بعد إعتصام العشرات من أبناء الجالية العربية في تموز (يوليو) الماضي أمام مبنى بلدية ديربورن رفضاً لما أسموه «الإنقلاب العسكري» على الشرعية وعلى حكم الرئيس المصري محمد مرسي، عاد عدد من أبناء الجالية المصرية والعربية لتنظيم إعتصام جديد احتجاجاً على إراقة دماء المصريين مع سقوط عدد كبير من الضحايا جراء فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وبدعوة من نشطاء في الجالية، ودون إعلان مسبق، إجتمع العشرات يوم الأربعاء الماضي أمام مبنى «مكتبة هنري فورد» معبرين عن إستيائهم من الأوضاع المأساوية التي إستيقظوا عليها صباح ذلك اليوم.
تمحورت الكلمات العفوية في ذلك الإعتصام التي تناوب على إلقائها بعض أئمة المساجد والناشطين من المجتمع المدني حول «رفض الظلم الذي يحصل في مصر» ورفض «الإنقلاب على الشرعية» بالإضافة إلى التوجه إلى القيادة الأميركية وعلى رأسها الرئيس باراك أوباما بالمطالبة بـ«موقف مشرف أمام شعبه وأمام العالم» فبحسب أحد المشاركين فإن «الولايات المتحدة بإمكانها أن تفعل الكثير إذا أرادت». كما توجه المعتصمون إلى المجتمع الدولي بأن يرفع الصوت عالياً لإيقاف هذه المجازر. بعد ذلك أنشد الحاضرون النشيد الوطني المصري من ثم لبوا نداء صلاة الغائب على أرواح ضحايا أحداث مصرالأخيرة.
المعتصمون يؤدون الصلاة أمام مكتبة «هنري فورد» بديربورن. (عماد محمد) |
حسن السيد، أحد المشاركين بالإعتصام، قال «كنا في واشنطن الأسبوع الماضي وشاركنا في إعتصامين واليوم نتواجد هنا في ديربورن من أجل إستكمال المطالبة بالحق الذي لن يموت مادام وراءه مطالب فالمشكلة الأساس هي أن هناك أناس عبروا عن آرائهم بصناديق الإقتراع بطريقة ديمقراطية وحضارية واليوم يتم الإنقلاب على الديمقراطية بقوة السلاح وبطريقة همجية من العصر الحجري وسوف نستمر في إعتصاماتنا حتى يتم تغيير النظام الغبي الذي يحكم مصر اليوم».
تابع السيد بالقول «اليوم هناك معسكران، معسكر يرى الحق حق ويدافع عنه ومعسكر يرى الباطل حق ويدافع عنه، كل دول العالم تحترم حق المتظاهرين السلميين بغض النظر عن وجود الإختلاف السياسي معهم أما القول بوجود سلاح ومسلحين بين المتظاهرين فهذا كذب فلماذا لم نشاهد أي صورة أو فيديو يثبت تواجد للسلاح بالإضافة إلى أننا لم نشاهد أي قتيل أو مصاب من الجيش والشرطة على مدار الأربعين يوماً الماضية». أضاف السيد «نحن نرى المستقبل فالذي حذرنا منه في الإعتصام الماضي حول سياسة حكم العسكر والسيسي فقد حصل اليوم».
والجدير بالذكر أن الإعلام المصري سبق وأن بث مشاهد تؤكد وجود أسلحة بأيدي المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر.
أما حافظ خفاجي المشارك في اعتصام «مكتبة هنري فورد» فشرح أسباب تواجده في الإعتصام قائلاً «لهذه المظاهرة أكثر من سبب.. أولاً الديمقراطية التي إستبدلت بالإستبداد. ثانياً القتل بدون محاسبة. ثالثاً الحقوق التي سُلبت. فهناك مواطن كريم شريف نعرفه كلنا ونعرف عن حسن خلقه وإدارته لا نعرف أين هو اليوم وهو رئيس البلاد محمد مرسي. لقد خطفوه وحبسوه وأتوا بشرذمة القوم ليحكموا البلاد. فنحن اليوم هنا لإعلاء الديمقراطية ونصر إخواننا في مصر».
الناشط أحمد غانم تحدث قائلاً «الدعوة للإعتصام اليوم أتت بشكل عفوي من بعض الأشخاص كرد فعل سريع على المجزرة التي حصلت في مصر خلال فض إعتصامي رابعة والنهضة» أما بالنسبة لموضوع تواجد السلاح بين المتظاهرين فتحدث غانم موضحاً «أفاد مراسل مجلة «نيوز ويك» الأميركية على صفحته على «تويتر» على أنه لم يشاهد أي سلاح بأيدي المتظاهرين سوى بعض الألعاب النارية التي إستخدموها للدفاع عن أنفسهم، كما أفاد مراسل «سكاي نيوز» عن أنه شاهد أثناء فض الإعتصامين هجوماً عسكرياً من قبل الجيش المصري والشرطة لا يفرقه عن أي حرب أخرى حضرها».
توقعات غانم للمرحلة القادمة أن «الوضع سيء جداً وينذر بتكرار السيناريو السوري في مصر وأن الطرفين وصلاا لمرحلة اللاتراجع لأن الجيش وعبدالفتاح السيسي لو تراجعوا سوف يتم محاكمتهم بتهم جرائم حرب والمعارضة المصرية لن تتخلى عن حقها بتحقيق الديمقراطية والحفاظ على الشرعية».
Leave a Reply