فارمنغتون هيلز – استمرت أسعار المنازل في ديترويت الكبرى بالإرتفاع في حزيران (يونيو) الماضي بحوالي 12 بالمئة مقارنة بالشهر الذي سبقه وبأكثر من 50 بالمئة مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية بحسب مؤسسة «ريل كومب» ومقرها مدينة «فارمنغتون هيلز» بولاية ميشيغن.
فقد وصل معدل الأسعار في ديترويت الكبرى إلى 124 ألف دولار في حزيران (يونيو) بزيادة 53بالمئة عن نفس الشهر من العام الماضي والذي كان 81 ألف دولار. في المقابل تراجع عدد المنازل المباعة 3 بالمئة إلى 4949 منزلا مقارنة بالعام الماضي وتضم ديترويت الكبرى أربع مقاطعات: واين، ماكومب، أوكلاند وليفنغستون.
وقد وصل معدل فترة عرض المنازل للبيع إلى 61 يوما في الشهر الماضي، أقل بخمسة أيام عن المنازل المباعة في الشهر الذي سبقه.
اللافت وصول أسعار المنازل في مقاطعتي «ماكومب» و«ليفنغستون» إلى أعلى مستوياتها منذ العام 2008، وبالنسبة لمقاطعتي واين وأوكلاند فقد وصلت إلى مستوى العام 2007.
مبيعات المنازل على المستوى الوطني الاعلى منذ 2009
اما على على المستوى الوطني فقد تراجع معدل مبيعات المنازل المسكونة سابقا إلى 5،08 مليون منزل، لكنها ظلت الأعلى منذ ثلاث سنوات ونصف، وقال تقرير صدر عن «اتحاد الوسطاء العقاريين الوطني» إن المبيعات هبطت الشهر الماضي عما كانت عليه في أيار (مايو) والتي وصلت الى 5،14 مليون منزل، لكنها ظلت أعلى من مبيعات العام 2009.
وقال التقرير إن مبيعات الشهر الماضي ارتفعت بنسبة 15،2 بالمئة مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، ولفت التقرير إلى أن مبيعات المنازل بدأت بالتعافي اعتبارا من أوائل السنة الماضية بسبب خلق الوظائف وانخفاض معدلات الفائدة على القروض العقارية، مع أن هذه المعدلات ارتفعت في الأسابيع الأخيرة بسبب التخوف من إقدام «بنك الاحتياط الفدرالي» على إبطاء برامجه في شراء السندات هذا العام، مع الإشارة إلى أن مشتريات البنك من السندات ساعد في الحفاظ على معدلات الفائدة طويلة المدى ومنخفضة نسبياً.
وقالت «ريل كومب» إن معدلات الفائدة العالية على القروض العقارية لعبت دورا في خفض مبيعات المنازل الفاخرة في ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك، حيث صعدت معدلات الفائدة الثابتة لـ30 عاما إلى 4،46 بالمئة في نهاية حزيران (يونيو) الماضي من 3،81 في نهاية أيار (مايو) الماضي في حين وصلت إلى 4،37 خلال الأسبوع قبل الماضي.
معظم الخبراء الاقتصاديين قالوا إنهم غير متخوفين بعد من التباطوء في تعافي سوق العقارات بسبب ارتفاع معدلات الفائدة، حيث أنها ما زالت في مستويات منخفضة تاريخياً، وما زالت أسعار المنازل معقولة برغم الإرتفاع الذي شهدته السنة الماضية، أضف إلى ذلك أن ارتفاع معدلات الفائدة قد تدفع مشترين محتملين إلى شراء المنازل خشية استمرار ارتفاع تلك المعدلات. ولكن العديدين من هؤلاء المشترين قد يجدون أنفسهم محبطين نتيجة شح المنازل المعروضة للبيع، وكانت المنازل المعروضة ارتفعت نسبتها في أيار (مايو) الماضي 3.3 بالمئة لتصل إلى 2،2 مليونا، لكنها ظلت أقل بـ10 بالمئة عما كانت عليه في السنة الماضية.
المعضلة الأخرى ندرة المشترين لأول منزل لهم، والذين عادة ما يدفعون السوق العقاري نحو الإزدهار، هؤلاء شكلوا 28 بالمئة من المشترين في أيار (مايو) الماضي مع أن نسبتهم التقليدية عادة تصل الى 40 بالمئة، ويرجع السبب في خفض نسبة المشترين الأوائل إلى السياسات المتشددة التي اتبعتها البنوك بالنسبة لهذه الفئة من المشترين إعتبارا من إنفجار «فقاعة» السوق العقاري قبل 6 سنوات.
وأدى الزخم في مبيعات المنازل هذه السنة إلى إعطاء دفعة للأسواق الضعيفة في قطاعات أخرى من الاقتصاد مثل التصنيع والاستثمارات التجارية، فارتفاع مبيعات المنازل أدى إلى مزيد من الانفاق على شراء الأثاث والمعدات المنزلية، إضافة إلى شركات تشييد المنازل، وقد شهد الشهر الماضي طلبات على أذونات البناء هي الأعلى منذ 5 سنوات.
Leave a Reply