كثـيرة هـي الاحداث التاريخية التي شـهدها العالم في شـهر رمضان عبر القرون، لكن اكثرها بريقا وتلألؤاً يبقى نزول الوحي بالقرآن الكريم على نبي الاسلام المعظم محمد بن عبد الله (ص). ولعل مشيئة الخالق تقتضي أن نتذكر في كل مرة نفكر فيها بالقرآن الكريم أن أولى الآيات التي صدح بها جبرائيل الملك الرسول، كانت «إقرا باسم ربك الذي خلق».
إن إستذكارنا وقراءتنا لهذه الآية يحتم علينا أن نعي أن تفاعلنا مع ما حولنا في كل يوم ،وفي كل عمل هو محكوم بالتأمل والتفكر والتأني والقراءة. هذه ليست دعوة للمسلمين فحسب أو للمؤمنين والمتدينين، بل تنسحب على عامة البشر الذين يؤمنون على الاقل أن هناك خالق لهذا الكون.
والتأمل والتدبر والقراءة ومراجعة الذات في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا، هو السبيل الاوحد لكي نعيش حياة فاعلة راغدة ذات معنى، وهذه الإستراتيجية لطالما كانت ديدن المتميزين والناجحين في هذا العالم.
وها هو شهر الرحمة قد انقضى أعاده الله عليكم جميعا بالخير والسرور والرخاء.
ونحن نحتفل اليوم بعيد الفطر السعيد، لا بد لنا أن نقرأ ونتأمل في البعد المجتمعي للأعياد عند البشر عامة. فإن كل مراقب لطقوس وعادات أي مجتمع ديني أو قبلي أو ثقافي يرى أننا جميعا لدينا أعياد ثابتة نحتفل بها كل بطريقته، ولكنها تشترك بكونها مناسبة للتلاقي والتحابب والمعايدة والولائم وتبادل التمنيات الطيبة وحتى الهدايا. وهذا الامر إن دل على شيء فإنه يدل على رغبتنا الدائمة بإيجاد قواسم مشتركة بيننا، ونبذ كل خلاف ولو ليوم واحد في العام، ثم نعود بعدها الى صراعاتنا.
حسناً، فلنستغل جميعا إستراحة المحارب هذه لنتواصل وخصوصا مع من نتبادل معهم الخصام والعداوة. تذرّعوا بأجواء المحبة في العيد لتصلوا ما إنقطع، وإحداث صدمة إيجابية لدى من تختلفون معهم، إن على الصعيد الشخصي مع الاصدقاء، او بين ابناء العائلة، او الاقارب والجيران، او حتى مع من نختلف معهم في المجتمع. إرفع سماعة الهاتف وإتصل بالأشخاص الذين قطعت الايام والمشاغل خطوط التواصل معهم. وبعد أن تقفل الخط فكّر للحظة كيف ان عملاً بسيطاً كهذا جعلك تشعر بسكينة اكثر وراحة نفسية.
هذه دعوة للجميع لتعميم التواصل وإزالة العوالق والثقوب في نسيج هذا المجتمع. لكم جميعاً أتمنى عيداً سعيداً سائلاً المولى أن يهبنا سماحة القديسين ونشاط أطفال بريئين.
Leave a Reply