بمشاركة مسؤولين وقيادات محلية ورجال دين أحيت مدينة ديربورن الأربعاء الماضي الذكرى الـ١٢ لأحداث «11 أيلول» الإرهابية في قاعة المجلس البلدي.
إفتتح برنامج الحفل المغني اللبناني الأميركي «جو كيد» وشريكته شيلا بيرك بتقديم ترانيم وأغاني تدعو للحرية والوحدة. وقال كيد بعد الإنتهاء من تقديم أغنيته الأولى «تعبنا من الإنتظار من أجل السلام والمحبة والرحمة»، «الصلاة الأكثر أهمية هي التي ننفذها بأيدينا وبعملنا. السلام لن يتحقق إلا حينما نرمي أسلحتنا تحت أقدام من نسميهم أعداءنا عندما نكتشف أنهم إخواننا وأخواتنا».
وفي المناسبة قال رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي «لا يكفي أن ندعي أننا ننتمي لمجتمع واحد بل علينا أن نصل إلى وقت نقول فيه إننا ننتمي إلى عائلة واحدة». مشيراً الى دراسة علمية تقول إن كل البشر أصلهم واحد، من غرب أفريقيا.
جانب من إحياء ذكرى «11 أيلول» في قاعة مجلس ديربورن البلدي. |
كما تابع أورايلي بالقول «يجب أن نبدأ بالترويج لفكرة أننا كشعوب كلنا ننتمي إلى عائلة واحدة.. ومهما حصل من خلافات بينك وبين أقاربك لا يجوز أن تكرهوا بعضكم» وأضاف «علينا أن نتقبل إختلافاتنا»، سائلاً المغفرة «لهؤلاء الذين يلحقون الضرر بنا».
بدوره، قال رئيس بلدية ديربورن هايتس، دان باليتكو، إن «الناس عندما يستثمرون مواهبهم الفردية ويستخدمونها بشكل جماعي في خدمة المجتمع، لن يكون هناك شيء مستحيل». وأضاف باليتكو أيضاً «إن كلا المدينتين، ديربورن وديربورن هايتس، ليستا كما كانتا قبل 30 عاماً بل أصبحت المدينتان اليوم أكثر تنوعاً، ونحن نرحب بهذا التنوع»، مشيراً الى أن أفضل طريقة لتكريم ضحايا «11 أيلول» هي «من خلال تبني التنوع وقبول الآخر».
وشهد الحفل قراءة بعض الآيات من الإنجيل والقرآن الكريم، وقرع جرس داخل القاعة لعدة مرات تكريماً لذكرى ضحايا أحداث «11 أيلول» وأهاليهم وسكان المناطق المحيطة التي تعرضت للاعتداءات في نيويورك وواشنطن، كما تم قرع الجرس من أجل جميع الأرواح التي أزهقت في حربي أفغانستان والعراق من عسكريين ومدنيين.
تلى ذلك تقديم أغنية جماعية بمشاركة الحضور بعنوان «لنسمح بأن يكون هناك سلام على الأرض».
وإختتم الحفل الشيخ محمد علي إلهي، إمام دار الحكمة الإسلامي، حيث قال إنه إستلهم من فكرة «العائلة الواحدة» التي طرحها أورايلي حديثاً عن النبي محمد (ص) يقول فيه إن كل الناس متساوون وخير الناس هم الأكثر فائدة لمجتمعهم. وأضاف إلهي «إن الرعب والمأساة التي حصلت بسبب أحداث «11 أيلول» جريمة لا توصف لم تكن فقط بحق أميركا ولكن أيضاً كانت ضد المسلمين والإسلام، دين السلام». ثم قال «يوم 11 أيلول هو يوم للذكرى والتآمل والحزن على الأرواح التي فقدت في ذلك اليوم». كما دعا إلهي الله الى إلحاق الهزيمة بقوى الجهل والأنانية والكراهية، راجياً منه خسران أولئك الذين يقتلون الآخرين باسمه، زوراً وبهتاناً.
أميركا تحيي ذكرى 11 أيلول
أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما، في الذكرى الـ12 لاعتداءات 11 أيلول، أنّ الأميركيين سيدافعون عن أمتهم في وجه التهديدات، محذراً في الوقت ذاته من أنّ القوّة «لا يمكنها وحدها بناء العالم».
وإحياء لذكرى الاعتداءات، وقف الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن، وزوجتاهما، دقيقة صمت في حديقة البيت الأبيض. كما ألقى أوباما كلمة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الذي تعرّض لأحد هذين الهجومين.
وفي كلمته، قال أوباما «سندافع عن أمتنا» في وجه التهديدات، مضيفاً «لتكن لدينا الحكمة لنعرف أنّ القوة ضرورية في بعض الأحيان، لكنها لا يمكنها وحدها بناء العالم الذي نسعى إليه». كما تطرّق أوباما في كلمته لذكرى أربعة أميركيين قتلوا في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي شرقي ليبيا، العام الماضي، وبينهم السفير كريس ستيفنز.
وفي نيويورك، تجمّع أقارب الضحايا الذين قتلوا عند اصطدام طائرتين تباعاً بمبنى مركز التجارة العالمي عند موقع الهجوم. وتخلل مراسم إحياء الذكرى الوقوف دقيقة صمت عند توقيت اصطدام أول طائرة بأحد البرجين.
وفي ديترويت، كما سائر المدن الأميركية الكبرى، أقيم صباح الأربعاء في متنزه «كامبوس مارتيوس بارك» بوسط المدينة قداس تأبيني بمناسبة الذكرى بمشاركة كل من شرطة وإطفائية ديترويت، بالإضافة إلى رئيس البلدية دايف بينغ وعدد من المسؤولين.
Leave a Reply