لندن – اعتبر القيادي الإفريقي الأميركي، القس جيسي جاكسون، أن الحكومات البريطانية المتعاقبة أخفقت في القضاء على التمييز العنصري في بلادها، مؤكداً في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تمتلك حقاً أخلاقياً في «التجسس» على العالم. وقال جاكسون إن بريطانيا بحاجة إلى خطة للتمييز الإيجابي تستوحي خبرة الولايات المتحدة في قانون، «أفيرميتيف آكشن»، لإنهاء أجيال من الظلم العرقي ومنع الفجوة بين البيض والآخرين من الاتساع.
وقام جاكسون بجولة في بريطانيا بمناسبة مرور 50 عاماً على خطاب مارتن لوثر كينغ التاريخي «لدي حلم». وقال في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» إن الحكومات البريطانية المتعاقبة أخفقت في القضاء على التمييز العنصري فظلت الأقليات العرقية محرومة من العدالة الاجتماعية.
ورفض جاكسون الرأي القائل إن بإمكان الفرد أن يحقق النجاح عن استحقاق دون إجراءات حكومية إضافية لمعالجة مظالم تاريخية. وقال جاكسون إن بريطانيا تحتاج إلى نسختها الخاصة من قانون «أفيرميتيف أكشن» لإنهاء مظالم متوارثة عبر الأجيال مثل استبعاد الأقليات العرقية عن مراكز السلطة والمال وصنع القرار.
ويُسجل لقانون التمييز الايجابي في الولايات المتحدة زيادته عدد العاملين في قطاعات حساسة وإستراتيجية من أفراد الأقليات العرقية وخاصة السود. ولكن القانون البريطاني يحظر مثل هذا التمييز الايجابي.
وشدد جاكسون خلال جولته في بريطانيا على دعوة أفراد الأقليات العرقية الذين يحق لهم التصويت إلى التسجيل للمشاركة في الانتخابات حيث تبين الأرقام تدني نسبتهم وعدم اقتناعهم بجدوى التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وأصبحت مشاركة الأقليات العرقية في الانتخابات ذات أهمية بالغة بما تحمله من إمكانات التغيير بسبب التطورات السكانية التي حدثت في المجتمع البريطاني حيث يمكن لأصوات الأقليات أن تقرر نتيجة الانتخابات في عام 2015.
واعتبر جاكسون أن الشرطة البريطانية ما زالت عنصرية رغم ادعاءات قادتها بالإصلاح ولاحظ أن سياسات مثل إيقاف الأشخاص وتفتيشهم، التي تستهدف السود على نحو غير متناسب، دليل على استمرار التمييز واصفا هذه الممارسة بأنها مهينة. ولاحظ أن مثل هذه السياسات لم تكن ضرورية لحماية الأمن القومي الأميركي من خطر الهجمات الإرهابية.
وأعلن جاكسون أن الولايات المتحدة لا تمتلك حقا أخلاقيا في التجسس على العالم وان تاريخ الولايات المتحدة يبين أن أشخاصا مثل مارتن لوثر كنغ تعرضوا لإجراءات استثنائية اتخذتها الدولة بحقهم.
كان جاكسون عمل مع كنغ ورشح مرتين، في 1984 و1988، طامحا في أن يصبح أول رئيس إفريقي. أميركي في الولايات المتحدة.
Leave a Reply