يدعو الى تحقيق «العدل الاقتصادي» فـي اليوبيل الذهبي لـ «حلم» لوثر كينغ
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما الاربعاء الماضي في ذروة الاحتفال بمرور نصف قرن على «مسيرة
مارتن لوثر كينغ» كلمة من المكان نفسه الذي القى فيه القس كينغ خطابه الشهير «لدي حلم». وألقى أوباما، المنشغل خلال الايام الاخيرة بدراسة إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا (تفاصيل ص ١٤)، خطابه من على مدرج تمثال لينكولن في قلب واشنطن، مشدداً على أن تحقيق العدل الاقتصادي هو «المهمة العظمى» التي وعد بها مارتن لوثر كينغ، ولم تتحق بعد. واعتبر أوباما أن «العدل شرط، مع الحرية، لتحقيق المساواة» في المجتمع الأميركي والعالم.
ونسب أوباما الفضل في وصوله للبيت الأبيض للمسيرة التي قادها كينغ قبل خمسين عاما في شوارع واشنطن مطالبة بالعمل والحرية. وقال إن أميركا تغيرت كثيرا بفضل الذين ساروا في الشوارع رغم بؤسهم طلبا للعدل وللمساواة. وأضاف: «وبفضلهم، تغير البيت الأبيض أيضا».
لكنه استطرد «عملنا لم ينته بعد»، وأكد «لا بد من اليقظة لحماية الإنجازات». وقال أوباما إن الذين وقفوا في وجه التمييز العنصري لم يفعلوا ذلك «من أجل أفكار مجردة، بل طالبوا بوظائف، وبالعدل». وقال أوباما إن الحرية وحدها لا تعني المساواة، مشيرا إلى أن العاملين الأميركيين يرون رواتبهم تنخفض فيما تزداد أرباح الشركات. وأضاف أن «بعض المنتفعين من الوضع الحالي يمنعون التغيير» لكنه تعهد بالعمل وإن من حق الأميركيين كافة في العمل والرعاية الصحية.
وكان أوباما وصف كلمات كينغ بـ«التاريخية» وبـ«النبوءة» لكنه تحدث مطولا «عن الناس العاديين» الذين لم يذكروا في كتب التاريخ ولا التلفزيون، «الذين عاشوا في مدن لم يسمح لهم فيها بالتصويت.. جنود قاتلوا من أجل الحرية خارج وطنهم لكنهم لم يجدوها فيه». وقال «هؤلاء اختاروا دربا آخر.. صلّوا في وجه الكراهية.. واجهوا العنف بقوة اللاعنف»، مشيدا بـ«الروح» التي مثلوها والتي قال إنها أحيت وعي الأمة الأميركية، وأشعلت نار الحرية فلم تخب بعدها.
وقد شارك في المسيرة الى جانب أوباما الرئيسان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون.
وفي مقابلة أجراها مع برنامج توم جوينر الاذاعي حذر اوباما مسبقا من ان خطابه «لن يكون في جودة» خطاب كينغ الذي اعتبره من أحسن خمس خطب في تاريخ الولايات المتحدة «والكلمات التي قالها في ذلك الحين عندما كانت الرهانات فائقة الاهمية والطريقة التي عبر فيها عن آمال واحلام جيل كامل، ليس لها مثيل في رأيي». وأضاف أوباما ان لوثر كينغ الذي اغتاله ابيض بدافع العنصرية في 1968 عندما كان عمره لا يتجاوز 38 سنة «سيدهشه التقدم الذي حققناه» منذ عهد الفصل العنصري.
أوباما يلقي خطاباً بالذكرى الخمسين لخطاب مارتن لوثر كينغ «لدي حلم»، من على مدرج نصب ابراهام لينكولن التذكاري في العاصمة واشنطن، يوم الأربعاء الماضي. وتبدو في الخلف زوجته ميشيل الى جانب الرئيسين السابقين كلينتون وكارتر. (رويترز) |
بكى… عند مشاهدته فيلماً
وقال أوباما أثناء المقابلة الإذاعية إنه بكى خلال مشاهدته فيلم «ذي باتلر» (كبير الخدم) الذي يتناول النضال من أجل الحصول على الحقوق المدنية من خلال خادم أسود في البيت الابيض. وقال أوباما «شاهدت الفيلم وبكيت.. بكيت لأني لم افكر فقط بالخدم الذين عملوا في البيت أبيض هنا بل بجيل كامل من الناس المؤهلين والموهوبين لكنهم لجموا بسبب القوانين العنصرية وبسبب التمييز». وأضاف أوباما «رغم ذلك نهضوا كل يوم بالكرامة والعزم نفسه للتوجه الى العمل وتحملوا الكثير من المشقات لأنهم كانوا يأملون أياماً أفضل لأطفالهم».
ويغطي الفيلم خمسين عاماً من التاريخ ونحو عشرة رؤساء أميركيين وهو يتتبع المسيرة المهنية الطويلة لكبير الخدم «الأسود» في البيت الابيض.
وقال أوباما «يمكنني القول إن الخدم العاملين حالياً في البيت الأبيض كانوا لطفاء جداً منذ دخولنا البيت الأبيض. هذا الأمر عائد جزئياً في رأيي الى أن ماليا وساشا تشبهان أطفالهم وأحفادهم». وأضاف أن وصول عائلة سوداء الى المقر الرئاسي «كان لحظة مؤثرة جدا بالنسبة لهم وكان الأمر كذلك بالنسبة لنا».
يتفهم مـخاوف الشعب الأميركي من التنصت
قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اجتمع يوم الثلاثاء الماضي مع لجنة من خمسة أعضاء عينها لمراجعة مسائل الخصوصية المرتبطة ببرامج الحكومة الأميركية للمراقبة، وذلك في إطار مسعى لإعادة بناء الثقة بعد الوثائق السرية التي سربها المحلل في الـ«سي آي أي» إدوارد سنودن وكشفت معلومات سرية عن قيام الحكومة الأميركية بمراقبة اتصالات هاتفية ورسائل البريد الإلكتروني للأميركيين، مما أثار مخاوف بشأن الخصوصية والحريات المدنية.
وأضاف في بيان له أن اللجنة ستقدم نتائج أولية في غضون 60 يوما إلى مدير المخابرات القومية، على أن تقدم تقريرا نهائيا وتوصيات إلى الرئيس أوباما بحلول نهاية العام الجاري.
ولجنة المراجعة جزء من مسعى لتوسيع الرقابة على تلك البرامج التي دافع عنها أوباما بدعوى أنها ضرورية لحماية الأمن القومي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال أوباما أيضا إنه سيعمل مع الكونغرس لإصلاح القوانين المنظمة لجمع السجلات الهاتفية والكشف عن المزيد من المعلومات بشأن محكمة مراقبة المخابرات الخارجية. وأضاف أنه يريد تقديم المزيد من المعلومات إلى الرأي العام عن برامج المراقبة من أجل استعادة الثقة.
وكان أوباما قد اعتبر في مقابلة أجراها مع شبكة «سي أن أن»، أن مخاوف الشعب الأميركي من برامج الرقابة التابعة لوكالة الأمن القومي «مشروعة».
وأضاف في المقابلة التي أجريت يوم الجمعة الماضي، وهي الأولى له منذ عودته من عطلته الصيفية القصيرة، أنه «واثق بأنه لن يقوم أي شخص في وكالة الأمن القومي باستغلال السلطة في الوصول للمعلومات الخاصة أو التنصت على خصوصيات الغير». وقال «لا يوجد أدنى شك بأن ما قامت به الوكالة هدف لحماية خصوصيات الشعب الأميركي، لكن القدرات التي تملكها تخيف الناس»، وأشار إلى أن «المستقبل يحمل تكنولوجيا جديدة وبالتأكيد سيمكننا أن نصمم تكنولوجيا يمكنها طمأنة الشعب تجاه برامج الرقابة الأمنية».
يتصل بإمرأة منعت حادث إطلاق نار جماعي
أثناء قيامه بجولة برية بواسطة «الحافلة الرئاسية» لتسويق خطته لكبح الأقساط الجامعية في ولايتي نيويورك وبنسلفانيا، اتصل الرئيس الأميركي هاتفيا الأسبوع الماضي بامرأة منعت حادث إطلاق نار جماعي محتمل في مدرسة بمنطقة أتلانتا من خلال تهدئتها لمسلح ببندقية هجومية من طراز «أي كاي 47» وإقناعه بالاستسلام للشرطة، وفقا لما صرح به البيت الأبيض. وكانت أنطوانيت توف جالسة في الاستقبال بأكاديمية رونالد ماكنير للتعلم الاستكشافي حين دخل مايكل براندون هيل (20 عاماً) ملوحا بالبندقية. وأمكن سماع صوت توف بوضوح في تسجيلات خدمة الطوارىء «911» وهي تتحدث بهدوء إلى هيل ليحجم عن التسبب في وقوع أذى وتؤكد له أن عدم إطلاق الرصاص هو أفضل ما يمكنه فعله. وقيل إن هيل كان بحوزته 500 رصاصة وتبادل إطلاق النار مع الشرطة دون أن يصاب أي طالب في الحادث. وأضاف البيت الأبيض أن أوباما اتصل بتوف «ليشكرها على الشجاعة التي أبدتها» أثناء حديثها للمسلح.
Leave a Reply