غالباً ما تكون الأخبار الآتية من العراق هي أخبار العنف والدمار الذي تغرق فيه البلاد، أما الأخبار الإيجابية فيجري التعتيم عليها أو تجاهلها تماماً. لكن في العراق اليوم قصصاً مشبعة بالحياة والأمل وشعب مصمم على التحدي وإدارة العيش أمام الموت اليومي.
وفي حين يسعى العراقيون لنفض غبار الحرب والدمار الذي استمر أكثر من عقد من الزمن، يسود شعور عارم بالتفاؤل بمستقبل البلد بشكل عام.
أحد هؤلاء المتأملين خيراً بقيامة ونهضة العراق، القنصل العراقي العام في ديترويت منهل الصافي الذي تحدث إلى «صدى الوطن» باسهاب عن فرص الإستثمار في العراق والإنتخابات التشريعية المزمع إجراؤها قريباً وعن السياحة في العراق.
واستهل الصافي حديثه بالقول «هذا ما لا تراه على شاشات التلفزة ولكن هناك عراقيون يقومون بالفعل بالسفر وبناء بيوت جديدة ويمارسون حياتهم الطبيعية، ولكن الأخبار والإعلام يسارع إلى نشر خبر عن قنبلة هنا وإنفجار هناك». وأضاف «هناك أخبار سارة كثيرة تأتي من العراق لكن لا أحد يسلط عليها الضوء».
ويقوم مكتب القنصلية العراقية في مدينة ساوثفيلد بمساعدة العراقيين الأميركيين بمختلف الإجراءات والخدمات القنصلية اللازمة في الولايات الواقعة تحت سلطة المكتب وهي ولايات أركنسو وإلينوي وأيوا وإنديانا وكانساس وكانتاكي ومينيسوتا وميسوري ونبراسكا ونورث داكوتا وأوهايو وأوكلاهوما وساوث داكوتا ووسكونسن. وتحتوي ولاية ميشيغن على أعلى نسبة عراقيين من بين كل الولايات.
ويقول الصافي إنه على مر السنوات الماضية، بذلت جهود من أجل زيادة حجم الصادرات من ميشيغن إلى الشرق الأوسط ومن أجل تقديم الشركات في ميشيغن لكي تستثمر في تلك المنطقة.
وفي العام ٢٠١٠، ذكر تقرير أن العراق كان أحد أكبر الأسواق الإستهلاكية في الشرق الأوسط. وحول ذلك تطرق الصافي إلى أن البلد (العراق) بحاجة إلى كل شيء بدءاً من البنية التحتية إلى الإستثمار المالي، إلى بناء البيوت، إلى العناية الطبية إلى المشافي إلى المدارس ومؤسسات التربية وأمور حياتية أخرى، ورغم أن مكتب القنصلية لا يعنى بأمور الإستثمار إلا أنه قد يوجه المستثمرين المهتمين بالموضوع إلى الإتجاه الصحيح لبدء عمليات الإستثمار. وقال الصافي «إنها ليست من مسؤولياتنا من الناحية التقنية فعندنا السفارة في واشنطن ملتزمة بهذا الأمر (الإستثمارات) وسفيرنا هناك يقوم بالواجب على أفضل وجه».
وقد إتصل العديد من رجال الأعمال العراقيين بمكتب الصافي للإستفسار عن موضوع توظيف الأموال في بلدهم الأصلي في مجالات هامة مثل المنازل وبناء المشافي ومشاريع المياه وغير ذلك لأن معظم البنية التحتية دُمرت بسبب الحروب.
وقد قدرت موازنة العراق لعام ٢٠١٣ بـ١١٣ مليار دولار ٦٩ بالمئة منها تذهب كنفقات للتشغيل، وقال الصافي «إن معدل دخل العراقيين إرتفع بسبب الموازنة وإزدياد الوظائف المتاحة الآن داخل الحكومة وفي القطاع الخاص». وأضاف «إن الحكومة تستثمر أموالها في مشاريع ضخمة على طول البلاد وعرضها ومن الأهمية بمكان لكل عراقي يافع حول العالم أن ينضم إلى ورشة البناء في البلاد».
كذلك فإن منظمات غير حكومية وغير ربحية تعمل على الأرض في العراق من أجل تحسين ظروف معيشة المدنيين، وحسب القنصل الصافي فإن بإمكان الشباب العراقي الإتصال بهذه المنظمات للمشاركة في التطوع الإنساني الهادف إلى مساعدة الأيتام والعجزة من الكبار والأرامل والأطفال والنساء.
ويأمل القنصل العراقي أن يشارك أبناء بلده في الإنتخابات المزمع إجراؤها في آذار (مارس) ٢٠١٤ حيث أن كل عراقي يمكنه التصويت، وقال «أنا أشجع كل العراقيين من المسيحيين والمسلمين، على المشاركة في الإنتخابات لأن صوت كل شخص هو مهم ومحسوب ومن الأهمية القصوى أن تحث المساجد والكنائس في المنطقة أبناءها ورعيتها على المشاركة في العملية الديمقراطية».
القنصل الصافي |
وأردف «إن الإنتخابات المقبلة حيوية لمستقبل العراق والحقيقة أن العديدين في الشرق الأوسط اليوم يحاربون للحصول على هذا الإمتياز ولكن عندما ينتزعون هذا الحق، تصبح مشاركتهم معدومة. ليس بالضرورة العودة إلى العراق للتصويت حيث يمكن للعراقيين الإقتراع من هنا».
وأعلن الصافي أنه «سوف تُعين مراكز إنتخابية في منطقة ديترويت للإقتراع» مشيراً الى وجود إحساس بالقلق من عدم التمثيل الكافي للمسيحيين العراقيين في الحكم داعياً الجالية العراقية المسيحية للمشاركة بقوة في الإنتخابات انتخاباً وترشيحاً: «الوجود المسيحي مهم جداً جداً في العراق».
وحول موضوع السياحة أفصح الصافي بأن العراق أصبح نقطة جذب للكثيرين لاسيما المغتربين الذين يعودون كسياح إلى العراق. وأضاف «إن في العراق نقاطاً سياحية عديدة منها على سبيل المثال المتحف في وسط المدينة في بغداد والذي زرته العام الماضي وشاهدت إعادة تأهيله ليصبح قبلة سياحية». وأردف «لقد أصبح مركز استقطاب سياحي جميل جداً والذي قامت بتطويره شركة إيطالية مختصة بالمتاحف». كذلك تبرز كردستان العراق كمنطقة سياحية من أهم المناطق الآمنة وقد دفعت «شركة الإستثمار في كردستان» باتجاه إقامة مشاريع إنشائية حول المنطقة، كما أن السياحة الدينية مزدهرة في العراق.
وختم القنصل العراقي قائلاً «نجا العراق خلال آلاف السنين وسيظل متعافياً ولديه مدنيات عامرة تاريخياً وشعب عظيم والحياة مستمرة وهناك أشياء جميلة تبقى في العراق ولكن لا يمكن الحكم عليها من بعد أو عبر شاشة التلفزيون. كونوا شجعاناً واذهبوا لرؤية العراق لأن لديكم الفرصة للعودة والمساهمة في بناء بلدكم». هاتف مكتب القنصلية هو ٢٤٨.٤٢٣.١٢٥٠
للإطلاع على مشاريع الحكومة العراقية يمكن زيارة: www.cabinet.iq
Leave a Reply