في حزيران (يونيو) نشرت «صدى الوطن» تقريرا حول «منطقة ديكس» في الطرف الجنوبي من مدينة ديربورن وما تعانيه هذه المنطقة من الاهمال والتلوث والتداعي في البنية التحتية وانحسار التفاعل الثقافي، ناهيك عن عديد المصانع المقامة في مناطق الجوار والتي تشكل مصدراً للتلوث البيئي منذ سنوات طويلة.
كان لذلك التقرير ردود أفعال متباينة في أوساط القراء، البعض أثنى علىه كونه سلط الضوء على هذا الجزء المهمل من المدينة، في حين أعرب آخرون عن استيائهم تجاه التقرير معتبرين أنه هجوم على سكان المنطقة التي تتركز فيها الجالية اليمنية وجلهم من ابناء الجالية اليمنية، والواقع إن ذلك لم يكن هو القصد فـ«ديكس» هي النواة الأساسية التي انتشرت منها الجالية العربية في مدينة ديربورن والمدن المجاورة.
المنطقة الصناعية ممر للشاحنات الثقيلة مما يزيد حالة البنى التحتية سوءاً. (عماد محمد) |
رئيس بلدية ديربورن جاك اورايلي سارع للتجاوب مع التقرير ورافق مراسل «صدى الوطن» في جولة في ارجاء منطقة ديكس وأطلعه على جملة مبادرات ومشاريع اطلقتها البلدية في السنوات الاخيرة لتحسين الاوضاع في هذه المنطقة، بضمن تلك المبادرات مشروع ترميم واعادة تشكيل تقاطع شارعي ديكس وفيرنور بهدف تسهيل الوصول الى مبنى الجمعية الاميركية الاسلامية والمسجد التابع لها وهو واحد من اكبر المساجد في المنطقة. قبل ذلك كان تصميم التقاطع يشكل صعوبة للسائقين خاصة أيام الجمع ورمضان والاعياد، الان وبعد اعادة تشكيل التقاطع تم تحويل جزء منه الى مواقف للسيارات بالقرب من المسجد.
قال أورايلي «في السنوات الأربع الاخيرة أنجزنا في هذه المنطقة أكثر مما تم انجازه خلال 20 عاماً الماضية، لقد بادرنا الى عقد العديد من اللقاءات مع الاهالي في المسجد واستمعنا الى شكاواهم ومطالبهم وكانت تلك تجربة نموذجية في شكل التعاطي بين الحكومة والمواطنين للتعاون والتنسيق لمواجهة المشاكل وحلها»، واكد أورايلي ان منطقة ديكس تقع في صميم اهتماماته كونها شريان حيوي لمدينة ديربورن.
وأشار أورايلي أيضاً الى الجهود المبذولة مؤخرا لإعادة توجيه طرق الشاحنات بعيداً عن مناطق الجوار السكنية بحيث يتاح توفير السلامة لطلبة مدرسة «سالاينا» الابتدائية، كما ستكمل البلدية مشاريع تطوير شبكة الصرف الصحي ومنظومة الانارة، واقامة ملعب رياضي صغير في اقصى الطرف الجنوبي من المدينة. كما ساهمت البلدية، حسب أورايلي، جنبا الى جنب بالتعاون مع «أكسس» بالعديد من المشاريع في اقامة قاعة رياضية (جيمانيزيوم) لخدمة سكان الجوار. وأكد اورايلي ان استخدام القطارات الكهربائية الجديدة لعب دورا في تقليص معدلات التلوث في الهواء مشيراً الى ان مقاطعة وين ترصد بانتظام مستويات التلوث في هذه المنطقة عن كثب مستخدمة في ذلك أجهزة قياس بمعايير عالمية، ولا تزال هذه المنطقة تعد من الأكثر تلوثاً في الولاية.
العديد من الشركات التجارية هناك اقرت بالجهود التي بذلتها البلدية للتقرب من سكان المنطقة وتعزيز التواصل معهم، بضمن هؤلاء ندى خلاص مديرة مكتب حيدرة لخدمات الضريبة والهجرة، التي قالت ان أورايلي حضر حفل افتتاح الشركة في 2009، مؤكدة ان علاقات البلدية مع هذه المنطقة مستمرة في النمو. وقالت خلاص «أرى انهم عاكفون على العمل والتطوير مع أنهم لم يكونوا على درجة من التعاون الا اننا سنرى نتائج هذه الجهود قريباً، وقد اصلحوا الارصفة والانارة وهذا في رأيي شيء جيد».
على بعد بضعة محال كان هناك روني بري صاحب محل «روني بري لبيع اللحوم» الذي انتقد ضعف خدمات البلدية ولاسيما غياب الشرطة «هنا ليس الحال كما في غرب ديربورن، فالشرطة لا تأتي الى هنا دون حدوث طارئ ولا يكترثون بمخالفات المرور»، اضاف «حين انتخب أورايلي جاء هنا واصلح لي الطريق الجانبي عند محلي ومن يومها لم يعد ثانية، لقد اصلحوا بعض الشوارع والانارة ومحيط المسجد لكن هذا لا يكفي، نريد منهم المزيد من التواصل مع اصحاب المحلات التجارية وسماع مشاكلهم». قال بري إن هناك أمام محله يافطة تسمح بالوقوف للسيارات لساعة واحدة، الا ان الناس يركنون سياراتهم طوال النهار ما يضطر زبائن المحل الى ركن سياراتهم في اماكن بعيدة.
ويطالب بري شرطة المدينة بضرورة تواجد دورياتها في منطقة ديكس لتنظيم المرور.
محمد صالح يقيم في المنطقة منذ ستينيات القرن الماضي قال هو الآخر إنه نادراً ما يرى دورية شرطة في منطقة الجوار، مؤكداً أنه اتصل اكثر من مرة بدائرة الشرطة ومكتب رئاسة البلدية للابلاغ عن انماط القيادة المتهورة والمستهترة التي تجري هنا ولكن دون جدوى، «يقطعون الاشارات الضوئية الحمراء، يشعلون النار في الاطارات داخل المنتزه، يطلقون الالعاب النارية في الشوارع، يطلقون العنان لأبواق سياراتهم، وحين يكون هناك حفل زفاف يستمرون بالاحتفال وسط الشارع ساعات طويلة ويفعلون ما يحلو لهم». وأضاف صالح إن المراهقين والشبان الصغار يلجأون احيانا الى قيادة السيارات برعونة داخل منتزه لابير، بل انهم يتسلقون بسياراتهم اعلى هضبة داخل المنتزه ويهوون لاسفل، ما قد يعرض حياة الاخرين للخطر. أقر صالح بجهود البلدية في تنظيف الشوارع والارصفة، «فقبل ذلك كانت أكوام النفايات تظل مكدسة لشهور طويلة».
Leave a Reply