الرياض – أعلن المعارض السعودي سعد الفقيه أن العائلة المالكة في السعودية تشهد للمرة الأولى صراعاً قوياً حول مصير العرش، مرجحاً في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية أن يكون الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أجرى تغييرات في المناصب لتمهيد الطريق أمام نجله الأمير متعب.
وقال الفقيه إن عائلة آل سعود «تنتقل حالياً من تفاهم على تقديم مصلحة الأسرة على مصلحة جناح، إلى تقديم مصلحة جناح على مصلحة الأسرة»، مضيفاُ أنه «بعد وفاة الأمير نايف، باتت هناك مؤامرة قوية من داخل الجناح الذي يقوده نجل الملك الأمير متعب بن عبدالعزيز بالتعاون مع رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، وتحت مظلة الملك عبدالله كي ينتهي المطاف إلى تعيين متعب ولياً للعهد ومن ثم ملكاً، والقفز فوق كل صف الأمراء الموجود حالياً من أجل القيام بذلك». واعتبر المعارض السعودي أن التغييرات الأخيرة عبر إقالة النائب السابق لوزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان «هدفه إقصاء جناح منافس والاستعاضة عنه بشخص ليس من أحفاد الملك عبدالعزيز وبالتالي ليس له حق الملك»، إلى جانب تعيين الأمير مقرن في منصب النائب الثاني باعتبار أنه «ليس من المتطلعين إلى العرش من جهة، كما أن وصوله يعني استبعادا لسائر الأمراء الكبار من إخوة الملك مثل أحمد وتركي وطلال وعبدالرحمن».
وأضاف أن «ليس لولي العهد الأمير سلمان دور مستقبلي، ويمكن إقصاؤه في أي لحظة بسبب وضعه الصحي ويكون الجو قد صفا لمتعب بن عبدالله، ولا يبقى إلا إشكالية واحدة، وهي إشكالية محمد بن نايف الذي يعتبر شخصية قوية وله تطلع ودهاء.. المواجهة قد تقع في أي لحظة».
وقسّم الفقيه التيار الديني في السعودية إلى ثلاث قوى، تضم الأولى من قال إنهم «علماء السلطة»، والثانية من وصفهم بـ«علماء الصحوة» مثل محمد العريفي وسلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر، معتبراً أن لهؤلاء مصداقية شعبية لكنهم لا يرغبون باستفزاز السلطة، بينما تتمثل القوة الثالثة بالشيوخ الذين وصفهم بــ«الثوريين» مثل سليمان العلوان وعبدالعزيز الطريفي وخالد الراشد وناصر الفهد، مضيفاً أنه يترقب حدثاً يدفع المجموعة الثانية إلى الإنضمام إلى الثالثة في تحريك الشارع.
وشكّك بإمكانية تأثر «الحراك الشعبي» بالانقسامات القبلية والمناطقية، ولكنه حذر في الشأن الطائفي من توترات بسبب علاقات الشيعة مع إيران من جهة، واستخدام لغة التخويف منهم من قبل أجهزة الاستخبارات من جهة أخرى.
وأضاف الفقيه أن المملكة أمام خيارات عدة، من بينها حصول خلاف داخل العائلة المالكة يؤدي إلى تقويضها أو تحرك مجموعة من المثقفين وقادة القبائل نحو التغيير أو حصول عمل شعبي سلمي عبر تظاهرات أو مسيرات، أو الخيار الأخير المتمثل في حرب إقليمية على خلفية الملف السوري، تتدخل فيها إيران وتهاجم السعودية مستغلة تعاطف الشرائح الشيعية معها.
Leave a Reply