كشف وفد فدرالي من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما عن «استراتيجية جديدة» لدعم مدينة ديترويت بحوالي 300 مليون دولار من الأموال الفدرالية وإسهامات القطاع الخاص، وذلك لاستخدامها في ازالة المباني المهجورة وتدعيم قطاع النقل المشترك وتعزيز الأمن وتشجيع المشاريع التجارية في المدينة التي تقدمت بطلب إشهار الإفلاس.
وأعلن أعضاء الوفد في مؤتمر صحفي مشترك مع قادة محليين تقدمهم حاكم ميشيغن، ريك سنايدر، في جامعة «وين ستايت» عن الخطوط العريضة للإستراتيجية الجديدة، وقد تحدث في المؤتمر الصحفي كل من جين سبيرلينغ رئيس المجلس الاقتصادي الوطني التابع لادارة أوباما، ووزير الاسكان والتنمية شون دونوفان، ووزير المواصلات الجديد أنطوني فوكس، ووزير العدل أريك هولدر، إضافة الى سنايدر ورئيس بلدية ديترويت دايف بينغ ومدير الطوارئ المالية في المدينة، كفين أور.
وركزت الكلمات على أهمية تقديم منح فدرالية لديترويت تضاف الى المنح السابقة التي لم تستفد منها المدينة بسبب سوء الإدارة.
وتم التعهد بتخصيص 150 مليون دولار لإزالة المباني المهجورة وإعادة تطوير الأحياء، بضمنها 65 مليونا كانت محجوزة سيتم الافراج عنها و25 مليوناً من القطاعين الحكومي والخاص سوف تستخدم لإزالة المباني التجارية المهجورة.
كما يتضمن مبلغ ٣٠٠ مليون دولار الذي تعهد به المسؤولون الفدراليون، 14 مليون دولار مخصصة لتطوير قطاع النقل، و25 مليوناً لتعيين 140 موظفاً إضافياً في دائرة الاطفاء. وتعهد هولدر بتقديم منحة لدائرة الشرطة بقيمة 1,9 مليون دولار لتعيين 10 ضباط اضافيين وتحسين قدرات الدائرة، الى جانب مبلغ 270 ألف دولار لمساعدة برنامج إعادة تأهيل السجناء بعد قضاء مدة محكوميتهم.
وتعتبر هذه المنح جزءاً من محاولات أوباما في مد يد العون لديترويت التي تعاني عجزاً مالياً كبيراً وديوناً متراكمة تفوق قيمتها 18 مليار دولار.
وأشاد بينغ بلفتة إدارة واشنطن منوها بدوره في إنقاذ شركات تصنيع السيارات في ميشيغن عندما كانت على وشك الانهيار ودعمها بعشرات المليارات من الدولارات الفدرالية. وأشار بينغ الى أن الرئيس عليه فعل الشيء ذاته مع ديترويت، مثنياً على الدور الذي تقوم به الحكومة الفدرالية لناحية تقديم الدعم المالي والخبراتي لديترويت.
كما أعلن في المؤتمر الصحفي عن تعيين البيت الابيض لـ دون غرايفز وهو مساعد نائب وزير المالية الاميركي، منسقاً للمساعدات الفدرالية المخصصة لديترويت، كما تم تعيين روي روبرتس، مدير الطوارئ المالية السابق لمدارس ديترويت العامة، مشرفا على إدارة الأراضي الفضاء والممتلكات البلدية المهجورة في المدينة (حوالي ٧٠ ألف عقار). كما أُعلن عن تشكيل فريق للاشراف على ازالة المباني المهجورة يضم كل من: رئيسة كلية ماري غروف السابقة، غليندا برايس، مؤسس شركة «كويكن لونز» دان غيلبرت، المديرة التنفيذية لمؤسسة «يو- سناب- باك» التي تعنى بإعادة تطوير شرق ديترويت، ليندا سميث.
وقال الوزير دونوفان الذي زار ديترويت قبل بضعة اسابيع للاعلان عن خطة الدعم الفدرالية لازالة مجمع «بروستر دوغلاس» السكني المملوك لبلدية ديترويت، إن الرئيس أوباما «ملتزم بانتشال ديترويت من محنتها» وأضاف «نحن واثقون من أن هذه ستكون واحدة من قصص إعادة البناء الفريدة في التاريخ الأميركي».
من ناحيته، أشاد سنايدر بالجهود الفدرالية المبذولة معتبراً أن يوم الجمعة الماضي، يوم زيارة الوفد الحكومي، «يوماً مباركاً»، فيما قال أور إن هذه المساعدات سوف تسهم في استعادة الخدمات لسكان المدينة، مؤكدا أنه «علينا المضي قدما في العمل على تخليص ديترويت من ديونها».
وقال رئيس مجلس أوباما الإقتصادي، جين سبيرلينغ، إن «أوباما يدرك أن الكونغرس لن يوافق على تقديم برنامج معونات هائلة لديترويت ولذلك لجأ الى ما هو متوفر من البرامج الفدرالية»، مع العلم أن الشلل الجزئي الذي تعاني منه الحكومة الفدرالية لن يؤثر على مبلغ الـ٣٠٠ مليون دولار الذي تعهد به الوفد الوزاري. ونقل سبيرلينغ عن اوباما قوله لأركان إدارته إنه «من غير المسموح أن لا نفعل شيئاً.. علينا الزج بما هو متوفر لدينا من امكانيات للاستمرار في تحريك الأمور». وأضاف سبيرلينغ «نعتقد أن إعلان الإفلاس كان حدثاً غير عادي في عهد أوباما وعلينا بذل جهود غير عادية في هذا الشأن».
Leave a Reply