في الوقت الذي تراجعت فيه حدة التصريحات الاميركية التي روجت لفكرة (أيام الأسد معدودة) انقلبت لتؤكد قدرة الرئيس بشار الأسد على البقاء مشيرة إلى أنه يمتلك اليد العليا في الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ أكثر من عامين ليأتي الكونغرس بتعديلات على مشروع الموازنة الاميركية ليمنع انفاق أموال على العمليات العسكرية الاميركية في سوريا من دون استشارته.
وليس بعيداً عن الرؤية الأميركية استبقت أوربا ذلك بإعلانها الامتناع عن تسليح (المعارضة السورية) وفق تصريحات زعماء الدول الثلاث الكبرى (بريطانيا وفرنسا والمانيا) خوفا من وقوع الأسلحة بأيدي الجماعات الإسلامية (الجهاديين) ماأحبط جهود ومساعي بندر بن سلطان أمير المخابرات السعودية الذي اصطدم بموقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المتوجس من عودة الأسلحة في أيدي (جهاديين) إلى أوربا كما كان قد صطدم من بريطانيا والمانيا.
جندي سوري تابع لجيش النظام يصوب على أهداف في حي الخالدية بحمص |
وحتى لايبدو أن الطرف الآخر رابح في هذه (المعركة) ولا يبدو تراجع أوربا عن التسليح والاقرار ببقاء الأسد في السلطة هزيمة او نصراً للأسد وحلفائه، اتخذ الإتحاد الأوربي قراراً بوضع «الجناح العسكري لحزب الله» على قائمة الإرهاب الدولي الأمر الذي شكل انعطافاً خطيراً رفضه الحزب والدول الداعمة له واعتبرت ذلك تبعية مطلقة لأميركا وتلبية لرغباتها ورغبات اسرائيل التي رحبت بالقرار واعتبرته نصراً لها، فيما يرجح مراقبون أن أمراً آخر يدور في أفق العلاقات الأميركية الروسية حول الملف السوري والذي ستتم مقايضته بملف (سنودن) الذي لايزال في حماية الروس الذين يحملون الولايات المتحدة مسؤولية إطالة الحرب السورية من خلال عدم انعقاد مؤتمر جنيف 2 لتلتقي الرؤية الروسية مع رؤية هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر المعارضة الذي حمل الإدارة الأميركية مسؤولية ذلك متهما واشنطن بتسليم الملف السوري الى المخابرات السعودية المعروف سقفها السياسي حسب تعبيره.
الى ذلك يواصل الجيش النظامي السوري تقدمه وإن كان بطيئا حينا أو متسارعا أحيانا في معظم المناطق فيما سجلت الأسبوع الماضي تطورات كثيرة تجلت في دخول الجيش الى حي الخالدية ليقترب من مسجد خالد بن الوليد في حمص وهو آخر معاقل المسلحين في المدينة القديمة والسيطرة على مدينة السخنة في بادية حمص ذات الموقع الاستراتيجي هذا بالإضافة إلى الاشتباكات بين مسلحين أكراد ومقاتلي جبهة النصرة استطاع فيها الأكراد انتزاع مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين مع تركيا من أيدي مسلحي جبهة النصرة وفقد بذلك مقاتلو النصرة موقعين هامين جدا، الامر الذي استدعى اجتماعا عاجلا للقيادة التركية التي رأت في ذلك بداية لمشكلات جديدة مع الأكراد وفقدانهم لحلفاء اسلاميين قد تغير من مجريات الامور على الساحة السورية، في الوقت الذي أعلنت فيه اسرائيل عن بيعها لاسلحة قديمة يعتقد ان السعودية ستشتريها لتدفع بها الى الجماعات الارهابية لقتال النظام السوري بعد ان تخلت اوربا عن وعودها بتقديم السلاح الى المعارضة السورية.
في التفاصيل وجهت روسيا الاتهام للولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي بعرقلة فرص تحقيق السلام في سوريا من خلال المضي قدما في خطط لتسليح مقاتلي المعارضة لإسقاط الرئيس بشار الأسد، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي إن خطط واشنطن ستقوض الجهود المشتركة لتنظيم مؤتمر للسلام الدولي حول سوريا والذي اتفق على عقده مع نظيره الأميركي جون كيري في مايو ايار.
وأضاف: اذا كان شركاؤنا الأميركيون يركزون الآن على تسليح المعارضة ويشاركون في خطط… لضرب المواقع الحكومية السورية فإن هذا بالطبع يتعارض مع الاتفاقات على عقد مؤتمر كما يتعارض مع مبادرتنا المشتركة.
في لندن أعلن رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم مناع، أن الولايات المتحدة أوكلت مهمة ادارة الملف السوري للمخابرات السعودية، واشار إلى أن هيئة التنسيق المعارضة تسعى لعقد لقاء تشاوري من أجل وضع برنامج سياسي مشترك للمرحلة المقبلة جراء ما اعتبره فتور الموقف الاميركي حيال مؤتمر (جنيف 2).
وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال الاثنين الماضي هناك فتور واضح من قبل الجانب الاميركي فيما يتعلق بالتزاماته حيال عقد مؤتمر جنيف الثاني وبشكل يمنحه القدرة على الفعل في الأوضاع ولا يكون مجرد اجتماع رفع عتب وتبرئة ذمة للأطراف الدولية وخاصة الغربية منها، التي لم يعد لديها خطاب متماسك وملتزم بالشأن السوري.
وأضاف: المصيبة الكبرى أن الطرف الغربي الفاعل، أي الولايات المتحدة، يركز الآن على المباحثات الاسرائيلية ـ الفلسطينية والأوضاع المصرية ولم يعد يعتبر الملف السوري عاجلاً، بل أكثر من ذلك أوكل للمخابرات السعودية مهمة ادارة الملف السوري ونحن نعرف السقف السياسي لهذه المخابرات، والمشكلة، استناداً إلى هذا الوضع، أن انعقاد مؤتمر (جنيف 2) سيكون شكلياً ولتسجيل مواقف فقط بدلاً من العمل على تغيير مسار الأوضاع في سوريا نحو عملية انتقال تحقق المطالب الشعبية”.
روسيا تدين
أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها يوم الثلاثاء الماضي ان روسيا تدين بحزم اعمال الارهابيين تجاه السكان المسالمين من الاكراد بشمال شرق سوريا، والتي وصفتها بـ الوحشية. وجاء في بيان الخارجية أن موسكو تدين بحزم الممارسات الوحشية للإرهاب الدولي بشمال شرق سوريا، والفظائع التي يرتكبها المتطرفون بحق السكان المسالمين من الأكراد الذين لا يشاركون بأي شكل من الأشكال في النزاع العسكري-السياسي المستمر في سوريا.
وأشارت الخارجية الروسية إلى ازدياد حدة التوتر في منطقة رأس العين وتل أبيض على الحدود السورية التركية التي يقطنها الأكراد. وقالت إن العناصر الإسلامية المتشددة قامت باختطاف 500 من السكان، وقتلت العديد من المدنيين بطريقة قطع الرأس. وحسب الأنباء الواردة، لا يزال الإرهابيون يحتجزون نحو 200 شخص كرهائن، ويستخدمونهم كدروع بشرية. ووصفت الخارجية ما حدث بأنه «استفزاز دموي جديد يهدف إلى تأجيج التوتر في العلاقات بين مختلف الطوائف، وتفكيك البلاد، وإقامة معقل للإرهاب الدولي على أراضيها».
كاميرون :النظام بات اقوى
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن النظام السوري بات أقوى مما كان عليه قبل أشهر، واصفا الوضع في سوريا بأنه وصل إلى طريق مسدود، واعترف بوجود مشاكل مع جزء من المعارضة هناك جراء انتشار التطرف في صفوفها.
وقال كاميرون في حديث للقناة التلفزيونية الأولى بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأحد الماضي، إن هذا الوضع لا يبرّر رفع الجسر المتحرك ووضع رؤوسنا في الرمال وعدم اتخاذ أي شيء، وما يتوجب علينا القيام به هو العمل مع شركائنا الدوليين لمساعدة ملايين السوريين الراغبين باقامة دولة ديمقراطية حرة في بلادهم (حسب تعبيره)
واتهم كاميرون النظام السوري بـاثارة المتطرفين لكي يُظهر للعالم بأن التطرف المروّع هو البديل، مشيراً إلى أن النظام السوري لا يريدنا أن نرى أن ملايين الناس في وسط سوريا يريدون فرصة الديمقراطية والازدهار والنجاح.
واضاف كاميرون إن النظام السوري (قد يبدو الآن أقوى مما كان عليه قبل أشهر، لكنه ما زال يصف الوضع في سوريا بأنه مأزق).
التسليح
عبر رئيس المجلس العسكري الأعلى لما يسمى بالجيش الحر سليم إدريس عن فقدانه الأمل بوصول مساعدات عسكرية من الغرب إلى المعارضة السورية.
وانتقد إدريس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مشيرا إلى أن الغرب لا يثق في تطمينات المعارضة بأن السلاح لن يصل إلى القوى الخارجية المقاتلة في سوريا.
وأكد إدريس لوكالة أناضول التركية أن المعارضةَ لم تستلم أي سلاح من دول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة .
وفي السياق ذاته فشل مدير الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان في اقناع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتسليح المعارضة السورية، ولم يقدم ما يكفي من الضمانات كي يبدد هاجس الفرنسي حتى لا تعود تلك الأسلحة إلى أوروبا في أيدي (جهاديين) أوروبيين حين عودتهم من «ساحات الجهاد» السورية.
هولاند، الذي التقى بندر بن سلطان الأربعاء قبل الماضي، قال إنه لم يجد في طلبات السعودي ما يقنع الفرنسيين بوجود ضمانات ألا تسقط الأسلحة الفرنسية بأيد غير أمينة.
الرئيس الفرنسي، كما نقل عنه موقع «برس نت» الإخباري، قال في لقاء مع صحافيي الرئاسة الفرنسية السبت الماضي إنه التقى بندر بن سلطان، وتداول معه الملف السوري. ونفى هولاند استعداد فرنسا لتسليح المعارضة السورية بقوله (إن دولا أخرى ستساعد المعارضة)، مضيفاً إنه خطر كبير أن تعود هذه الأسلحة في أيدي (جهاديين) إلى أوروبا.
ويوضح التصريح الرئاسي الفرنسي انحسار جبهة الهجوم على النظام السوري، واقتصارها على كتلة ضيقة من الدول الخليجية وبعض الأجهزة الأمنية الغربية، التي أصبحت مكلفة وحدها بإدارة الصراع ضد النظام السوري، بعد انسحاب فرنسا وبريطانيا، رسمياً من أي جهد عسكري، علني، يتولى تحقيق توازن القوى مع النظام السوري أو تعديله، قبل الشروع بأية مفاوضات أو تسوية سياسية.
وصول بعثة التفتيش الدولي الى دمشق
وصل رئيس فريق دولي للتفتيش عن الأسلحة الكيمياوية إلى سوريا يوم الأربعاء الماضي للتباحث حول التحقيق فيما تردد عن استخدام أسلحة كيمياوية في البلاد.
وتجري زيارة الفريق بناء على دعوة من الحكومة السورية وسيلتقي المسؤولان الدوليان بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وبخبراء فنيين.
المعارضة
في اسطنبول اتفقت الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض على انتخاب رئيس حكومة مؤقتة جديد في اجتماع يتوقع عقده في الأول والثاني من الشهر المقبل. جاء ذلك خلال اجتماعاتها التي استمرت يومين في اسطنبول واختتمت الاثنين 22 تموز (يوليو). إلى ذلك نقلت وكالة فرانس برس عن رئيس الائتلاف أحمد الجربا قوله إن دول الخليج تسعى لإنشاء صندوق دعم لقوات الائتلاف بقيمة 400 مليون دولار أميركي. هذا ومن المتوقع أن يبدأ الجربا الأسبوع المقبل جولة تشمل باريس ولندن وبرلين وواشنطن.
عودة مئات من المنشقين
كشفت صحيفة (دايلي تليغراف) أن مئات المنشقيّن الذين حملوا السلاح ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بدأوا يعودون إلى صفوفه من خلال العفو الخاص، جرّاء شعورهم بالإحباط لعدم تحقيق أهداف (الثورة) وتغلغل الإسلاميين في صفوفها.
وقالت الصحيفة: إن اعداداً متزايدة من المنشقين السوريّين يوقّعون على العفو الخاص الذي عرضه نظام بلادهم جرّاء شعورهم بأنهم يخسرون القتال بعد أكثر من عامين على اندلاعه، فيما بدأت أسرهم في الوقت نفسه بالعودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة باعتبارها مكاناً أكثر أمناً للعيش.
واشارت الدايلي تلغراف إلى ان هناك صعوبة في التحقّق من هذا الإدعاء، لكنها حين زارت مقرّ وزارة المصالحة من قبل في العاصمة السورية دمشق كان مزدحماً بأفراد عائلات المتمرّدين الذين يُقاتلون في ضواحي المدنية، والذين قالوا إن أبناءهم يريدون العودة إلى صفوف الحكومة.
انفجار سيارة مفخخة فـي جرمانا
من جهتها أفادت وكالة سانا السورية عن وقوع تفجير ناجم عن سيارة مفخخة في ساحة السيوف بمنطقة جرمانا بريف دمشق وأشارت إلى وقوع عشرة ضحايا وإصابة العشرات بين المواطنين المدنيين بينهم نساء وأطفال وتعرف المنطقة التي شهدت التفجير بأنها منطقة تجارية ومكان لوقوف سيارات السرفيس في المدينة وتخلو من أي مبنى رسمي او امني وقد تبنت ماتعرف بحكومة العراق والشام الاسلامية العملية.
في غضون ذلك تحدث المراقبون في العاصمة السورية عن حالة هدوء نسبيّ تخيّم على مخيم اليرموك بعد اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية المدعومة بقصف من الجيش السوري وبين مواقع المعارضة، ناقلاً عن مصادر مطلّعة أنّ طبيعة المخيم المكتظّ تفرض أساليب قتالية معقدة.
وكانت اللجان الشعبية الفلسطينية وقوات الدفاع الوطني مدعومة بقصف من وحدات الجيش السوري حققّت تقدماً في مدخل مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية وتمكنّت من السيطرة على عدة أبنية.
وقضت وحدة من الجيش النظامي الاحد الماضي على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة بعضهم من جنسيات أجنبية غرب المدينة الصناعية كانوا يحاولون التسلل إلى عمق الغوطة الشرقية لمؤازرة المجموعات الإرهابية المنهارة تحت ضربات جنود الجيش النظامي.
وأفادت محطات التلفزة نقلا عن قائد ميداني: إنه تم رصد الإرهابيين وتعقبهم من منطقة الضمير (شمال شرق دمشق) قبل إيقاعهم في كمين محكم غرب المدينة الصناعية بعدرا ما أسفر عن القضاء على أعداد كبيرة منهم وإلقاء القبض على آخرين.
هجوم على مدينة حلب بدعم سعودي
يستعد مقاتلو المعارضة السورية لشن هجوم كبير على مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا، وذلك بناء على طلب وبمساعدة من المملكة العربية السعودية، حسبما أفادت وكالة (فرانس برس) نقلا عن مصدر في المعارضة السورية الأربعاء الماضي.
ونقلت الوكالة عن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن السعودية قدمت دعما بالأسلحة والذخائر، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات، تحضيرا لهذه المعركة.
هذا وكان مقاتلو المعارضة السورية قد سيطروا الاثنين الماضي على بلدة خان العسل إلى الغرب من مدينة حلب.
Leave a Reply