ديترويت – إشهار افلاس ديترويت كان متعجلا، مدمراً وغير عادل وعنصرياً.. تلك كانت المشاعر السائدة في أوساط التجمع الذي عقد يوم السبت الماضي في كنيسة فيلوشيب في ديترويت وحضره أكثر من 300 من سكان المدينة بينهم مشرعون والمحامون ورجال دين واساتذة جامعيين بهدف مناقشة قرار إعلان إفلاس ديترويت وتداعياته باعتباره حدثاً فريداً من نوعه لم تشهده مدينة أميركية كبرى في التاريخ.
وقد انعقد التجمع الذي دعا الىه النائب الأميركي جون كونيورز (ديمقراطي عن ديترويت) بهدف رصد ردود الفعل عند المواطنين تجاه اعلان إفلاس مدينتهم، تمهيدا لنقل الصورة ووضعها على طاولة صانعي القرار في واشنطن، وساد غضب شعبي بين الأفارقة الأميركيين الذين يتمسكون برفض وضع «مدينتهم» تحت سلطة مدير طوارئ معين يحل مكان السلطات المنتخبة ديمقراطياً.
ومع قطع المدينة تحت إدارة حكومة الولاية أشواطاً كبيرة في طريقها الى إشهار الإفلاس، كان الاحباط سائدا منذ بداية الإجتماع، حيث قال مايكل ايريك دايسون وهو مواطن سابق في ديترويت ويعمل حاليا استاذا في «جامعة جورج تاون» في العاصمة واشنطن «نحن تحت الحصار بهذه المدينة» في إشارة الى الأميركيين السود، مشيراً الى ان مدير الطوارئ المعين من قبل حكومة الولاية شخص غير منتخب و«يمارس سلطاته على المقيمين هنا دون أخذ رأيهم». وحذر البروفسور الجامعي ان «المسؤولين الذين يعملون في اطار القوالب النمطية العنصرية سوف لن يترددوا في اشهار الافلاس في مدن اخرى تواجه صعوبات مالية كتلك التي كانت تعاني منها ديترويت دون الأخذ برأي سكانها».
من جانبه القى الأب ويندل انطوني راعي الكنيسة المستضيفة للاجتماع ورئيس «منظمة الدفاع عن حقوق الملونين»–فرع ديترويت (أن أي أي سي بي)، كلمة اتهم فيها مدير الطوارئ كيفين أور بالديكتاتورية والتسلط على سكان المدينة. في حين قالت النقابية روز رووتس من اتحاد موظفي الولاية والمقاطعات والبلديات، بأن المتقاعدين أفنوا حياتهم في خدمة البلدية حين كانت بحاجة اليهم، والان اصبحت معاشاتهم التقاعدية في مهب الريح.. وطالبت رووتس -وسط تصفيق الحضور- «لا تطيحوا بمعاشاتنا التقاعدية بل أطيحوا بكفين أور».
وقال اخرون ان «وول ستريت» و«القروض السامة» هي ما أنهك ميزانية ديترويت وجعلت خزائنها خاوية.
Leave a Reply