يحشد المشرعين للتصويت لصالح ضرب سوريا
بعد أن ألقى في خطابه يوم السبت الماضي مهمة اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا على عاتق الكونغرس بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما مهمة حشد التأييد في مجلسي الشيوخ والنواب حتى أثناء تواجده في رحلة خارجية تستمر ثلاثة أيام. وقد حصل أوباما بعد سلسلة اجتماعات مع المشرعين على تأييد أعضاء كبار في الكونغرس من بينهم زعماء جمهوريون لدعوته بتنفيذ ضربات محدودة في سوريا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على هجوم مزعوم بالاسلحة الكيمياوية ضد مدنيين.
وبعد أن أذهل الاصدقاء والاعداء معا بتأجيل «الضربة العقابية» للأسد الى حين عودة الكونغرس من عطلته وموافقته على القرار، عقد أوباما اجتماعات مكثفة مع زعماء الكونغرس في البيت الابيض وقال لهم إن الولايات المتحدة لديها خطة واسعة لمساعدة مقاتلي المعارضة في الانتصار على قوات الحكومة السورية. وأقدم أوباما على مقامرة سياسية كبيرة بتأجيله التحرك العسكري ضد سوريا وسعى بدلا من ذلك إلى إقناع الكونغرس المنقسم بالموافقة على توجيه ضربة لأهداف حكومية سورية. ولكن أوباما قال، الثلاثاء الماضي، إنه واثق من أن الكونغرس سيصوت بالموافقة على الضربة العسكرية التي قرر توجيهها لسوريا. وأضاف أوباما في اجتماعه مع مسؤولي اللجان الأساسية في الكونغرس أن الهجوم الذي تخطط له الولايات المتحدة سوف يشل قدرة الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيمياوية في المستقبل. وأشار الرئيس الأميركي أن لدى بلاده «استراتيجية واسعة» تسمح للولايات المتحدة بزيادة الدعم للمعارضة السورية. (تفاصيل ص ١٣)
![]() |
أوباما داخل معبد يهودي في استوكهولم، مصافحاً شقيقة الدبلوماسي السويدي الراحل راول والينبرغ تكريماً لدوره في إصدار آلاف جوازات السفر السويدية ليهود مجريين خلال الإحتلال النازي خلال عامي ١٩٤٤ و١٩٤٥. |
فـي السويد لحشد التأييد: مصداقية أميركا فـي خطر.. لا مصداقيتي
توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الثلاثاء الماضي على متن طائرته الرئاسية الى السويد لحشد التأييد الدولي لقرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا. ومن قلب جولته الخارجية التي استمرت ثلاثة أيام، ظل أوباما في قلب النقاش الدائر في الكونغرس حيث يواصل فريقه للأمن القومي حملة مكثفة لتهدئة مخاوف المشرعين الرافضين للتدخل والأميركيين الذين سئموا الحرب. ورغم فشله في الحصول على تأييد رئيس حكومة السويد، تحدى أوباما الأعضاء المترددين في الكونغرس وطلب منهم الموافقة على خطته قائلا إن عدم الموافقة يعني أنهم يعرضون مصداقيتهم ومكانة أميركا الدولية للخطر.
واغتنم أوباما فرصة زيارته للسويد لتقديم المبررات لعمل عسكري محدود، وشدد على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتا أمام «همجية» الهجوم الكيمياوي الذي وقع في 21 آب (أغسطس) والذي ألقي بمسؤوليته على القوات السورية دون توفير أي أدلة. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في ستوكهولم «مصداقيتي ليست معرضة للخطر. مصداقية المجتمع الدولي هي المعرضة للخطر». وأضاف «مصداقية أميركا والكونغرس معرضة للخطر لأننا نتحدث كثيرا عن أهمية الأعراف الدولية» المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيمياوية.
وقبل يوم من سفره إلى سان بطرسبرغ لحضوره قمة مجموعة العشرين التي يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أوباما إنه لا يزال يأمل في أن الرئيس الروسي سيتراجع عن تأييده للأسد. لكنه لم يصل إلى حد القول إن لديه توقعات كبيرة في تغير حقيقي.
يتعرض لضغوط دولية فـي «قمة العشرين»
تعرض الرئيس باراك أوباما يوم الخميس الماضي لضغوط متزايدة من زعماء العالم لإثنائه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا في قمة مجموعة العشرين التي تناقش قضايا الاقتصاد العالمي وطغى عليها الصراع. ورغم أن تهديدات الرئيس الأميركي بالحرب على سوريا هيمنت على أجواء القمة في سان بطرسبرغ الروسية، إلا أن نظيره الروسي كسب الجولة الأولي بحسب تقرير لـ«رويترز» بعد نيله تأييداً دولياً واسعاً لموقفه الرافض للحرب. وموقف أوباما كشفت عنها مصافحة وابتسامة باردة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، اللذين يقفان على نقيض بعضهما البعض بشأن الملف السوري.
ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله إلى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسميا كذلك. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفت لكاميرات المصورين. وتبادل مع بوتين، لمدة 15 ثانية، بعض الكلمات.
وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة عندما اتخذت الصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرانسيس -في خطاب الى قادة مجموعة العشرين- مواقف أقرب اليه من أوباما بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته (تفاصيل ص ١٤).
وقد أوردت صحيفة «إزفيستيا» الروسية أن اللجنة التنظيمية لمؤتمر القمة درست بدايةً، خيارين اثنين لإجلاس الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، إلى طاولة القمة: الأول وفق الحروف الأبجدية الروسية، والثاني وفق الأبجدية الإنكليزية. فحسب التقاليد تمتلك الدولة المستضيفة حق تحديد أماكن الجلوس، وبالتالي سيفصل مقعد السعودية فقط بين مقعدي روسيا والولايات المتحدة، لكن منعاً لوقوع أي حرج قررت اللجنة المنظمة للقمة إجلاس المشاركين وفق الأبجدية الإنكليزية، ما يعني أنه سيفصل بين مقعدي بوتين وأوباما خمسة مقاعد، وهو ما أكده المتحدث الصحافي باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وترى «أنباء موسكو» أن حضور أوباما قمة مجموعة «العشرين» كان بالأصل محط تساؤل بسبب المواقف الروسية الأميركية المتباينة حيال قضية موظف الاستخبارات الأميركية الهارب إدوارد سنودن، الذي منحته روسيا حق اللجوء المؤقت؛ فقد ألغى الرئيس الأميركي على خلفية هذه القضية موافقته على عقد قمة ثنائية مع بوتين كانت مقررة في موسكو قبيل قمة «العشرين»، وأبقى على مشاركته في قمة سان بطرسبورغ فقط.
يلغي جولة كاليفورنيا لحسم «قرار الحرب»
قرر الرئيس باراك أوباما، إلغاء جولته المرتقبة في منطقة الساحل الغربي للولايات المتحدة، للانتهاء من حسم «قرار الحرب»، التي يعتزم شنها على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وقال مسؤول في البيت البيض الخميس الماضي، إن أوباما كان يعتزم زيارة ولاية كاليفورنيا الأسبوع المقبل، إلا أنه تم إلغاء الزيارة، التي يتزامن موعدها مع تصويت الكونغرس على منح التفويض للرئيس الأميركي باستخدام القوة ضد سوريا. وكان من المقرر أن يوجه أوباما خطاباً إلى اجتماع عمالي، يُعقد في مدينة لوس أنجلوس الاثنين المقبل، بالإضافة إلى المشاركة في حملة لجمع التبرعات، لصالح اللجنة القومية للحزب الديمقراطي.
Leave a Reply