تونس – في ظل انقسام الشارع التونسي، دعا راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الى الاستقالة إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد الغنوشي الاحد الماضي تمسكَ حركتِه بمقترح حل الحكومة التي يرأسها القيادي في حركة النهضة علي العريض، وقبولَه بتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية بشرط الاتفاق عليها ضمن جلسات الحوار الوطني.
كما دعا الغنوشي المجلسَ التأسيسي الى الإسراع بالانعقاد لاستكمال إعداد الدستور وبقية الخطوات الممهدة للانتخابات، حاثاً النوابَ المنسحبين من المجلس على فك اعتصامهم بساحة باردو والعودة الى مقاعدهم
يأتي هذا في وقت يواصل فيه أنصار المعارضة التونسية الليبرالية واليسارية تظاهراتِهم بهدف إسقاط الحكومة التي يسيطر عليها الاسلاميون، وذلك ضمن حملة أُطلق عليها «أسبوع الرحيل». وقد حاولت الحكومة احتواء الغضب المتزايد ضدها بكشف العريض أن تنظيم «أنصار الشريعة» مسؤول عن الاغتيالات السياسية وقتل العسكريين بالشعانبي ويخطط للانقضاض على السلطة، مضيفا أن الحكومة تصنف تنظيم «أنصار الشريعة» الإسلامي كتنظيم إرهابي.
وقال العريض في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي: إن كل من يحافظ على هذا التنظيم سيتحمل مسؤوليته كاملة، مؤكدا أن تجييش الشارع والشارع المضاد ليس سلوكا ديمقراطيا. وعارض العريض استقالة الحكومة الحالية وتعطيل المجلس التأسيسي، قائلا إن الحكومة ستواصل عملها واقترح عودة المجلس التأسيسي إلى أعماله بكامل صلاحياته وبخارطة طريق وأولويات واضحة لإصدار الدستور والإعداد للانتخابات، وكذلك مواصلة رئاسة الجمهورية عملها ونشاطها وإشرافها على الحوار الوطني. وأكد رئيس الحكومة التونسية أن الحكومة تتكون من 27 وزيرا و10 كتاب دولة و60 بالمئة من تركيبتها شخصيات مستقلة، و«النهضة» لها 26 بالمئة فقط من الحقائب الوزارية.
ودعا العريض إلى الحوار الوطني حول حكومة انتخابات تتسلم مسؤولياتها بعد إنهاء المجلس التأسيسي أعماله وتعمل على الإعداد للانتخابات تجري في نهاية السنة الجارية او في مطلع السنة القادمة كأقصى تقدير.
أما في ضفة المعارضة، فيبدو أن تحالفاتها آخذة بالاتساع، حيث أعلن حزب «نداء تونس»، أكبر حزب معارض في البلاد، عن دعمه لـ«جبهة الانقاذ الوطني» المعارضة التي شكلها مع أحزاب علمانية للمطالبة بحل حكومة «النهضة»، داعياً مؤيديه إلى مواصلة التظاهر. وقال الحزب الذي يرأسه الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء الاسبق، في بيان صدر يوم 26 آب (أغسطس) إنه يعبر عن اعتزازه بالجبهة الوطنية للإنقاذ، ويؤكد على دعمها باعتبارها مكسباً وطنيا وعنصراً استراتيجياً لتجنيب البلاد المخاطر المحدقة بها.
Leave a Reply