أكد السفير بشار الجعفري المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة على ضرورة التواصل وإقامة الجسور مع الرأي العام الأميركي لتوضيح الصورة لدى الأميركيين ومجلس الشيوخ والكونغرس.
جاء ذلك في اللقاء الذي دعا إليه المنتدى السوري الأميركي وحضره جمهور غفير من أبناء الجالية يوم الجمعة الثاني من آب (أغسطس) الجاري بقاعة «غرينفيلد مانور» في مدينة ديربورن.
عدسة يوسف بزي |
وقال الجعفري في كلمته التي ألقاها قبل الإفطار «كل منكم سفير متحرك لبلده في القضايا العربية، وينقصنا الحوار مع الآخرين في أميركا، هذه البلاد هامة جداً ونتمنى أن يصل صوتكم إلى صناع القرار في أميركا»، وأشاد الجعفري الذي جلس الى جانب المطران لوقا الخوري القادم من سوريا بمبادرة من المنتدى السوري الأميركي خاصة في أيام مبارك من شهر رمضان ويوم القدس العالمي، مشددا أن «كل ما حدث في منطقتنا العربية له علاقة بفلسطين والصراع العربي الإسرائيلي الذي يهدف الى تحقيق يهودية الدولة العبرية من خلال تمزيق الصف العربي الى كيانات طائفية تقوم على أسس الهوية المذهبية والدينية والعرقية».
وأضاف «أعتقد أن مشروع ضرب سوريا كلف المليارات من الدولارات وجند له ملايين الناس إلا أنه فشل في النهاية والسر في ذلك صمود المواطن السوري وإصراره على الانتصار فسوريا حاليا «بيضة القبان» على الساحة العالمية ومن سينتصر في سوريا سينتصر على العالم، ولذلك لم يتركوا وسيلة إلا واتبعوها واستعانوا بالمجرمين، حيث قام المسلحون ومن وراءهم بالهجوم على السجون في ليبيا والعراق وافغانستان لإخراج الإرهابيين وإرسالهم للقتال في سوريا من أجل تنفيذ مخططهم».
وأشار الجعفري إلى موضوع المصطلحات الإعلامية وسمى ذلك «فن غسل الدماغ»، معتبراً مصطلح «الربيع العربي» هو بالحقيقة «سفك للدماء» في سوريا في حين أن المظاهرات في تركيا وروما ومدريد والسعودية والبحرين لم تكن ربيعا وإنما هي فوضى يجب قمعها.
وتحدث الجعفري عن أهمية التعايش الديني في سوريا وقال: «المسيحيون جنبا إلى جنب مع المسلمين في العمل والسكن، مستشار مفتي الجمهورية مسيحي، وضريح يوحنا المعمدان وسط أكبر مسجد في سوريا، لا يوجد في سوريا أقليات وأكثريات، الجميع مواطنون، وهذا ما لا يفهمه أصحاب الفكر السلفي الوهابي».
وقال: «نحن جزء من الإيمان المقدس لدى العالم أجمع، ففي سوريا مسلمون ومسيحيون ويهود».
وعن موقف واشنطن قال الجعفري: «في كل دول العالم ترفع تقارير يومية للرئيس من جهات مختلفة، والرئيس في النهاية هو من يصنع القرار وأستطيع القول أن الموقف الرسمي الأميركي من الازمة السورية موافق على «جنيف2» .إضافة إلى ذلك فإن الموقف الدولي قد تغير كثيراً تجاه قضيتنا وانخفضت نسبة من يقف ضدنا في الأمم المتحدة بشكل كبير». وعن المعارضة قال: «نحن بحاجة إلى معارضة وطنية شريفة ترفض التدخل العسكري والأجنبي في سوريا، نحن بحاجة إلى شركاء، نحن لا ندعي أننا نملك الوطن دون غيرنا، فكل سوري شريف له كامل الحق في بلاده، أما من سفك الدم السوري فلا مكان له على طاولة الحوار».
وحول نشر الوثائق التي بحوزة الحكومة السورية والتي تدين دول تآمرت على سوريا أجاب الجعفري «نشرنا كل الوثائق في مجلس الأمن، أرسلت أكثر من 425رسالة رسمية تتضمن ما حصل من قتل واختطاف واغتصاب، وتحدثت إلى وسائل الإعلام في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لكن للأسف يأخذون ما يريدون ويقاطعون الصوت السوري».
واختتم الجعفري حديثه قائلاً: المعركة التي نخوضها باهظة الثمن، وهذه بلادنا، ندافع عنها وعن شرفنا وكرامتنا، نحن نقاتل لنبني سوريا جديدة، أفضل من سابقتها، الجميع فيها متساوون يشعرون بالمواطنة والتكافل الإجتماعي، ونؤكد أن من نفذ «11 أيلول» هو من يقاتلنا اليوم.
من جهته، رحب المطران لوقا الخوري النائب العام لبطريرك الروم الأرثوذكس بالحضور وتمنى لهم ليلة رمضانية مباركة مؤكداً أن الكنائس في سوريا تقيم موائد إفطار للمسلمين، حيث يعيش المسيحيون والمسلمون جنباً إلى جنب كمواطنين سوريين والمسيحيون يعتبرون أنفسهم مسلمين، والمسلمون يعتبرون أنفسهم مسيحيين تحت خيمة المواطنة.
مضيفا «المسيحيون في سوريا مواطنون، لهم عاداتهم وتقاليدهم يمارسون طقوسهم واجتماعاتهم كغيرهم، والكنيسة لا تدفع ضرائب ولا ثمن الماء والكهرباء ولارسوماً جمركية لمستورداتها». وقال المطران لوقا: «سوريا تتألم اليوم، فهي تواجه مؤامرة كبيرة جداً تحت مسميات الاصلاح والديمقراطية والحرية».
وتابع «نحن صدرنا المحبة والسلام للعالم، وكنا مضرب المثل في الأمن والأمان، أرادوا أن يقضوا على سوريا الحضارة، لأن في ذلك مصلحة لإسرائيل، لكني أبشركم بأن سوريا الصامدة بشعبها وجيشها ستنتصر على قاطعي الرؤوس وآكلي لحوم البشر، الذين يدّعون الحرية والإصلاح، وهم ليسوا سوى قتلة مجرمين».
وخاطب الخوري الدول الداعمة للإرهاب قائلاً «إذا كنتم تحبون هؤلاء فخذوهم، نحن نهديكم إياهم، لانريد من يأكل قلوب البشر، نحن نؤمن بالمحبة ونكون مع الآخر نحاوره نعيش معه جنبا إلى جنب، لا أن نقطع رأسه، بلادنا بلاد المحبة أنجبت الأنبياء والقديسين، علمت البشرية الحرف والقلم ونفتخر بأن سوريا بكاملها مقدسة».
وقد تلى الإفطار ندوة أجاب خلالها الجعفري ولوقا على أسئلة الحضور الذي قدر عددهم بحوالي ٤٠٠ شخص.
لقطات
– بدأ اللقاء بالنشيدين الوطنيين الأميركي والسوري.
– افتتح الزميل أسامة السبلاني ناشر جريدة «صدى الوطن» ورئيس تحريرها اللقاء بكلمة حماسية ألهبت مشاعر الحضور الذين صفقوا وقوفاً عدة مرات، كما تولى السبلاني إدارة الندوة التي تلت الإفطار.
– اضطر رجال الأمن لتنظيم عملية التقاط الصور التذكارية مع السفير الجعفري والتي استمرت قرابة الساعتين تقريباً، وسط حماسة الحضور حيث ردد البعض هتافات مؤيدة للجيش السوري.
– لم تقم المعارضة السورية بتنظيم اعتصام احتجاجي على زيارة الجعفري.
– أرسلت شرطة ديربورن ومقاطعة وين عددا من عناصرها لتأمين القاعة التي لم تشهد حادثة واحدة تخل بالأمن لا في الداخل ولا خارجها.
– قاطع بعض الحضور كلمة الجعفري مطالبين الحكومة السورية بالرد بالمثل على الدول التي تدعم الإرهاب كما طالب آخر بالإستعانة بمقاتلين من الدول الحليفة لإغلاق الحدود، فرفض الجعفري هذه التوجهات مؤكداً أن سوريا قادرة على الدفاع عن نفسها.
Leave a Reply