بالرغم من أن سبع مدارس في مقاطعة ديربورن التعليمية قد تصدرت لائحة أفضل المدارس بالولاية بسبب نيلها علامات أكثر من المتوقع، الا أن الاهتمام بقي منصبا على ثانوية «أدسل فرود» التي احتلت مرتبة متدنية وذلك حسب تقرير صدر عن وزارة التربية التابعة لحكومة الولاية.
وقد صنفت ثانوية «أدسل فرود» ضمن قائمة المدارس الأسوأ في الولاية حيث حلت في أسفل لائحة الخمسة بالمئة من المدارس الموجودة في الولاية والتي فشلت في الحصول على المعدل اللازم في امتحان التأهل «ميريت» لعدة سنوات متتالية.
هذا الترتيب الجديد يعني أن على الطلاب أن يمضوا ساعة اضافية كل يوم من ايام الدراسة فيخرجون عند الساعة 3:15 بدلاً من 2:15 بعد الظهر، كما أن التلاميذ المقصرين في بعض المواد سيتوجب عليهم استخدام الوقت الاضافي من اجل التعويض عن النقص في معرفتهم وتعزيز مهاراتهم المدرسية حسب قول مساعدة مدير التربية غايل شانكمان. أما التلاميذ الذين ليسوا بحاجة للتعويض في المواد فبإمكانهم أخذ مقرر جديد، وهذا الوقت المضاف سوف يحتسب ضمن الساعات المدرسية من دون أن يدفعوا ثمناً إضافياً للصفوف الاضافية بعد حصص المدرسة، كما بإمكان هؤلاء الطلاب اختيار المواد التي يفضلون دراستها.
هذا التغيير في التوقيت الذي أعلن عنه قبل أسبوعين فقط من بدء العام الدراسي الجديد، باغت الكثير من الأهالي والمدرسين.
وعلق على هذا الموضوع مدير ادارة التربية برايان ويستون وقال: «موظفونا لم يعرفوا بهذا الأمر ولا أولياء الطلبة ولا أولادنا لان ادارة المدارس لم تسمح باصدار المعلومات الى أن صدر التقرير عن حكومة الولاية».
وسوف يستقبل أهالي طلاب «أدسل فرود» رسائل حول تصنيف الثانوية هذا الاسبوع وكانت الرسائل موضوعة لتوها في الظروف استعدادا لارسالها بالبريد صباح الثلاثاء الماضي.
كذلك ستأتي رسائل بريدية هذا العام إلى أولياء الطلبة في ثمان مدارس يجري التركيز عليها من ضمنها ثانوية «ديربورن هاي» و«ليام فورد» و«هيغ» و«هاو» و«لاوري» «نولان»، هذه المدارس ذات الاهتمام الكبير هي التي تحمل ثغرات كبيرة بين أعلى 30 بالمئة من الطلاب وأسفل 30 بالمئة منهم.
وقد انتقلت «براينت المتوسطة» وثانوية «فوردسون» من لائحة «المدارس الضعيفة أكاديميا» الى لائحة أفضل بسبب تحسن علاماتها، ويرجع هذا التحسن النوعي في هاتين المدرستين الى التركيز الشديد على الأداء الأكاديمي للطلاب، مما رفع من علاماتهم حسب قول شانكمان، كذلك قامت المدرستان بتطوير اسلوبهما التعليمي وركزت أكثر على ماهية تعلم الطلاب بدلاً من التركيز على ماذا يدرس المعلمون.
وقد صنفت لائحة الولاية سبع مدارس في ديربورن على انها «مدارس تكافؤية» لانها تمتعت باداء اكاديمي افضل مما كان متوقعاً منها بسبب الوضع الاجتماعي الاقتصادي للتلاميذ، وتضمنت هذه المدارس «بيكر» و«هنري فورد إيرلي كوليدج» و«هاورد» و«ليندبرغ» و«لونغ» و«مايبلز» و«مكلو». وقال ويستون ان مكافأة هذه المدارس هو التقدير العلني لها.
حالة «أدسل فورد»
صنفت ثانوية «أدسل فرود» على انها «اولوية» مما يعني ان على ادارة المدارس ان تختار خيارا واحدا من أربع، حيال كيفية تحسين اداء المدرسة، الخيارات هذه تشمل اغلاق المدرسة، اعادة تدشين المدرسة، تبديل نصف طاقمها على الاقل، او القيام بتغيير جذري في ادارة المدرسة نفسها والاستراتيجية التعليمية.
ادارة المدارس في ديربورن اختارت الخيار الاخير، مدير الثانوية، سكوت كيسبولد، كان مديرا جديدا تسلم مهامه السنة الماضية، الا ان العلامات في مواد الكتابة والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية تحسنت خلال فصل الربيع، وبسبب التصنيف الجديد للثانوية فإن كيسبولد اصبح طليق اليد في القيام بإحداث تغييرات في مدرسته التي تضم 1450 تلميذا، وأشار ويستون الى ان المدير حتما يمتلك قوة لا يمتلكها غيره من المدراء في كل المقاطعة المدرسية.
والمعروف أن الولاية تنظر في علامات المدرسة على مدى أربع سنوات عندما تبدأ بتحليل معادلة تصنيف المدارس وبالمقارنة مع العام 2010 فإن ثانوية «أدسل فرود» هبطت كثيرا في مادتي القراءة والعلوم وقليلا في الدراسات الاجتماعية الا ان علامات الكتابة ارتفعت نقطة واحدة وبقيت علامات الرياضيات ثابتة، كما تنظر اللائحة إلى نتائج الطلاب والتطور في علاماتهم والفجوة بين الطلاب ذوي العلامات العالية والذين نالوا ادنى العلامات. وتلعب الآثار الاجتماعية كالدخل المحدود والاقليات والطلاب ذوي الحاجات الخاصة دورا في إعداد اللائحة وكذلك الحضور ونسب التخرج من الثانوية.
وقد هبطت علامات «أدسل فرود» من 2010 إلى 2011 بنسبة ضخمة في مواد القراءة والعلوم وبنسبة أقل في الكتابة، ثم بعد ذلك بدأت العلامات في مادتي القراءة والكتابة بالصعود تدريجيا من جديد وما عدا مادة الدراسات الاجتماعية فإن العلامات في عام 2013 تتطابق مع علامات 2011 التي سوف تكون قاعدة المقارنة مع علامات السنة الدراسية المقبلة.
المقاطعة المدرسية مجبرة الآن على رصد مليوني دولار من ميزانيتها لصرفها على الطلاب في مرحلة «الخطر الاكاديمي» في «أدسل فرود»، وتريد حكومة الولاية ان تنفق هذه الاموال على التخطيط لكيفية تطوير المدرسة الا أن ادارة المدارس حصلت على اذن خاص لانفاق الاموال على البرامج الواقعية مثل تدريب المعلمين وزيادة مواد القراءة، وسوف يصرف مبلغ نصف مليون دولار على ابرام عقد لباصات اضافية لنقل طلاب «أدسل فرود» والتي سوف تكون منشغلة بنقل طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة في الوقت الذي تسرح فيه الثانوية طلابها.
وأكد كيسبولد حول خطة تطوير علامات الثانوية وقال: «اننا نقبل هذا التحدي فالمستشارون يقومون بالعمل على حسابهم الخاص بالتباحث حول جدولة مواعيد التلاميذ كذلك سيعالج المدرسون نفس الموضوع عندما يبدأون عملهم يوم الاثنين، وقد تم توظيف مستشار للقيام بالتدقيق التربوي وفحص الارشادات التعليمية والمقررات المدرسية واداء الطلبة وغير ذلك». واضاف: «ان الجميع من المدير الى سائق الباص ملتزمون بمساعدة الطلاب على التطور». وخلص الى القول: «بسبب خلفيتي الرياضية فإني أملك روح المنافسة ولن أفشل».
وكانت تغييرات كثيرة قد احدثت على الثانوية في العام الماضي منها التركيز اكثر على القراءة، وتوظيف كيسبولد مديرا للثانوية لم يكن بمحض الصدفة حسب وستون الذي قال: «لقد نظرنا إلى الداتا في المقاطعة وكنا في ورطة».
وذكر كيسبولد أن اجتماعاً مقرراً لأولياء الطلبة في 4 أيلول (سبتمبر) سيبحث في تصنيف الثانوية وكيفية مساعدة الاهالي من خلال التركيز على أبنائهم اكاديميا، وقد حازت سبع مدارس على لائحة اهم 60 مدرسة في الولاية حسب مركز «ماكينا»، كما حصلت المقاطعة على أعلى درجة في اعادة الترخيص وتقصير مدرسة واحدة لا يجب ان يؤثر سلبا على السلك التعليمي كله في المدينة، لكن ان لم تتحسن الامور، فإن «أدسل فرود» قد تصبح تحت ادارة الولاية «وهذا ما لن نسمح بحصوله» حسب ويستون.
Leave a Reply