واشنطن – تحت الضغط المتزايد من الكونغرس منذ الفضيحة التي فجرها عميل الإستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، رفعت الادارة الاميركية، الاربعاء الماضي، السرية عن الوثيقة، التي تلزم شركة «فيريزون» للهواتف تسليم وكالة الامن القومي بيانات مشتركيها. والوثيقة، التي تاتي في 17 صفحة، الصادرة بتاريخ 25 نيسان (أبريل) 2013 ترغم شركة «فيريزون» على ان تسلم يوميا لمدة ثلاثة اشهر كل بيانات الاتصالات (الرقم المتصل به ومدة المكالمات).
سنودن |
وتأمر الوثيقة، التي سرّبها أولاً سنودن، بأن «يزوّد المسؤول عن المعلومات وكالة الامن القومي يوميا خلال الفترة المطلوبة نسخة الكترونية تتضمن كل تفاصيل الاتصالات الهاتفية» في خرق فاضح لخصوصية الأميركيين.
وأضافت الوثيقة ان هذا الامر يتعلق ايضاً بالاتصالات «بين الولايات المتحدة والخارج» أو «داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك الاتصالات الهاتفية المحلية»، ويعتقد بأن التجسس طال كافة شركات الإتصالات الأخرى، وإن لم يكشف سوى عن «فيريرزون».
وكان المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي ادوارد سنودن قد كشف عن هذه الوثيقة في مطلع حزيران (يونيو) الماضي ما أثار عاصفة في الولايات المتحدة حول صلاحيات وكالة الاستخبارات وانتهاكها لخصوصية المواطنين، وقد أعلنت موسكو الأربعاء الماضي عن قبول طلب اللجوء الذي تقدم به سنودن، ما أثار غضب واشنطن.
وقالت الادارة الاميركية للاستخبارات في بيان ان جيمس كلابر مدير المخابرات الاميركية يعتبر ان «نشر هذه الوثائق يصب في المصلحة العامة» و«مصلحة الشفافية المتزايدة»، في حين ان جلسة استماع جديدة امام مجلس الشيوخ ستدرس الموضوع.
وقال كلابر إن هناك قرار صادر عن محكمة الإستخبارات بتجديد الاذن الممنوح لوكالة الامن القومي بجمع هذه المعلومات لدى «فيريزون» دون ذكر ما إذا كانت هذه الإجراءات تطال شركات أخرى.
وانشئ برنامج جمع المعلومات عن الاتصالات الهاتفية سراً بموجب قانون «باتريوت آكت» الصادر في 2001 لمكافحة الارهاب، لكن منتقديه يعتبرون انه يشكل انتهاكا للقانون المتعلق بالحياة الخاصة للأميركيين.
ونشرت الادارة الاميركية للاستخبارات وثيقة أخرى تعود إلى العام 2011 تقدم برامج المراقبة هذه على انها تأييد لتجديد هذا الاذن. وتم تجديد برنامج جمع البيانات حتى العام 2015. ويؤكد تقرير وزارة العدل الموجه الى المسؤولين عن لجان الاستخبارات في الكونغرس ان الاتصالات الهاتفية نفسها غير مسجلة لدى الإستخبارات، وان «غالبية هذه المعلومات لا يطلع عليها أي شخص أبدا!».
الفضيحة مستمرة
كما نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية الاربعاء الماضي معلومات جديدة عن البرنامج السري لوكالة الامن القومي للتجسس على مستخدمي الانترنت، سربها للصحيفة سنودن نفسه. وذكرت الصحيفة ان البرنامج الذي يحمل اسم XKeyscore، يسمح لخبراء الوكالة بتفتيش قواعد هائلة للبيانات، تتضمن رسائل البريد الالكتروني والمكالمات في غرف الدردشة والمعلومات عن تاريخ محركات البحث لملايين المستخدمين، وذلك من دون تسجيل الدخول.
وتقول الوثائق التي سربها سنودن انه بوسع خبراء وكالة الامن القومي رصد أي نشاط لأي مستخدم للانترنت. وكان سنودن قد قال في مقابلة مع «الغارديان» يوم 10 حزيران الماضي «كان بوسعي، وانا وراء طاولتي، التجسس على أي أحد، حتى قاض فدرالي او الرئيس، اذا كان لدي عنوان البريد الالكتروني».
الجدير بالذكر أن إدوارد سنودن حصل الأربعاء الماضي على حق اللجوء الى روسيا لمدة عام واحد ما سمح له بمغادرة منطقة الترانزيت في مطار «شيريميتيفو» الدولي بموسكو التي علق بها منذ حزيران الماضي بانتظار رد السلطات الروسية على طلبه حول منحه حق اللجوء. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعلن ان سنودن يمكنه ان يبقى في روسيا، ولكن بشرط تخليه عن نشاطه الذي قد يضر بالعلاقات الروسية الأميركية. وتطالب الولايات المتحدة بتسليم سنودن بعد أن سرب المعلومات عن برامج وكالة الامن القومي للرقابة على مستخدمي الانترنت والتنصت على الهواتف. ودعت واشنطن مرارا إلى إبعاد سنودن إلى الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «ينبغي طرد سنودن وإعادته إلى الولايات المتحدة، ويجب عدم السماح له بمزيد من السفر إلى الخارج إلا للعودة إلى الولايات المتحدة» لمحاكمته بتهمة التجسس.
Leave a Reply