نفذ العشرات من أبناء الجالية المصرية في منطقة ديترويت اعتصاماً في وسط مدينة رويال أوك يوم السبت ٣١ أيلول (سبتمبر) الماضي رفضاً لما أسموه «الإنقلاب العسكري» في مصر.
ووقف حوالي ٣٠ متظاهراً أغلبهم من النساء والأطفال عند مدخل مهرجان «آرت بيتس آند إيتس» الذي أقيم الأسبوع الماضي في قلب رويال أوك التي تعتبر إحدى الضواحي الراقية لمدينة ديترويت. وقد حمل المعتصمون الذين لبوا دعوة منظمة «أميركيون من أجل الديمقراطية في مصر» التي شكلت حديثاً، يافطات وصوراً لضحايا الأحداث الأخيرة في مصر تندد بالحملة الشاملة ضد جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر وتندد أيضاً بضحايا الهجوم الكيمياوي الذي وقع في ٢١ آب (أغسطس) في سوريا.
المعتصمون أمام مدخل المهرجان السنوي في وسط مدينة رويال أوك. |
وقد اعتبرت الدكتورة علا السيد، التي شاركت في الاعتصام رغم أنها كانت من المطالبين بتنحي الرئيس محمد مرسي، أن عزل الرئيس من قبل الجيش المصري في الثالث من تموز (يوليو) مرفوض.
أضافت علا السيد «لم أكن سعيدة بحكومة الرئيس مرسي ولكنني لست سعيدة أيضاً كيف أن الجيش في مصر حول البلاد إلى منطقة عسكرية».
تابعت السيد بالتحدث عن أنه بالرغم من أنها لا تدعم سياسة «الإخوان» في مصر إلا أنها ترفض الأساليب التي وصفتها بـ«غير نزيهة» والتي تحرم «الإخوان» من ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم في مصر وتزج قادتهم الى السجون. مؤكدة «إننا نريد الحرية والعدالة لكل المصريين وليس فقط لمن نتفق معهم». ورأت أن الحل للأزمة السياسية في مصر هي الديمقراطية الشاملة حينها يكون الكل محمياً بشكل متساوٍ من قبل القانون.
كما إعترفت السيد بأن الجيش المصري مايزال يتمتع بدعم نصف الشعب المصري الذين لم يجدوا أي خطأ في ذلك حيث قالت «هناك علاقة قوية بين الجيش والشعب في مصر».
الطبيبة الأميركية المصرية تقول إن السياسيين والشخصيات الإعلامية المؤيدين لحكم العسكر يتحدثون ضد ثورة ٢٥ كانون الثاني (يناير) التي أسقطت حكم الطاغية حسني مبارك في العام ٢٠١١. «يلقبون كل من يختلفون معه بالرأي بإنه إرهابي، سعياً منهم للنيل من نتائج الثورة».
الشهر الماضي قام الجيش وقوى الأمن المصري بتفريغ ميدان رابعة العدوية في القاهرة بالقوة حيث أدى ذلك إلى وقوع المئات من القتلى ومنذ ذلك الوقت تحولت «رابعة» إلى رمز يعبر عن الثورة ضد حكم العسكر، شِعارُه كف بأربعة أصابع مرفوعة.
أحمد غنيم الناشط المصري الأميركي، من سكان رويال أوك، وصف إستنكار الأحداث في مصر من قبل الإدارة الأميركية بـ«الكلام الذي لا يكفي»، فيقول غانم حول الدعم العسكري الأميركي لمصر «يقولون للجنرال عبد الفتاح السيسي لا تفعل هذا ولكنهم من الجهة الأخرى يمدونه بدعم مادي بـ١,٦ مليار دولار».
وأضاف غنيم أن «الحراك والثورة ضد الحكم العسكري في مصر أصبح أكبر وفي نمو متزايد مع إنضمام العديد من الليبراليين واليساريين والإسلاميين لمساندة جماعة «الإخوان» في هذه الثورة ضد الحملة العسكرية الموجهة ضدهم». كما وصف الحراك الذي يحصل مؤخراً في مصر بأنه «مشروع نهضة جديدة».
غنيم الذي يعمل في المجال التجاري بالحقل الطبي، يقول إن «أميركيون من أجل الديمقراطية في مصر» انطلقت بعد حصول «الإنقلاب» وهدفها المساهمة من قبل المصريين المحليين في إستعادة الديمقراطية في مصر.
ورغم قلة عدددهم أثار المعتصمون أمام مدخل المهرجان الفضول لدى المغادرين حيث توقف بعض المارة للتعرف على أسباب الإعتصام وقراءة الشعارات المرفوعة التي كانت جميعها باللون الأصفر.
علا السيد قالت إن إنخفاض نسبة المشاركة في الإعتصام يعود «لذهاب العديد من الناشطين المصريين في ميشيغن إلى واشنطن للمشاركة بمظاهرة لنفس السبب»، مع العلم أن تظاهرة واشنطن المخصصة للاحتجاج على عزل مرسي طغت عليها تظاهرة ضخمة مناهضة للتدخل العسكري في سوريا أقيمت أمام البيت الأبيض يوم السبت الماضي.
Leave a Reply