الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية تقتل آلاف الأميركيين سنوياً

واشنطن – حذر «مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في تقرير جديد من أن الولايات المتحدة تواجه خطر كارثة صحية إذا لم تكافح مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. وتضمن التقرير للمرة الاولى أرقاماً رسمية عن عدد الوفيات نتيجة أمراض جرثومية يصعب علاجها بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. وقال المركز إن مليوني شخص على الأقل في الولايات المتحدة يمرضون سنوياً بالتهابات جرثومية مقاومة للعقاقير الطبية، حسب موقع «إيلاف».

ويقدر المركز أن 23 ألف مريض يموتون سنويا بسبب هذه المقاومة، وأن 14 الفا آخرين يموتون بعدوى المِطَثِّية العسيرة clostridium difficile التي ترتبط بكثرة استخدام المضادات الحيوية. وكانت هيئات طبية متعددة بينها منظمة الصحة العالمية حذرت من أن الافراط في تعاطي المضادات الحيوية ونشوء باكتيريا مقاومة لها نتيجة ذلك أحدثا أزمة عالمية في الصحة العامة. 

وعدَّد مركز السيطرة على الأمراض في تقريره الذي نُشر مؤخراً 18 باكتيريا قال إنها تشكل خطراً داهماً وجدياً ومقلقاً على المرضى، وإذا لم يُتخذ اجراء عاجل فإن بعض الالتهابات التي تسببها هذه البكتيريا يمكن أن تصبح عصية على العلاج. وقدر المركز أن 50 بالمئة من المضادات الحيوية التي تُعطى في وصفات طبية لا حاجة لها، ولا توصف بصورة صحيحة. 

ونقلت صحيفة «غارديان» عن مدير مركز السيطرة على الأمراض توم فريدن قوله إن مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية أخطر التهديدات الصحية التي تواجه البشرية اليوم، وقال إن فقدان المضادات الحيوية الفاعلية سيضعف علاجات تنقذ الأرواح مثل العلاج الكيميائي وغسل الكلية وزرع الأعضاء، «وحتى إذا توفر العلاج، فإن المصابين بأمراض جرثومية مقاومة للمضادات الحيوية كثيراً ما تكون احتمالات وفاتهم كبيرة، والناجون منها يمضون فترات أطول بكثير في المستشفيات، وتمتد فترة نقاهتهم مدة أطول، ويكونون معاقين على المدى البعيد». وتكلف مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية المؤسسات الصحية الاميركية 20 مليار دولار سنويًا، وتكلف الاقتصاد الاميركي 35 مليار دولار إضافية بسبب فقدان نشاط منتج من جراء المرض. وقالت الدكتورة مارغريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية، إن الافراط في استعمال المضادات الحيوية تفافم حتى أن التهابات بسيطة مثل التهاب اللوزتين العقدي أو ركبة طفل مخدوشة يمكن أن تسبب الوفاة لأن الجراثيم طورت مقاومة ضد علاجها.