بدا أن قادة الحزب الجمهوري في ميشيغن في مؤتمرهم الذي اختتم الأحد الماضي في جزيرة ماكيناو الجميلة في شمال الولاية غير قانعين بما انجزوه، برغم سيطرتهم على الغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب في لانسنغ ومحكمة ميشيغن العليا وجل المناصب المركزية في الولاية.
فقد بدا في المؤتمر، الذي ضم قيادات وطنية، أن الجمهوريين يضعون -من الآن- نصب أعينهم الفوز بسباق مقعد ميشيغن في مجلس الشيوخ الذي يبدو أنه سيكون محتدماً للغاية مع إعلان السناتور الديمقراطي كارل ليفين عن عدم نيته الترشح لولاية أخرى. ومنذ ٢٠ عاماً احتكر الديمقراطيون مقعدَي ميشيغن في مجلس الشيوخ الأميركي. كما أن الحزب يتطلع للفوز بأصوات ميشيغن لدعم مرشح الرئاسة الجمهوري في انتخابات العام 2016، مع العلم أن أصوات ولاية ميشيغن صبت دوماً منذ العام ١٩٨٨ لصالح المرشح الديمقراطي.
لكن الحزب الذي حاول أن يبدو موحداً قدر الإمكان، في مؤتمره، يواجه صراعات داخلية بسبب موقف الحاكم ريك سنايدر المؤيد لقانون «أوباما كير» للرعاية الصحية، حيث تم تمرير المشروع في كونغرس الولاية ذات الاغلبية الجمهورية باغلبية ضئيلة في آب (اغسطس) الماضي.
ولكن غضب «تيار الشاي» تركز على نائب حاكم الولاية براين كالي أكثر من سنايدر، حيث كان لصوت كالي القول الفصل في تمرير قانون توسعة «ميديكيد» في مجلس الشيوخ تماشياً مع نظام «أوباما كير». ويبدو موقف كالي ضعيفاً خاصة وأنه يعتبر من المحسوبين على التيار وأكثر التزاما من سنايدر بمبادئ المحافظين، ما يعني أن حركة الشاي قد تطرح مرشحاً آخر في الإنتخابات المقبلة وتحتفظ بتحالفها مع سنايدر رغم توقيعه قانون توسعة «ميديكيد»، وذلك بسبب ما يصفه الجمهوريون بالإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده.
سنايدر لم يترشح رسمياً
ولم يقطع سنايدر الشك باليقين في كلمته ببداية المؤتمر لناحية اعادة ترشحه للمنصب في انتخابات 2014, الا ان حملته الانتخابية بثت شريط فيديو اعلاني لسرد الانجازات التي حققها سنايدر وكونغرس الولاية في عهده، وتضمن الشريط المنتج في هوليوود، شعار الحملة المقترح «وفينا بما قطعناه من وعود».
ومن بين المواضيع التي يذكر الشريط الدعائي أنه خلال حكم سنايدر تم خلق أكثر من 200 الف وظيفة في القطاع الخاص، وتم تخفيض الضرائب على رجال الاعمال، وضبط موازنة الولاية السنوية مبكراً، كما خُفّضت الديون، وتم تعزيز صندوق «الايام الماطرة» الإحتياطي. كما تباهى الشريط بتمرير قانون «حق العمل» اضافة الى تخفيف الاجراءات البيروقراطية امام المستثمرين ورجال الأعمال، الى جانب التحولات الكبرى التي تشهدها ديترويت تحت إدارة الطوارئ.
لكن سجل سنايدر ليس بهذه النصاعة، بأعين الديمقراطيين الذين يتجهون لترشيح النائب الاميركي السابق مارك شاور لمنصب الحاكم، فقد اعتبروا أن شعار حملة سنايدر تضليلي حيث أن معدل البطالة في ميشيغن ارتفع في آب (أغسطس) الماضي للشهر الثالث على التوالي، وهو من اسوأ المعدلات في اميركا. وقال المتحدث باسم الحزب «نريد اقتصادا يستهدف تحقيق المصلحة للجميع وليس فقط للأغنياء واصحاب النفوذ». وجاء في حملة شاور أن سنايدر لم يحقق انجازات اقتصادية تُذكر فالولاية تحتل المرتبة الرابعة في معدلات ارتفاع البطالة، وكانت قبل مجيء ريك سنايدر تحتل المرتبة الخامسة.
المحافظون يصوبون على أوباما
وعلى مستوى النقاش الوطني، كان بارزاً حضور السناتور الأميركي المحسوب على «تيار الشاي»، راند بول (جمهوري عن كنتاكي)، الذي وجه انتقادات لاذعة لأوباما وإدارته قائلاً «إن ادعاء الرئيس بحدوث مشاكل هائلة في حال تطبيق التقشف الفدرالي تأكد خطأها» ونقل عن أوباما تحذيره من حدوث مشاكل في المراقبة الجوية ومن لحوم ملوثة، وقال بول «لقد كانت تمثيلية وتكتيكات تخويف، قال (أوباما) إن العالم سينتهي وأقول لكم بصراحة لقد جعل من نفسه شخصاً يبدو غبياً».
وكان بول قد انتخب في منصبه الحالي عام 2010 بدعم من تيار الشاي المنضوي تحت مظلة الحزب الجمهوري، ويحتمل ترشحه للرئاسة في انتخابات 2016، وهو نجل النائب الاميركي والمرشح الرئاسي السابق رون بول الذي نال شعبية واسعة في اوساط الشباب لمناهضته سياسات إدارة أوباما التي تمس بالحقوق الدستورية للأميركيين.
وتحدث في حفل العشاء في فندق غراند اوتيل، حاكم ولاية لويزيانا بوبي جندال حيث ركز على التعليم ولاقت كلمته استحسانا من الحضور المؤيد لحق حمل السلاح والمناهض لزواج المثليين. وقال جندال إنه من مؤيدي فكرة ايجاد معلم كفوء في كل فصل دراسي وهو يلوم اتحادات المعلمين في ولايته على تعطيل مبدأ تحديد رواتب المعلمين على أساس الانجاز وليس الأقدمية. وفي نهاية كلمته وجه جندال رسالة الى اوباما حذر فيها من غليان يجري في هذه الولايات، ربما يؤدي الى «انتفاضة» للمطالبة بالحرية.
روف: «أوباما كير» سيفجر أزمة الدين
من جانبه، قال كارل روف، وهو مفكر استراتيجي في الحزب، إن على الجمهوريين، وهم يعارضون قانون «أوباما كير»، عليهم أيضاً أن يجدوا البديل له. وأضاف أن الحزب يعاني من خلل هذه الأيام يتمثل في وضع رؤيا للحزب يسعى لتحقيقها، وقال روف في كلمة مستفيضة يوم السبت في المؤتمر إن قانون «أوباما كير» سيؤدي الى تفجّر أزمة الديون الفدرالية وسيظل سببا في إفراز 30 مليونا من غير المؤمنين صحياً.
رئيس الحزب: نظام انتخاباتنا التمهيدية مأساة
وفي خطابه، وضع الرئيس الوطني للحزب الجمهوري، راينس <ـريبس، خطة من أربع نقاط من شأنها تعزيز قدرات الحزب في المرحلة القادمة، تضمنت عقد المؤتمر الوطني للحزب في وقت مبكر قبل انتخابات عام ٢٠١٦ وذلك في شهر حزيران (يونيو) بدلا من آب (اغسطس). كما تنص الخطة على تقليص عدد المناظرات بين المرشحين الجمهوريين على منصب الرئيس.
وقال <ـريبس «هذه المسألة لا تتعلق بالاستحواذ على مؤسسة، هذه لعبة تحتاج الى تشغيل الذهن» وقال «إن نظامنا في الانتخابات التمهيدية مأساة كاملة»، لأنه لا يولي أهمية لحقيقة جلية بأن انتخاب المرشح مبكراً يعطيه الفرصة للبدء بحملته الانتخابية في وقت أبكر».
وأضاف <ـريبس أنه علينا ان نتوقف عما اسماه «سيرك المناظرات الـ٣٢» وبدلا من ذلك ستقتصر المناظرات على سبع أو ثمان فقط وسيتدخل الحزب في تحديد المشاركين والمراقبين فيها، وحذر من ان المرشحين غير الملتزمين بهذه الاحكام سوف يخسرون 30 بالمئة من أصواتهم الحزبية.
Leave a Reply