمعيشة الكريمة في ظروفٍ أفضل منها في المناطق الأخرى خصوصاً تلك التي تدَّعي تأييدها لما يُسمَّى «الثورة السورية» وحتماً أفضل منها في تركيا والأردن ومصرحيث تُباع الفتيات كالسلع لأثرياء النفط والغاز! ذلك لأنّ أهل المقاومة يعملون بأصلهم وبمبدأ العرفان بالجميل بسبب إيواء الشعب السوري للاجئين اللبنانيين في حرب تمُّوز ٢٠٠٦. لكن استمرار الإرهاب التكفيري سوف يضع المقاومة أمام خيارين أحلاهما مُرّ. الخيارالأوَّل هو إخضاع كل اللاجئين السوريِّين للمراقبة الأمنيَّة مما يجعل جرح الأبرياء منهم أشدّ إيلاماً ويزيد عليه الإهانة، عدا عن إنَّه يستنزف قدرات المقاومة ويحقِّق مؤامرة العدو وأذنابه بإشغالها والحملة عليها وعلى سلاحها. أمَّا الخيارالثاني فيتضمَّن وقف تدفُّق السوريين فيذهب الصالح بعزاالطالح وتتعرَّض للخطرالحقيقي عائلات سورية لا ذنبَ لها بسبب بعض المندسِّين المجرمين الذين يستغلُّون المدنيين في حربهم المسعورة التكفيرية العنصرية ضد المقاومة.
إسرائيل تعيش عصرها الذهبي اليوم لأنَّ البلد المشوَّه على حدودها والذي يشكِّل خطرا وجودياً عليها فقط بسبب مقاومته، يتلهَّى بمشاكله المزمنة والمستجدَّة وتحدث فيه كل يوم أزماتٍ تصرفه عن مصدرالخطرالحقيقي مثل جريمة بترالعضوالذكري للمواطن ربيع الأحمد من بلدة حرارالعكَّارية السنِّية الذي ارتكب أفظع مجزرة بزواجه «خطيفة» من الفتاة الدرزية ردينة ملاعب من بيصور، بلدة غازي العريضي! وكالعادة خضعتْ جريمة «اللاشرف» هذه إلى المزاد الطائفي العنصري المقيت في بلد العجائب والغرائب واختلط فيها الخاص بالعام والجَّد بالهزل والحب بالجريمة الموصوفة وأثبت، مجدَّداً، زيف كذبة التعايش بين الطوائف. البلد أساساً «مبتور» في شرفه وكرامته طالما لا يعرف قيمة مقاومته ويترك شذَّاذ الآفاق يعبثون بحرمة جيشه وأمنه من أجل مكائد خارجية تأتي من صحراء التيه.
Leave a Reply